اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم الجمعة، وبأغلبية ساحقة، “إعلان نيويورك” الداعم لحل الدولتين، في خطوة اعتبرتها البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة إنجازاً تاريخياً يعكس الإرادة الدولية بضرورة إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقد صوّتت 142 دولة لصالح القرار، فيما عارضته 10 دول وامتنعت 12 دولة عن التصويت.
وانضمت إلى إسرائيل والولايات المتحدة في معارضة القرار كلٌّ من الأرجنتين والمجر وميكرونيزيا وناورو وبالاو وبابوا غينيا الجديدة وباراغواي وتونغا. وامتنعت اثنا عشر دولة عن التصويت.
ورحب السفير رياض منصور، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، بالقرار، واصفاً إياه بأنه “إنجاز كبير من قبل المجتمع الدولي يجب تنفيذه بحذافيره”.
وأكد أن العالم بات ملزماً بالتحرك الجاد لتطبيق حل الدولتين دون مماطلة.
وأشار منصور إلى أنه سيعيد التأكيد على هذا الموقف خلال قمة حل الدولتين المقرر عقدها في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، حيث سيجدد المطالبة بخطوات عملية تضمن إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه رد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون على القرار قائلاً: “لن يُذكر هذا الإعلان الأحادي الجانب كخطوة نحو السلام، بل كبادرة جوفاء أخرى تُضعف مصداقية هذه الجمعية… هذه ليست دبلوماسية. إنها مسرحية”.
ويحمل النص اسم “إعلان نيويورك حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين”، وينص على أن على حماس “إطلاق سراح جميع الأسرى” ويدين “الهجمات التي ارتكبت ضد المدنيين في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر”.
كما يدعو الإعلان إلى “تحرك جماعي لوقف الحرب في غزة، والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة للصراع الفلسطيني– الإسرائيلي على أساس التطبيق الفعلي لحل الدولتين”.
الوثيقة، التي قدمتها فرنسا والسعودية بدعم من الجامعة العربية ووقّعت عليها 17 دولة عضو في الأمم المتحدة في تموز/ يوليو الماضي، تنص كذلك على أن “حماس يجب أن تنهي حكمها في غزة وتسلّم سلاحها للسلطة الفلسطينية، بدعم ومشاركة دولية، تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة”.
ويأتي التصويت قبيل قمة دولية في نيويورك يوم 22 أيلول/ سبتمبر، ستترأسها باريس والرياض، حيث تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالإعلان رسمياً عن اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، في خطوة يتوقع أن تحذو حذوها دول أخرى.
ويرى محللون أن تبنّي نص أممي يتضمن لأول مرة إدانة مباشرة لحماس يمنح الدول الداعمة لفلسطين “درعاً ضد الانتقادات الإسرائيلية”، فيما تسعى هذه الخطوات لزيادة الضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة.
كما يشير الإعلان إلى احتمال نشر بعثة دولية مؤقتة في قطاع غزة تحت إشراف مجلس الأمن لدعم السكان الفلسطينيين وتمكين السلطة من إدارة الشؤون الأمنية.
حالياً، تعترف نحو ثلاثة أرباع دول العالم بالدولة الفلسطينية التي أُعلنت عام 1988، لكن استمرار الحرب على غزة، وتوسيع الاستيطان بالضفة الغربية، وتصريحات إسرائيلية عن نية ضم الأراضي، أثارت مخاوف من استحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة قريباً.