01:16 م
الأربعاء 10 سبتمبر 2025
وكالات
على مدار التاريخ الإنساني، برزت أسماء لعلماء شكلت اكتشافاتهم وابتكاراتهم نقطة تحول في فهمنا للعالم والكون.
وأرست أعمالهم الأسس التي قامت عليها العلوم الحديثة، وأسهمت بشكل مباشر في بناء التكنولوجيا التي يعتمد عليها البشر اليوم في حياتهم اليومية.
في هذا التقرير تعرف على أبرز خمسة علماء تركت بصماتهم أثرا عميقا ودائما على البشرية.
إسحاق نيوتن (16431727)
يعتبر نيوتن واحدا من أعظم العلماء في التاريخ، حيث وضع قوانين الحركة الثلاثة وقانون الجاذبية الكونية، التي غيّرت جذريًا فهم البشر للطبيعة وكيفية حركة الأجسام وتفاعلها.
وأسهم في ابتكار علم التفاضل والتكامل بشكل متوازٍ مع لايبنتز، وهو فرع رياضي أساسي لفهم التغيرات والحركة. وفي مجال البصريات، أثبت نيوتن أن الضوء الأبيض يتكون من طيف من الألوان، ما مهد لعلم البصريات الحديث. إسهاماته وضعت إطارًا علميًا ما زال يُدرَّس ويُبنى عليه حتى يومنا هذا.
ألبرت أينشتاين (18791955)
أحدث أينشتاين ثورة في الفيزياء النظرية من خلال نظريتيه في النسبية الخاصة والعامة. الأولى قدّمت المعادلة الشهيرة E=mc² التي شرحت العلاقة بين الكتلة والطاقة، بينما وصفت الثانية الجاذبية بوصفها انحناء في الزمكان نتيجة الكتلة والطاقة. كما منح تفسيره للتأثير الكهروضوئي دليلًا جوهريًا على النظرية الكمومية للضوء، وهو الاكتشاف الذي نال عنه جائزة نوبل عام 1921.
أثرت أفكاره في تطور الطاقة النووية وتقنيات تحديد المواقع GPS، ولا تزال مرجعًا للعلماء في فهم طبيعة الكون.
ماري كوري (18671934)
دخلت ماري كوري التاريخ كأول امرأة تنال جائزة نوبل، والوحيدة التي فازت بها في مجالين علميين مختلفين: الفيزياء والكيمياء. كرست حياتها لدراسة النشاط الإشعاعي، وهو المصطلح الذي صاغته بنفسها، واكتشفت عنصرَي الراديوم والبولونيوم.
فتحت أبحاثها الباب أمام تطوير تقنيات علاج السرطان بالإشعاع وأسهمت في التصوير الطبي. إنجازاتها لم تغيّر العلم فقط، بل ألهمت أجيالًا من النساء لدخول ميادين العلوم.
تشارلز داروين (18091882)
اشتهر داروين بنظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي، التي عرضها في كتابه “أصل الأنواع”. وقد بينت هذه النظرية أن الكائنات الحية تتطور مع مرور الزمن، وأن السمات الأكثر ملاءمة للبيئة هي التي تنتقل إلى الأجيال الجديدة.
اعتمد داروين على ملاحظات دقيقة جمعها خلال رحلته على متن سفينة “البيجل”، بالإضافة إلى سنوات من الأبحاث، ليضع إطارًا موحدًا لعلوم الحياة. ولا تزال نظريته حجر الزاوية في علم الأحياء الحديث.
نيكولا تيسلا (18561943)
كان تيسلا من أعظم المبتكرين في مجال الهندسة الكهربائية. أسس لنظام التيار الكهربائي المتناوب (AC) الذي أصبح معيارًا عالميًا لنقل وتوزيع الكهرباء، واخترع ملف تسلا الذي يُستخدم حتى اليوم في تطبيقات متعلقة بالكهرباء عالية الجهد.
وساهم في تطوير الاتصالات اللاسلكية وأجرى تجارب على نقل الطاقة دون أسلاك، واضعًا الأسس لابتكارات مثل الراديو والإنترنت اللاسلكي. بفضل رؤيته، تحولت الكهرباء إلى جزء أساسي من الحياة اليومية، وسبق عصره بتصوّرات صارت واقعًا.
إرث ممتد عبر الأجيال
لقد شكّلت إسهامات هؤلاء العلماء الخمسة ثورة في فهمنا للعالم، ووضعت الأساس للتطورات التكنولوجية التي نعتمد عليها اليوم. فمن قوانين نيوتن إلى نسبية أينشتاين، ومن أبحاث كوري إلى نظرية داروين، وصولًا إلى ابتكارات تيسلا، يقف العالم المعاصر على أكتاف هؤلاء الرواد الذين لا يزال إرثهم العلمي يلهم أجيالًا جديدة من الباحثين والمبتكرين.