كشفت بيانات حديثة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن مفارقة مقلقة في الوضع الصحي للأطفال والمراهقين المغاربة (5 سنوات 19 سنة)، تتمثل في مواجهة المغرب “لعبء مزدوج من سوء التغذية”؛ فبينما تتراجع معدلات النحافة بشكل ملحوظ على مدى العقدين الماضيين، تتصاعد في المقابل أزمة زيادة الوزن والسمنة بوتيرة متسارعة، مصحوبة بتحول جذري في الفئات الأكثر تضررا، حيث أصبحت الفتيات مؤخرا الأكثر عرضة للسمنة، بينما لا يزال الفتيان الشريحة الأكثر تأثرا بالنحافة.
وكشفت الأرقام الصادرة عن “اليونيسيف” المرافقة لتقرير حديث للمنظمة، بعنوان “تغذية الربح.. كيف تخذل البيئات الغذائية الأطفال”، أنه فيما يهم زيادة الوزن في صفوف الأطفال والمراهقين ما بين 5 سنوات و19 سنة بالمغرب ارتفعت من 14.8 في المائة في عام 2000 إلى 20.9 في المائة بحلول عام 2022.
أما على صعيد الجنس، ففي بداية الألفية وحتى أواخر العقد الثاني منها، كانت نسبة زيادة الوزن لدى الذكور أعلى باستمرار من الإناث. وعام 2004، بلغت النسبة 17.8 في المائة لدى الذكور مقابل 14.4 في المائة لدى الإناث؛ لكن شهد عام 2020 انعكاسا لهذا الاتجاه، حيث تجاوزت نسبة الإناث (20.7 في المائة) نسبة الذكور (19.4 في المائة) لأول مرة. وقد تعزز هذا التحول في العامين التاليين، لتصل الفجوة إلى أقصاها في عام 2022، حيث قفز معدل زيادة الوزن لدى الإناث إلى 21.9 في المائة، بينما استقر لدى الذكور عند 20.0 في المائة.
وفيما يهم السمنة كشفت البيانات أنها تضاعف خلال العقدين الماضيين في صفوف الفئة المدروسة، مسجلة ارتفاعا مقلقا ومستمرا. وتظهر الأرقام أن النسبة الإجمالية قفزت من 2.8 في المائة في عام 2000 إلى 5.7 في المائة بحلول عام 2022.
وفقا للبيانات عند بداية الألفية، كانت السمنة أكثر انتشارا بين الذكور بشكل لافت، حيث بلغت النسبة لديهم 4.3 في المائة في عام 2000 مقابل 1.6 في المائة فقط لدى الإناث؛ إلا أن معدل السمنة لدى الإناث شهد ارتفاعا متسارعا ومستمرا، بينما استقر معدل الذكور عند حوالي 5.3 في المائة و5.4 في المائة منذ عام 2007 دون تغيير يذكر. وبدأت الفجوة بين الجنسين تتقلص بسرعة، قد تعزز هذا التحول بشكل كبير في السنوات الثلاث الأخيرة، إذ واصلت نسبة الإناث ارتفاعها لتصل إلى 5.8 في المائة في عام 2021 ثم إلى 6.1 في المائة في عام 2022. في المقابل، ظل معدل الذكور مستقرا عند 5.4 في المائة.
فيما يهم معدلات النحافة (نقص الوزن بالنسبة للعمر) فقد شهد انخفاضا مستمرا على مدى العقدين الماضيين. وقد تراجعت النسبة الإجمالية من 5.1 في المائة في عام 2000 إلى 4.0 في المائة في عام 2022.
وتبرز البيانات فجوة واضحة بين الجنسين، منذ بداية فترة الرصد. ففي عام 2000، بلغ معدل النحافة لدى الذكور 7.2 في المائة، أي أكثر من ضعف المعدل المسجل لدى الإناث الذي بلغ 2.9 في المائة. وشهدت نسبة الذكور انخفاضا مطردا على مدى 22 عاما، لتصل إلى 6.6 في المائة في عام 2010، ثم إلى 5.8 في المائة في عام 2016، وصولا إلى أدنى مستوى لها عند 5.0 في المائة في عام 2022.
في المقابل، بقيت معدلات النحافة لدى الإناث منخفضة ومستقرة بشكل لافت طوال الفترة، حيث تراوحت بين 2.7 في المائة و2.9 في المائة فقط دون تسجيل أي تغيير يذكر. ففي عام 2004، بلغت النسبة 2.7 في المائة. وفي عام 2018، بلغت 2.9 في المائة؛ لتعود وتستقر عند 2.9 في المائة، في عام 2022.
المصدر: هسبريس