فُجع الوسط الرياضي السوداني فجر الجمعة بوفاة الرمز المريخي البارز محمد الياس محجوب، الرئيس الأسبق لنادي المريخ ورئيس مجلس الشورى السابق، الذي وافته المنية في العاصمة المصرية القاهرة بعد معاناة مع المرض.
القاهرة _ التغيير
وخيّم الحزن على جماهير المريخ والوسط الرياضي عامة، لما للفقيد من مكانة تاريخية بارزة.
يُعد محمد الياس محجوب من أبرز الشخصيات الإدارية التي مرّت على نادي المريخ. فقد تدرج في العمل الإداري منذ سبعينيات القرن الماضي حتى تبوأ منصب رئاسة النادي ورئاسة مجلس الشورى.

عُرف بالعطاء المادي والمعنوي للنادي، وبالتفاني في خدمته في كل المراحل، وظل حاضرًا في المحطات المفصلية التي شهدها المريخ على مدى عقود.
كان ود الياس، كما اشتهر بين المريخاب، نموذجًا في المثابرة والصبر. فقد انتظر أحد عشر عامًا بعد حصوله على عضوية النادي قبل أن يدخل مجلس الإدارة. ومع ذلك، لم يتوقف عطاؤه؛ إذ دعم خزينة المريخ بمبالغ ضخمة في فترات الأزمات، مع أنه خسر جزءًا كبيرًا من ماله بسبب قرارات سياسية في فترة “الرياضة الجماهيرية”.
لم يقتصر دوره على الدعم المالي فقط، بل عُرف بمواقفه الحاسمة وحكمته الإدارية.
من أبرز محطاته قيادته لبعثة المريخ إلى زنجبار حين أقنع السلطات هناك، بالإنجليزية، بإقامة مباراة رغم إعلان الحداد، مستندًا إلى لوائح المنافسات. كانت تلك الواقعة مثالاً على قوته وصلابته في الدفاع عن مصالح النادي.
كما ظل داره في أم درمان ملتقىً لأهل المريخ، يجمع الإداريين والجماهير للتشاور في قضايا النادي، وكان صريحًا لا يساوم في حقوق المريخ. جمع بين الكفاءة الفكرية والقيادة الإدارية، وتحدثت عنه الجماهير باعتباره رمزًا صادقًا، جمع بين المال والفكر والروح في خدمة المريخ.

وشهدت العاصمة المصرية القاهرة تشييعًا مهيبًا للفقيد، حيث أُديت صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في مقابر الأسرة الكوارتيه بمدينة السادس من أكتوبر. وقد شارك في مراسم التشييع جمع غفير من رموز وأقطاب وجماهير المريخ، إلى جانب عدد من الإعلاميين وأعضاء الاتحاد العام السوداني لكرة القدم واتحاد الخرطوم المحلي، الذين عبّروا جميعًا عن عظيم خسارتهم لرحيله.
وخلال مراسم التشييع، تحدث عدد من أقطاب النادي عن الفقيد، وفي مقدمتهم محمد الشيخ مدني الذي أثنى على مناقب ود الياس وأشاد بتفانيه في خدمة المريخ، مؤكداً أنه كرس حياته من أجل النادي وترك إرثًا كبيرًا من العطاء والتضحية.
رحيل محمد الياس محجوب وجد صدى واسعًا في الأوساط المريخية والرياضية. فقد نعاه الاتحاد السوداني لكرة القدم وأصدر القنصل حازم مصطفى، الرئيس الأسبق للمريخ، بيانًا مؤثرًا وصف فيه الفقيد بأنه “رمز رياضي خالد” قدم الكثير لناديه وللرياضة السودانية عامة. كما أعيد نشر مقالات أرشيفية أبرزت تاريخه الحافل وعطاءه المتواصل.
حتى أيامه الأخيرة، ورغم مرضه وإقامته خارج السودان بسبب الحرب، ظل ود الياس مهمومًا بقضايا المريخ، يستقبل زواره ويتحامل على أوجاعه من أجل ناديه. ترك وراءه إرثًا عظيمًا من الإخلاص والعطاء سيظل محفورًا في ذاكرة المريخ ووجدانه إلى الأبد، وفقده يعد خسارة كبيرة للمريخ وللرياضة السودانية عامة.
المصدر: صحيفة التغيير