أطلقت سلطات الرباط برنامجا تدريبيا يهدف إلى تعليم سائقي سيارات الأجرة اللغة الإنجليزية، وذلك في إطار استعدادات العاصمة المغربية لاستقبال كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
ويستهدف البرنامج، الذي تتولى الإشراف عليه ولاية الرباط وغرفة التجارة والصناعة والخدمات، أكثر من 22 ألف سائق سيارة أجرة، بما في ذلك العاملين في المواقع الاستراتيجية مثل مطار الرباط سلا والملاعب الكبرى والمناطق السياحية الحيوية بالعاصمة، حيث تسعى السلطات لتجهيز القطاع لمواجهة احتياجات الزوار الأجانب وتحسين مستوى الخدمات المقدمة.
ويركز البرنامج على تطوير مهارات التواصل لدى السائقين، بحيث يكتسبون القدرة على التعامل مع السياح والزوار من مختلف الجنسيات بطريقة احترافية وسلسة، ويشمل التدريب تعلم العبارات الأساسية للتحية والمحادثات اليومية، وأساليب توجيه الزبائن إلى الوجهات المختلفة، وشرح الأسعار، والإجابة على الأسئلة الشائعة، والتعامل مع الحالات الطارئة والتعليمات الأمنية.
كما يحرص البرنامج على تقديم التدريب بأسلوب تطبيقي عملي، يسمح للمتدربين بمحاكاة مواقف حقيقية قد يواجهونها أثناء العمل، ما يسهم في رفع مستوى جاهزيتهم للتفاعل مع الزوار بشكل طبيعي وفعال.
وتشرف على البرنامج فرق من المدربين المتخصصين في تعليم اللغة الإنجليزية، حيث يتم تصميم المحتوى التعليمي وفقا لاحتياجات المتدربين وطبيعة عملهم اليومية، كما توفر غرفة التجارة والصناعة والخدمات جميع المواد التعليمية والأدوات اللازمة لضمان جودة التدريب وفاعليته، مع متابعة حضور المتدربين وتقييم مستوى التقدم الذي يحرزونه خلال فترة البرنامج، ويقدم التدريب بشكل مجاني بالكامل، مما يتيح لجميع السائقين المشاركة دون أي تكاليف، وهو ما يعزز من شمولية المبادرة وانتشارها بين العاملين في القطاع.
وتأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية شاملة لتطوير مهنة سائقي سيارات الأجرة في الرباط، وتهدف إلى رفع مستوى الاحترافية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للزوار الأجانب، وهو ما ينعكس إيجابًا على سمعة المغرب كوجهة سياحية متقدمة.
ويسهم البرنامج في تمكين السائقين من الاستفادة من فرص اقتصادية أفضل، إذ يتيح لهم التواصل بفعالية مع السياح ويزيد من رضا العملاء، ما يؤدي إلى تحسين دخلهم وتعزيز مكانتهم المهنية. كما يمثل البرنامج نموذجًا للسياسات الحكومية الرامية إلى دمج القطاع غير الرسمي في برامج التأهيل المهني، بما يعكس الاهتمام بالعنصر البشري كرافعة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة.
ويسعى البرنامج للاستثمار في رأس المال البشري وتعزيز مهارات القوى العاملة في القطاعات الحيوية، بما يسهم في رفع جودة الخدمات السياحية والنقل على حد سواء، كما يشكل البرنامج خطوة نوعية نحو تحويل مهنة سائقي سيارات الأجرة إلى مهنة أكثر احترافية وعصرية، متوافقة مع المعايير الدولية، ويضع الرباط في مصاف المدن التي تهتم بتأهيل العاملين في قطاع النقل وتحسين التجربة السياحية بشكل مستدام.
واعتبرت عدد من النقابات بالقطاع أن البرنامج سيساهم في تمكين المهنيين من تطوير مهاراتهم التواصلية مع الزبناء، لاسيما الأجانب، بما يُسهم في تحسين جودة الخدمات وتعزيز صورة القطاع في ظل تنامي الحركية السياحية بالعاصمة.
المصدر: العمق المغربي