أمد/ تل أبيب: أفادت وسائل إعلام عبرية، بينها موقع “ميكوميت” الإخباري، بأن الحرب بين إسرائيل ومصر باتت مسألة أشارت إلى أن شعورا شعبيا وسياسيا عميقا في مصر يشير إلى قرب اندلاع صراع مفتوح مع إسرائيل، في أعقاب التصريحات الاستفزازية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول فتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة.

وأثارت تصريحات نتنياهو، التي أدلى بها خلال مقابلة مع قناة “أبو علي إكسبريس” على تطبيق تليغرام، موجة غضب غير مسبوقة في مصر، حيث ينظر إلى أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة عبر الأراضي المصرية على أنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه، سواء على المستوى الرسمي، أو الإعلامي، أو الشعبي.

وأوضح التقرير العبري أن التوتر المتصاعد بين البلدين تربع على عناوين الصحف الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، بعد أن تحولت التصريحات إلى أزمة دبلوماسية حادة.

وقدّمت وزارة الخارجية المصرية بياناً رسمياً استنكرت فيه التصريحات، مؤكدة أن مصر لن تكون شريكة في تهجير الشعب الفلسطيني، وأنها لن تسمح باستغلال أراضيها كممر للتصفية السياسية للقضية الفلسطينية.

كما لقي الموقف المصري دعماً إقليمياً من دول مثل الأردن والإمارات، التي أبدت قلقها من محاولات فرض وقائع جديدة على الأرض عبر التهجير القسري.

ونقل التقرير عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: “كل مرة أزور فيها سيناء أو أي دولة عربية أخرى، أتحدث مع الناس عن السياسة، وخاصة عن إسرائيل. نفور المصريين من إسرائيل وتضامنهم مع الفلسطينيين ليس أمراً جديداً، لكن في زيارتي الأخيرة لسيناء قبل أسبوعين، كان الجو مختلفاً تمامًا: عبارة عن عداء شديد، وشعور بأن الحرب مع إسرائيل وشيكة”.

وأضاف: “كل من تحدثت إليه عبّر عن دعمه الكامل لموقف الرئيس السيسي الرافض للانصياع للضغوط الأمريكية والإسرائيلية لفتح معبر رفح والسماح بطرد سكان غزة”.

وأشار التقرير إلى أن الاتفاقية المصرية الإسرائيلية للسلام، الموقعة عام 1979، لم تُغير الموقف الشعبي المصري من إسرائيل، الذي ظل معارضاً لها منذ عام 1948، بل زادت حدة الموقف بعد الحرب الدائرة في غزة، وجرائم القتل والتجويع والحصار التي ترتكبها إسرائيل.

وأكد أن القيادة السياسية المصرية تغير مواقفها وفقاً للظروف، لكن الموقف الحالي أصبح واضحاً وحاسماً: رفض التهجير، الدفاع عن القضية الفلسطينية، والحفاظ على الأمن القومي المصري.

وأضاف التقرير: “حتى اليوم، لم يُعيّن سفير إسرائيلي في مصر، وترفض القاهرة هذا التعيين، بل إنها أرسلت عشرات الآلاف من الجنود إلى سيناء دون تنسيق مع إسرائيل، في خطوة تُعدّ انتهاكاً ظاهرياً للقيود المفروضة على التواجد العسكري في المنطقة المنزوعة السلاح، لكنها تأتي في سياق مكافحة الإرهاب والدفاع عن الحدود”.

كما وصف التقرير صفقة الغاز بين البلدين بأنها “رمزية في معظمها”، معتبراً أن التعاون الاقتصادي لا يعوّض التوتر الاستراتيجي المتزايد.

وأوضح أن التحركات العسكرية المصرية في سيناء بدأت في ديسمبر 2023، وتضمنت تعزيزات كبيرة في البنية التحتية والتسليح، وتم تدريب الوحدات على مواجهات محتملة مع قوة عسكرية متقدمة.

وأشار إلى أن الشعب المصري، سواء من مؤيدي النظام أو معارضيه، موحّد حول الموقف من غزة وفلسطين، وأن الدعم لمواجهة إسرائيل، عسكرياً إذا لزم الأمر، بات واسعاً، خاصة إذا حاولت إسرائيل إجبار الفلسطينيين على النزوح إلى سيناء.

وأضاف: “الصور الأخيرة للرئيس السيسي وهو يتفقد جنوداً يتعرفون على دبابة شبيهة بـ الميركافا الإسرائيلية، كانت رسالة واضحة: أن الجيش المصري مستعد، وأن الشعور السائد هو أن الحرب مع إسرائيل ليست احتمالاً، بل مسألة وقت”.

وأشار التقرير إلى أن هناك انقساماً في النخبة الحاكمة المصرية حول طبيعة العلاقة مع حماس، حيث يرى بعض المسؤولين ضرورة نزع سلاح الحركة، بينما يعارض آخرون هذه الفكرة، ومن بينهم شخصيات بارزة مثل اللواء سمير فرج.

لكن جميع الأطراف، بمن فيهم غير المقربين من السيسي، متفقون على رفض التهجير، والغضب من جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، ورفض الضغوط الإسرائيلية لفرض سيناريو الطرد.

وشهد الإعلام المصري، حتى المؤيد للنظام، تصعيداً غير مسبوق في الخطاب تجاه إسرائيل.

ففي تصريحات لافتة، قال الإعلامي عمرو أديب، على قناة MBC السعودية، إن التوتر بين مصر وإسرائيل وصل إلى مستويات “غير مسبوقة”، وإن مصر مستعدة للحرب، وإن إسرائيل ستتضرر بشدة في حال نشوب صراع مفتوح.

من جهته، وصف ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات الحكومية المصرية، نتنياهو بأنه “ينتمي إلى اليمين التوراتي”، واصفاً إياه بأنه “أول رئيس وزراء إسرائيلي يتحدث عن إسرائيل الكبرى، ويتخيل أن الشرق الأوسط بأكمله تابع له”.

وأضاف: “مصر كانت وستظل العائق الوحيد أمام مشروع التوسع والتهجير الإسرائيلي، ولن تسمح بتشريد الشعب الفلسطيني. وموقف مصر ليس دعاية، بل يستند إلى قدرات حقيقية”.

وشن الكاتب الإسرائيلي البارز والمحلل السياسي تسيفي برائيل، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهما إياه بتمديد الحرب في غزة لأغراض سياسية وتحقيق مكاسب على حساب مصر.

واعتبر الكاتب أن نتنياهو تورط في تصعيد غير مبرر ضد مصر مشيرا إلى أنه  “أحد أخطر الأخطاء الاستراتيجية” في تاريخ العلاقات الإسرائيلية العربية.

 

شاركها.