نافع ولحس الكوع الأفرنجي…!

د. مرتضى الغالي

نافع علي نافع (والأسماء لا ترتبط بالضرورة بموصوفاتها).. خرج من (قبوه) في أول حديث له في محفل عام، منذ هروبه متسللاً إلى تركيا بعد ثورة ديسمبر العظمى… وجلسته تلك في (كنبة المطار) شارد الذهن زائغ النظرات..!خرج هذا الرجل ليتحدث عن مخرجات الورشة (الفرنسية السويسرية) التي عقدتها منظمة بروميدييشن Promediation لقادة وكوادر الكيزان.. ودفع الخواجات تكلفتها (على دائر المليم) بتذاكرها وفنادقها وطعام غُرفها و(مصاريف جيبها).. والعاقبة للمتقين..!

خرج نافع وقال كلاماً في الشأن السوداني ملخصه كما يلي:

الاستمرار في الحرب.. (ولا يهم فناء الشعب أو تشرّده)..!

رفض أي تفاوض أو أي مفاوضات سلام.

رفض أي تسوية لأنها ستكون خدعة.

دول الغرب استعمار صهيوني صليبي يسعى إلى منع “الإسلاميين” من الوصول للحكم وتسليم السلطة لقوى موالية للغرب.

الحكومة الانتقالية بقيادة حمدوك سعت إلى “تحييد الجيش وإضعافه للسيطرة على الدولة..!

هذا هو كلام نافع وهو قلب الحقائق المعهود.. وذات الهذيان القديم والحقد الدفين والمرض اللعين..!

طيب…! إذا كان هذا الغرب بهذا الخبث والنوايا السوداء فلماذا شاركتم في هذه الورشة..؟!

لو تركنا الأمر لإحدى خالاتنا التي خرجت لشراء (خضار الصباح) لقال لسان حالها جملة واحدة: (كدي أول اليرجّع مرتب 25 سنة قبضه من الدولة هو وزميله البروف إبراهيم احمد عمر وهما في مناصب وزارية لها مرتباتها وبدلاتها بعد انقطاعهما من التدريس بجامعة الخرطوم طوال هذه الأعوام)..!

هل هذا (كلام ساكت)… أم انه ورد بالتفصيل في دفاتر المحاسبية للجامعة ولم ينكره الأستاذان، كما لم يردا هذا المال الذي يعتبر اختلاساً صريحاً.. وهما من كبار شيوخ المشروع الحضاري و(الشريعة المدغمسة)..؟!

أما قصة (العيال) أصحاب الثراء العريض فقد كانت على الهواء في ميدان جامعة الخرطوم بحضور نافع، وقد وضع هذا الكلام حياة رجل شجاع على كف عفريت ولاحقته أجهزة أمن الإنقاذ.. وأفلت من الموت بأعجوبة..!

في يوليو 2020 وردت في الصحف ومنابر الإعلام السودانية أن نِيابة مُكافحة الفساد والتحقيقات المالية دوّنت بلاغاً في مواجهة السيد نافع علي نافع المُساعِد الأسبق للمخلوع البشير، في اتهامات تتعلق ببيع أرض البساتين في منطقة المقرن بالخرطوم للبنك المركزي وتجنيب المبلغ والتصرّف فيه دون عِلم وزارة المالية..!

ومن المعلوم علم (عين اليقين) لبعض المراقبين أن احد أنجال قادة (مشروع الحضارة) اشترى في مستهل حياته ومن غير ممارسة أي مهنة معلومة اشترى مزرعة في (……) جنوب الخرطوم بمليون دولار..!

وهناك تقرير أكثر خطورة تم نشره عالمياً بعنوان (من سويسرا إلى بنما) عن فساد بعض أنظمة العالم الثالث، وأرصدة بعض أبناء حكّامها وعائلاتهم، خاصة في البنك البريطاني الشهير (ذي الحروف الأربعة).. وفي هذا التقرير ما تشيب له ناصية الغراب..!!َ

أما لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال العامة فقد كشفت عن استرداد مشروع (…..) للإنتاج الزراعي والحيواني بمساحة 495 فداناً بشندي..!

ولكن التقارير المنشورة تحدثت عن مشروع آخر باسم (…..) بمساحة 1895 فداناً بالولاية الشمالية. وعن القصر الفخم في المنشية والعمارتين المطلتين على النيل الأزرق بجوار فندق (…..) وقصر الرياض الذي تم إعداده لسكنى (ابن وابنة الطرفين) من رجال المشروع الحضاري.. وعن وعقارات بنهر بالنيل وحسابات دولارية في ماليزيا ودبي.. وعن مزرعة في منطقة (……) بمساحة 16 مليون متر مربع ولها سور أسمنتي بطول 16 ألف متر (باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب)…!

ولإحقاق الحق نقول إن بعض ما ورد في هذه التقارير اتهامات منشورة تحتاج إلى دحضها أو إثباتها بالوثائق من جهات عدلية رسمية..! ولكن الشعب حصيف والمؤمن كيّسٌ فطنٌ.. والديّان لا يموت..!

خلاصة كلام السيد نافع لا يشير إلا إلى خوفه من عودة الثورة.. ولا مجال لتطمين أحد من المآلات التي تنتظر المشاركين في وقائع عهد الإنقاذ الأسود وما جرى في بيوت الأشباح.. طال الزمان أم انبعجت الأعوام..! فهذه جرائم لا تسقط بالتقادم..!

ويقول نافع (بلا كسوف) بعد أن أبطلت الثورة تهديده الفج بـ(لحس الكوع).. يقول إن المؤتمر الوطني (المحلول المقبور) لديه خطة لنهضة السودان…!!

خطة كيزانية لنهضة السودان الذي دمرته الإنقاذ وحطمت أخلاقه وسكك حديده ومرافقة وزراعته ونهبت أمواله وأبادت ساكنيه وفصلت جنوبه….؟! الله لا كسّبكم..!

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.