أفاد مسؤولون إنسانيون كبار أن عدد عمال الإغاثة المختطفين في جنوب السودان قد تضاعف هذا العام، مما يثير قلقًا متزايدًا بشأن سلامة العاملين وتوقف الخدمات الضرورية في منطقة تعاني من أزمة إنسانية حادة. ويشير محللون إلى أن ازدياد حالات الاختطاف من أجل الفدية يمثل اتجاهًا جديدًا ومقلقًا للغاية.
التغيير ــ وكالات
ووفقًا لمسؤولين في منظمات إغاثة، فإن أكثر من 30 عاملًا جنوب سوداني قد تعرضوا للاختطاف هذا العام، وهو ما يزيد عن ضعف العدد المسجل خلال العام الماضي بأكمله. وفي حين أُطلق سراح العديد منهم بعد دفع فدية، فقد توفي أحد عمال الإغاثة في الأسر في وقت سابق من هذا الشهر، وهو جيمس أونجوبا، الذي كان يعمل في منظمة إغاثة محلية واختُطف في ولاية غرب الاستوائية.
وحذّر الخبير في شؤون جنوب السودان، دانييل أكيش، من أن هذا الاتجاه قد يصبح مشكلة على مستوى البلاد بأكملها، مما يجعل العمل الإنساني مستحيلًا، خاصةً في ولايتي وسط وغرب الاستوائية.
تفاقم العنف
وتشير وكالات الإغاثة إلى أن عمليات الاختطاف قد أعاقت تقديم الخدمات المنقذة للحياة لمئات الآلاف من الأشخاص في المناطق الحدودية النائية. وفي شهر يوليو، علّقت منظمة «أطباء بلا حدود» عملياتها في مقاطعتين بجنوب السودان بعد تعرض موظفيها للاختطاف، مما دفع رئيس بعثتها، الدكتور فرديناند أتي، إلى القول: «لا نستطيع إبقاء موظفينا يعملون في بيئة غير آمنة».
ويأتي هذا التصعيد في ظل زيادة حدة القتال في البلاد، وهو ما يُعتبر من أسوأ أعمال العنف منذ اتفاق السلام لعام 2018. ويرى بعض المحللين أن هذه الاشتباكات مرتبطة بالصراع على خلافة الرئيس سلفا كير، في ظل تكهنات حول تدهور صحته.
هويات الخاطفين
ورغم أن هويات الخاطفين غير واضحة، يعتقد بعض المسؤولين أن المنطقة مليئة بالجماعات المسلحة التي تسعى لتحقيق مكاسب سريعة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية. وقال الناشط الحقوقي، إدموند ياكاني، إن جهات متعددة قد تكون وراء هذه العمليات، بما في ذلك جبهة وطنية للإنقاذ، أو قوات المعارضة، أو حتى جنود من الجيش الحكومي.
وفي حين تلتزم الأمم المتحدة ومعظم المنظمات الإنسانية بسياسة «عدم دفع الفدية»، إلا أن عائلات الضحايا تلجأ أحيانًا إلى وسطاء مثل الكنائس لتقديم المدفوعات.
ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تتجه فيه بعض الجهات المانحة، مثل الولايات المتحدة ومانحين أوروبيين، إلى خفض مساهماتهم المالية في الإغاثة الإنسانية. ويشير تقرير صادر عن مجموعة الأبحاث «النتائج الإنسانية» إلى أن عام 2024 كان العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة لعمال الإغاثة عالميًا، حيث قُتل 383 شخصًا، محذرًا من أن عام 2025 في طريقه لتجاوز هذا الرقم.
ترجمة من (أ ف ب)
المصدر: صحيفة التغيير