انتقد يوسف موقف المؤتمر الوطني المحلول وحركته الإسلامية، مشيراً إلى بيانات صدرت عن شخصيات بينها أحمد هارون وعلي كرتي تدعو لاستمرار الحرب وتهاجم الرباعية..
التغيير: الخرطوم
قال القيادي بتحالف القوى المدنية الديمقراطية «صمود» خالد عمر يوسف إن بيان الرباعية ألقى «حجراً في بركة سكون» الأزمة السودانية ووضع الملف الإنساني في صلب الأولويات، مشدداً على أن الخريطة المقترحة توفر هدنة إنسانية فورية لمدة ثلاثة أشهر تسمح بوصول الطعام والدواء والاحتياجات الأساسية لمتضرري الحرب في أنحاء البلاد.
والجمعة ، أصدرت دول الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر) بيانًا مشتركًا بشأن السودان، دعت فيه إلى هدنة إنسانية أولية لمدة ثلاثة أشهر تتيح وصول المساعدات دون عوائق إلى جميع المناطق المتأثرة بالحرب.
وأكد البيان أن هذه الهدنة ينبغي أن تمهد الطريق إلى وقف دائم لإطلاق النار، يعقبه مسار انتقالي مدته تسعة أشهر يقود في نهايته إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة تستند إلى قاعدة شرعية واسعة.
وشددت الرباعية في بيانها على أنه “لا حل عسكريًا للأزمة السودانية”، معتبرة أن استمرار القتال يفاقم معاناة المدنيين ويهدد الأمن الإقليمي.
كما طالبت بوقف أي دعم خارجي للأطراف المتحاربة، مؤكدة على سيادة السودان ووحدة أراضيه، وأن مستقبل الحكم يجب أن يقرره السودانيون أنفسهم، رافضة في الوقت نفسه منح دور مهيمن للجماعات المتطرفة المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف يوسف في منشور على صفحته الرسمية بــ”فيس بوك” أن المبادرة لاقت قبولاً واسعاً محلياً تمثل في بيانات وتصريحات القوى المدنية المناهضة للحرب.
وذكر أن بيان وزارة خارجية تحالف السودان التأسيسي «تأسيس»، رحّب بالمقترحات. وفي المقابل لفت إلى ارتباك في ردود فعل معسكر «بورتسودان» في إشارة للحكومة السودانية التي اتخذت من بورتسودان عاصمة بديلة لها.
وأشار إلى أن بيان خارجية “ذلك المعسكر” تحاشى تناول الرباعية صراحةً واكتفى بشعارات عامة حول السيادة والشرعية، فيما أصدر مجلس سيادته صباح اليوم بياناً أدان ضربات المسيرات في ولاية النيل الأبيض «رغم بيان الرباعية» ما اعتبره يوسف تناقضاً يصعب تفسيره إذا كانت الجهة ترفض المبادرة حقاً.
وانتقد يوسف موقف المؤتمر الوطني المحلول وحركته الإسلامية، مشيراً إلى بيانات صدرت عن شخصيات بينها أحمد هارون وعلي كرتي تدعو لاستمرار الحرب وتهاجم الرباعية، واصفاً هذا الخط بأنه تكرار لمواقفهم من مبادرات سابقة (جدة، المنامة، جنيف، الاتحاد الإفريقي، وإيقاد).
وحذر من أن عناصر من هذه التشكيلات ستسعى للضغط على مكونات معسكر «بورتسودان» لتبني خطها الحربي كما حدث سابقاً.
ورأى يوسف أن طبيعة الحرب وغاياتها باتت واضحة، وقال إن من يعرقل محاولات وقف القتال قد يكون المستفيد الحقيقي من استمرار النزاع، محذراً من أن مصالحهم تجعلهم غير معنيين بسلام يكلفهم تضاؤلًا في مكاسبهم.
وأكد ثبات موقفهم الرافض للحرب، والتزامهم بالعمل من أجل سلام يحفظ وحدة السودان وسيادته وكرامة مواطنيه، داعياً الشعب إلى التمسك بالسلمية كما فعل في ديسمبر.
ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث خلّفت المواجهات آلاف القتلى وملايين النازحين داخليًا وخارجيًا.
وتسببت المعارك في تدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار الخدمات الأساسية، وشحّ الغذاء والدواء، وسط عجز الجهود الدولية عن وقف القتال أو التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع.
المصدر: صحيفة التغيير