أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ709 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ181 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.
تواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنّ غارات جوية عنيفة ومكثفة على مدينة غزة شمالي القطاع، حيث تتركز الهجمات على الأبراج السكنية والمنازل، بالتوازي مع عمليات نسف وتفجير ينفذها الجنود على الأرض داخل الأحياء السكنية. وتأتي هذه الاعتداءات في إطار مساعي تهجير أكثر من مليون نسمة من سكان المدينة ونازحيها، ضمن حرب الإبادة المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وسجلت الوزارة 7 وفيات جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية بسبب التجويع وسوء التغذية، بينهم طفلان، ليرتفع إجمالي عدد ضحايا الجوع إلى 420 شهيدًا، بينهم 145 طفلًا. وأشارت الوزارة إلى أنه منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) عن وجود مجاعة في غزة، سُجلت 142 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية، من بينها 30 طفلًا.
في السياق الميداني، صعّدت قوات الاحتلال استهدافها لمنازل في محيط حي اليرموك وسط مدينة غزة، فيما تعرض طالبو المساعدات قرب محور “نيتساريم” وسط القطاع للقصف. وترافق ذلك مع استمرار القصف الجوي والمدفعي على أحياء الصبرة والتفاح والشاطئ، مخلّفًا دمارًا واسعًا ونزوحًا متواصلاً للسكان.
سياسيًا، يصل وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، يوم السبت إلى تل أبيب في ظل أجواء التوتر الإقليمي بعد العدوان الإسرائيلي على قطر ومحاولة اغتيال قادة من حركة حماس هناك. وأكدت الحركة أنّ رئيسها خليل الحية شارك في صلاة الجنازة على نجله همام وشهداء المحاولة الفاشلة “بعد ترتيبات أمنية خاصة في قطر”، في إعلان رسمي عن نجاته.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، يوم السبت، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 64803 شهداء و164264 إصابة، منذ الســــابع من تشـــرين الأول/ أكتوبر عام 2023.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن 47 شهيدًا و205 إصابات، وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أن عدد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
فيما بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 5 شهداء و26 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,484 شهيدًا وأكثر من 18,117 إصابة.
كما سجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 7 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم طفلان، ليرتفع العدد الى 420 منهم 145 طفلا.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد خمسة مواطنين وأصيب عدد آخر، مساء يوم السبت، في قصف لقوات الاحتلال على مدينتي خان يونس وغزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال استهدفت تجمعا للمواطنين في شارع الترنس بحي الأمل شمال خان يونس جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد ثلاثة وإصابة عدد آخر.
وأضافت أن مواطنا استشهد جراء استهداف الاحتلال منزلا قرب محطة تمراز في شارع الجلاء بمدينة غزة، كما استشهد مواطن جراء استهداف الاحتلال منزلا شرق مفترق عسقولة بحي الزيتون، جنوب شرق المدينة.
وأشارت إلى أن عددا من المواطنين أصيبوا إثر قصف طائرات الاحتلال منزلا يعود لعائلة “الشريف” في شارع حميد، غرب مدينة غزة.
استشهد مواطنان وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال استهدفت عدة مبان في محيط مستشفى القدس بحي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنين اثنين على الأقل وإصابة عدد آخر.
أعلنت مصادر طبية، يوم السبت، استشهاد 45 مواطنا بينهم 29 من مدينة غزة، برصاص وقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، على مناطق متفرقة من القطاع.
وأوضحت المصادر ذاتها أن 24 شهيدا نُقلوا إلى مستشفى الشفاء، و8 إلى المستشفى الأهلي العربي “المعمداني”، و5 شهداء إلى مستشفى العودة، وشهيدا إلى مستشفى الأقصى، و4 إلى مستشفى ناصر، و3 إلى مستشفى الهلال الأحمر.
وكان مستشفى ناصر الطبي، أعلن استشهاد مواطنين من طالبي المساعدات بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز مساعدات شمال مدينة رفح.
كما وصل مستشفى الشفاء 5 شهداء باستهداف الاحتلال مجموعة مواطنين في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة.
ودمرت قوات الاحتلال برج النور في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.
استشهد مواطنان وأصيب آخرون، يوم السبت، في قصف الاحتلال منزلا جنوب مدينة غزة، ومخيم الشاطئ غربا، إضافة إلى قصف ثلاث مدارس.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى الشفاء باستشهاد مواطنين اثنين، وإصابة آخرين في قصف الاحتلال منزلا جنوب مدينة غزة.
وأضافت أن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مراكز تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين نقلوا إلى مستشفى الشفاء.
واستهدف جيش الاحتلال منزلا في محيط شارع الصناعة جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع مصابين.
كما قصف الاحتلال، 3 مدارس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وشرد آلاف النازحين الذين كانوا يأوون إليها.
وأفاد شهود عيان، بأن جيش الاحتلال شن سلسلة غارات عنيفة استهدفت مدارس “الست سورة”، و”العالية”، و”شحيبر” التابعة لوكالة الأونروا.
وقال إن تلك المدارس كانت تؤوي آلاف النازحين الذين فروا من القصف الإسرائيلي في شمال وجنوب مدينة غزة ورفضوا ترك المدينة والنزوح نحو الجنوب.
وأشار إلى أن الجيش أنذر سابقا عبر اتصالات هاتفية، النازحين داخل هذه المدارس بالإخلاء تمهيدا لقصفها، لكنه لم يمنحهم مدة تكفي لاصطحاب مستلزماتهم الأساسية.
ولفت إلى أن النازحين والمواطنين القاطنين في المربع السكني المستهدف أصيبوا بحالة من الذعر والخوف فور تلقي إشارة الإخلاء، وحاولوا ترك المكان على الفور.
إلا أن الاستهداف الإسرائيلي جاء في وقت كانت فيه حالة الإخلاء متواصلة وما زالوا في الشوارع.
وفي وقت سابق من يوم السبت، ألقى جيش الاحتلال منشورات ورقية على مناطق واسعة بمدينة غزة أنذر فيها المواطنين بالإخلاء والتوجه إلى مناطق جنوب القطاع، وهو ما يرفضه المواطنون.
وفي أحدث الإحصائيات الرسمية، يقطن في مدينة غزة 1.3 مليون نسمة، فيما يحاول الاحتلال إجبارهم على النزوح إلى منطقة المواصي في رفح وخان يونس جنوب القطاع، والتي تضم 800 ألف نسمة، يفتقرون إلى مقومات الحياة الأساسية.
وتشهد مدينة غزة حركة نزوح داخلية هربا من حمم القصف المكثف، حيث باتت الغالبية العظمى منهم يتكدسون في الأحياء الغربية من المدينة والتي تشهد منذ الجمعة قصفا مركزا.
أعلنت مصادر طبية، يوم السبت، استشهاد 12 مواطنا، برصاص وقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن 6 شهداء نُقلوا إلى مستشفى الشفاء، وشهيدا إلى المستشفى الأهلي العربي “المعمداني”، و4 شهداء إلى مستشفى العودة، وشهيدا إلى مستشفى الأقصى.
واستشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون، السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تواجدهم قرب نقطة لتوزيع المساعدات بمنطقة وادي غزة وسط القطاع.
وتواصل قوات الاحتلال، قصفها على شمال القطاع، ومدينة غزة تحديدا، وتفجير ونسف المنازل والابراج السكنية باستخدام “الروبوتات المفخخة، بهدف إجبار الأهالي على النزوح القسري وتهجير أكبر عدد منهم إلى وسط القطاع وجنوبه.
استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون، يوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تواجدهم قرب نقطة لتوزيع المساعدات بمنطقة وادي غزة وسط القطاع.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال فتحت نيرانها بشكل مباشر على عشرات المواطنين المنتظرين للمساعدات الإغاثية، ما أسفر عن ارتقاء 4 مواطنين وعدد من الجرحى.
وبحسب مصادر طبية، ارتفع عدد ضحايا استهداف الاحتلال لمناطق توزيع المساعدات إلى 2,479 شهيدًا وأكثر من 18,091 مصابًا.
سجّلت مستشفيات قطاع غزة، يوم السبت، 7 حالات وفاة، بينهم طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبذلك، ارتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 420، من بينها 145 طفلا.
ومنذ إعلان (IPC)، سجلت 142 حالة وفاة، من بينهم 30 طفلا.
يشار إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.
يُذكر، أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/ مارس وحزيران/ يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.