تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 15 شخصًا أحياء، بينما وصلت إلى مستشفى وادي حلفا التعليمي جثمانا امرأتين، هما سمية أحمد محمد وهديل عبد القيوم..
التغيير: وادي حلفا
في حادثة مأساوية، غرق قارب يقل نازحين أثناء عبوره بحيرة النوبة في طريقه من أرقين إلى وادي حلفا، ما أسفر عن سقوط ضحايا من بينهم نساء وأطفال.
وبحسب شهود عيان، فإن القارب كان يقل أكثر من 15 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، قبل أن ينقلب في عرض بحيرة النوبة.
وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 15 شخصًا أحياء، فيما نُقلت جثمانا امرأتين ــ سمية أحمد محمد وهديل عبد القيوم ــ إلى مستشفى وادي حلفا التعليمي، في مشهد هزّ الأهالي وألقى بظلال الحزن على المنطقة.
ولا يزال ما بين ستة إلى ثمانية أشخاص في عداد المفقودين، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث وسط قلق من ارتفاع حصيلة الضحايا.
وأعادت الحادثة إلى الأذهان كارثة عام 2021، حين غرقت عبارة نيلية في المنطقة ذاتها بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أسفر آنذاك عن مصرع عدد من المسؤولين البارزين، بينهم المدير التنفيذي لمحلية وادي حلفا وأعضاء من اللجنة الأمنية.
ويمر القارب الذي غرق في بحيرة النوبة من أرقين إلى وادي حلفا، في رحلة تعد من المسارات النهرية الحيوية بين السودان ومصر.
ويقع أرقين على الضفة الشرقية للبحيرة ويعتبر معبرًا حدوديًا رئيسيًا يستخدمه النازحون للوصول إلى الأراضي المصرية.
أما وادي حلفا، فهي مدينة حدودية شمال ولاية حلفا على ضفاف البحيرة، وتعد محطة تجمع ونقطة انطلاق للنازحين والتجارة، قبل مواصلة العبور نحو المعابر الحدودية إلى مصر.
ويستغل كثيرون هذا الطريق كاختصار بديل للطرق البرية الطويلة والصعبة، خصوصًا في ظل النزوح الكبير من مناطق النزاع جنوب السودان.
وغالبًا ما يسعى الركاب للوصول إلى وادي حلفا باعتبارها محطة ترانزيت رئيسية، ومنها يكملون طريقهم نحو معبر أشكيتقسطل أو معبر أرقين لعبور الحدود. غير أن ضعف البنية التحتية وغياب الرقابة يجعل الرحلات عبر البحيرة محفوفة بالمخاطر، ما يضاعف خطر وقوع حوادث مأساوية كالتي شهدتها المنطقة مؤخرًا.
ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان صراعًا مسلحًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح واسع للسكان.
ودفع هذا النزاع آلاف المدنيين للبحث عن ملاذ آمن داخل البلاد أو عبور الحدود إلى مصر المجاورة، التي تستقبل سنويًا أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين.
ويُعد شمال السودان، ومناطق مثل وادي حلفا وأرقين على ضفاف بحيرة النوبة، محطات عبور رئيسية للنازحين الراغبين في الوصول إلى الأراضي المصرية، رغم المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها الرحلات النهرية عبر البحيرة.
المصدر: صحيفة التغيير