14 سبتمبر 2025Last Update :
– هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء الماضي، بقصف مبنى يضم أكبر مجموعة أثرية في قطاع غزة، وفقا للمعهد الفرنسي للكتاب المقدس والآثار، على ما أفادت صحيفة “هآرتس” الأحد.
وعلى مدى اليومين الماضيين، قام علماء الآثار بعملية عاجلة لإنقاذ أهم القطع في المستودع، لكن معظم المجموعة لم تنقل بعد، مما يتركها معرضة لخطر التلف أو الانقراض.
ومساء يوم الأربعاء الماضي، أصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية، أفيحاي إدرعي، إشعارا بالإخلاء لعدة مناطق في مدينة غزة، شملت مبنى محددا على خرائط الجيش بالرقم 787 في حي الرمال. ويقع المبنى المكون من عشرة طوابق، ويستخدم طابقه السفلي كمستودع لموظفي معهد الآثار منذ نحو عقد من الزمان.
وأفادت مصادر في المعهد أن الجيش أصدر تحذيرا محددا بشأن المبنى كجزء من عمليات هدم المباني الشاهقة في غزة الأسبوع الماضي، حيث هدم سلاح الجو الإسرائيلي برجا سكنيا آخر على بعد 400 متر من المبنى المستهدف.
بعد تلقي التحذير يوم الأربعاء، تواصل موظفو المعهد الفرنسي للكتاب المقدس والآثار مع مسؤولين في الحكومة الفرنسية للتدخل ومنع الهجوم الإسرائيلي.
وأفادت مصادر مطلعة أن فرنسا واليونسكو وبطريركية اللاتين في القدس ساعدت في تأجيل الهجوم لضمان نقل المستودع بأمان.
وبعد ذلك، شرع علماء الآثار في عملية إخلاء القطع، إلا أنهم واجهوا صعوبات كبيرة نتيجة نقص الشاحنات المتاحة في القطاع، وتدمير الطرق، وغياب المواد اللازمة لتغليف الآثار، بالإضافة إلى المخاوف من تعرضها للكسر أثناء النقل أو التعامل من قبل السكان.
وذكرت الصحيفة أنه تم نقل أهم الاكتشافات الأثرية إلى كنيسة داخل مدينة غزة على أمل أن يمتنع الجيش الإسرائيلي عن استهدافها هناك.
وقال عالم الآثار في المعهد، رينيه ألتر، لصحيفة الغارديان: “لقد أنقذنا جزءا كبيرا من القطع، لكن في عملية الإنقاذ تفقد دائما أشياء وتواجه خيارات مؤلمة”.
وأضاف: “تحطمت أو فقدت العديد من العناصر، لكن تم تصويرها أو رسمها للحفاظ على المعرفة العلمية. ربما تكون هذه هي الآثار الوحيدة التي ستبقى من آثار غزة، محفوظة في الكتب والمقالات والمكتبات”.
وتعد جمعية “أكاديمية الكتاب المقدس”، واحدة من أكبر وأقدم المنظمات التي تدرس التاريخ الأثري لقطاع غزة، وقد تراكمت في مستودعاتها آلاف الاكتشافات الأثرية على مر السنوات.
وأفاد بيان صادر عن الجمعية أن المستودع يضم 180 مترا مكعبا من الاكتشافات الأثرية المستخرجة من خمسة مواقع تم التنقيب عنها في قطاع غزة، وتشمل هذه القطع الفخار والفسيفساء والأدوات المعدنية وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أنه في كانون الثاني/يناير 2024، دخل الجيش الإسرائيلي المستودع، حيث التقط الجنود صورا داخله، ودعوا أيضا نائب مدير هيئة الآثار الإسرائيلية لزيارته.
ورد الجيش الإسرائيلي قائلا إن “في إطار الجهود الرامية لتسهيل حركة السكان والمنظمات الدولية نحو جنوب قطاع غزة، يتم حاليا نقل مستودعات تابعة للمجتمع الدولي ومحتوياتها. المستودع المذكور معروف لمسؤولي الجيش، ومن خلال الحوار المشترك مع المنظمة، تم إخلاء محتوياته التي تضم آثارًا وفخاريات مسيحية. وبناء عليه، نقلت هذه القطع إلى مكان آمن بالتنسيق مع مديرية التنسيق والارتباط في غزة”، بحسب ما ورد في رد الجيش.