أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ704 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ176 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.

وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.

استشهد 61 شخصا، غالبيتهم في مدينة غزة وشمالي القطاع، بنيران الاحتلال، الإثنين، فيما تجددت الهجمات الإسرائيلية وتدمير الأبراج السكنية المكتظة بالنازحين في مدينة غزة مع تواصل العمليات العسكرية في أطراف المدينة، تمهيدا لاحتلالها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل أربعة جنود من لواء المدرعات 401 في هجوم نفذه عناصر المقاومة الفلسطينية، الإثنين، واستهدف قوة إسرائيلية على أطراف مدينة غزة قرب منطقة جباليا، شمالي القطاع، فيما أُصيب جندي خامس بجروح بين متوسطة الخطورة.

وفي إطار شهداء لقمة العيش، وصل خلال الـ24 ساعة الماضية 14 شهيدا و85 إصابة، ليصبح إجمالي شهداء هذه الفئة 2,430 شهيدا وأكثر من 17,794 إصابة.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 أعلنت مصادر طبية، يوم الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 64,522  شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 163,096، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 67 شهيدا، (بينهم شهيدان تم انتشالهما من تحت الركام) و320 إصابة جديدة، خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 11,976 شهيدا، و 51,055 مصابا.

وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 14 شهيدا، والإصابات إلى 85، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,430، والإصابات إلى 17,794.

وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 6 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفلان، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 393 حالات وفاة، من ضمنها 140 طفلا.

ومنذ إعلان تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC) عن المجاعة في غزة، تم تسجيل 115 حالة وفاة، من بينها 25 طفلًا.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 أعلنت مصادر طبية، ارتفاع حصيلة الشهداء بنيران وغارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة، منذ فجر يوم الإثنين، إلى 61 شهيدا.

واستشهد مواطن بقصف الاحتلال منزلا في منطقة الزرقا بحي التفاح، شمال شرق مدينة غزة، جرى نقله إلى مستشفى الأهلي العربي “الميداني”.

كما استشهد 6 مواطنين وأصيب آخرون بنيران الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات، شمال مدينة خان يونس، جنوب القطاع.

وفي وقت سابق، استشهد مواطن وأصيب 3 آخرون باستهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين، شمال غرب مدينة غزة. بينما استشهد مواطن آخر جراء قصف مجموعة من المواطنين في ساحة مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة.

وتركزت غارات الاحتلال على مدينة غزة، حيث تتعرض منذ ساعات الفجر لقصف جوي ومدفعي مكثف، خلف عشرات الضحايا بين شهيد وجريح في أنحاء متفرقة من المدينة.

ففي حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة، استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال منزلين مأهولين، أعقبه قصف آخر من طائرة مسيرة استهدف خيمة تؤوي نازحين قرب مفترق طموس، ما أدى إلى استشهاد 3 آخرين.

وفي شارع اليرموك شمال المدينة، شن طيران الاحتلال الحربي غارة عنيفة على منزل لعائلة الضعيفي، أسفرت عن استشهاد 5 مواطنين، فيما استشهد 4 آخرون بينهم طفلة في غارة استهدفت خيمة نازحين بمنطقة الشاليهات غرب المدينة.

كما استهدفت طائرات الاحتلال شقة سكنية في حي الرمال غرب غزة، ما أدى إلى استشهاد شقيقين، بينما أصيب عدد من المواطنين في قصف مماثل طال شقة ببناية سكنية قرب منتزه البلدية وسط المدينة.

وواصل جيش الاحتلال تفجير منازل وبنايات عبر روبوتات مفخخة في محيط بركة الشيخ رضوان شمال غزة، بالتزامن مع غارات جوية على المنطقة، فيما ألقت طائرات الاحتلال المسيّرة قنابل متفجرة فوق أسطح منازل المواطنين.

وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، استشهد 5 مواطنين بينهم فتاة، وأصيب 22 آخرون، جراء استهداف الاحتلال تجمعا لمواطنين.

وفي خان يونس جنوب القطاع، استشهد 3 مواطنين بينهم شقيقان، وأصيب 7 آخرون، إثر قصف استهدف خيمة نازحين بمخيم القادسية في منطقة المواصي.

كما قصفت مدفعية الاحتلال مناطق متفرقة شمال وجنوب خان يونس، فيما أطلقت البوارج الحربية قذائفها تجاه شاطئ بحر مدينة رفح.

وترتكب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و522 شهيدا، و163 ألفا و96 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 393 مواطنا، بينهم 140 طفلا.

نتنياهو يطالب سكان غزة الإخلاء الفوري 

دعا رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سكان مدينة غزة إلى مغادرتها، في الوقت الذي أعلن فيه عن شن عملية برية واسعة النطاق في القطاع.

وقال نتنياهو: “قصفنا خمسين برجا في غزة خلال يومين وهذه البداية فقط”

وقال نتنياهو في بيان له: “أقول لسكان غزة استمعوا إلي جيداً، لقد حذرتكم اخرجوا من هناك”.

وأكد أن تدمير 50 “برجًا في يومين “مجرد بداية للعملية البرية القوية في مدينة غزة”.

وأوضح أن القوات الإسرائيلية “تنظم صفوفها الآن وتتجمع داخل مدينة غزة من أجل مناورة برية”.

وشدد نتنياهو على أن القضاء على منفذي عملية القدس لا يكفي، وأن ملاحقة مؤيديهم ومساعديهم “لا تكفي أيضًا”.

وأضاف: “سوينا جميع البنى التحتية للإرهاب وتوجيهي أن نفعل ذلك في بؤر إرهاب إضافية”.

واختتم نتنياهو بيانه بالقول: “هذا مجرد مقدمة للعملية الرئيسية القوية للمناورة البرية لقواتنا التي تستعد الآن وتتجمع نحو مدينة غزة”.

مقتل 4 جنود من سلاح المدرعات بجيش الاحتلال في جباليا شمال غزة

أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل أربعة جنود من الكتيبة 52 التابعة للواء 401 في منطقة جباليا شمال قطاع غزة صباح يوم الاثنين.

ووفقًا لصحيفة “هآرتس” فإن التحقيق الأولي للجيش، تم استهداف دبابة كان فيها الجنود من قبل مقاتلين فلسطينيين.

وتمكن المقاتلون من إلقاء عبوة ناسفة داخل الدبابة عبر أحد الفتحات، مما أدى إلى مقتل الجنود الأربعة، وهم:

العريف عمّيت آريه ريجيف (19 عامًا).

الرقيب أول أوري لامد (20 عامًا).

العريف غادي كوتل (20 عامًا).

جندي رابع لم يُسمح بنشر اسمه بعد.

كما أُصيب جندي آخر بجروح متوسطة خلال تبادل إطلاق النار الذي أعقب الهجوم.

تكتيكات حرب العصابات تتكرر

أوضح التحقيق الأولي أن الهجوم وقع بينما كانت الدبابة عائدة من مهمة ليلية وتوقفت على أطراف حي الشيخ رضوان.

وأشار الجيش إلى أن هذا الهجوم يماثل هجومًا سابقًا وقع في يونيو الماضي في خانيونس، حيث تم إلقاء عبوة ناسفة داخل ناقلة جند مدرعة، مما أدى إلى مقتل ضابط وستة جنود.

وأقر الجيش بأن هذه التكتيكات هي أساليب حرب عصابات متوقعة من حماس، لكنه لم ينجح في منعها حتى الآن.

ووفقًا للبيانات المتاحة، ارتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 904، من بينهم 459 قُتلوا في قطاع غزة. ومنذ 18 مارس الماضي، قُتل 54 جنديًا إسرائيليًا في القطاع.

مفاوضات وقف إطلاق النار

 أكدت مصادر مطلعة على سير المفاوضات، أن الاقتراح المقدم إلى “حماس” الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتضمن ضمانات بعدم قيام إسرائيل بتجديد إطلاق النار ما دامت المحادثات جارية.

وأفادت المصادر لموقع Ynet العبري، أن المقترح يقدم “ضمانات جوهرية” بأن إسرائيل لن تستأنف عملياتها العسكرية أثناء استمرار محادثات إنهاء الحرب، وأضافوا أن الجيش الإسرائيلي لن يبقى بالضرورة في مواقعه الحالية في حال تنفيذ الخطة، وأن إعادة تموضعه قد تتم خلال المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق نار دائم، وبعد إطلاق سراح الرهائن بموجب الاتفاق.

وأضافت المصادر أن الاتفاق المزمع يشمل كذلك إطلاق سراح الرهائن كجزء أساسي من بنوده، في إطار مسار متكامل لإنهاء القتال وتهيئة الأرضية للتسوية.

وتأتي هذه التطورات في ظل جهود دبلوماسية مكثفة تقودها الولايات المتحدة وعدد من الوسطاء الإقليميين والدوليين، في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر بين إسرائيل وحركة “حماس”.

وينظر إلى الضمانات بعدم تجدد القتال خلال المحادثات على أنها خطوة أساسية لتهيئة أجواء تفاوضية أكثر استقرارا، خصوصا في ظل استمرار الخلافات حول قضايا جوهرية مثل مستقبل غزة، وضمانات الأمن لإسرائيل، ورفع الحصار المفروض على القطاع.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد: “أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق بشأن غزة قريبًا جدًا”.

وعلق  على الحرب في غزة، قائلاً: “نعمل على حل قد يكون جيدًا جدًا”.

وتابع الرئيس الأميركي: “نحاول إنهاء الوضع، إعادة الرهائن وإنهاء الوضع، أجرينا مناقشات جيدة جدا، قد تحدث أمور إيجابية”.

وكان ترامب يتحدث في قاعدة أندروز المشتركة بولاية ماريلاند، عائدًا من رحلة إلى نيويورك.

وسبق لترامب ان قال، إن إسرائيل قبلت بشروطه بشأن غزة، محذّرا حماس من عواقب رفض المقترح الجديد، في تحذير وصفه بأنه “الأخير” الذي يوجّهه للحركة.

وذكر ترامب: “الإسرائيليون قبلوا بشروطي بشأن غزة، وحان الوقت لكي تقبل حماس أيضا”.

وأضاف: “حذرت حماس من عواقب عدم قبول شروطي، وهذا هو تحذيري الأخير لهم”.

حماس ترحب ..

أصدرت حركة حماس بياناً صحفياً أكدت فيه أنها تلقت عبر الوسطاء “بعض الأفكار” من الجانب الأمريكي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ورحبت الحركة بأي تحرك يساعد في إنهاء “العدوان” على الشعب الفلسطيني.

وأكدت حماس في بيانها أنها “جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات” لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى في مقابل:

إعلان واضح بإنهاء الحرب.

انسحاب كامل من قطاع غزة.

تشكيل لجنة من مستقلين فلسطينيين لإدارة القطاع.

وشددت الحركة على ضرورة وجود ضمانة تُلزم “العدو” بشكل معلن وصريح بما سيتم الاتفاق عليه، لتجنب تكرار التجارب السابقة، التي كان آخرها الاتفاق الذي وافقت عليه في القاهرة بتاريخ 18 أغسطس 2025، والذي لم يرد عليه الاحتلال “واستمر في مجازره وتطهيره العرقي”.

واختتمت حماس بيانها بالتأكيد على أنها في “اتصال مستمر مع الوسطاء لتطوير هذه الأفكار إلى اتفاق شامل يحقق متطلبات شعبنا”.

قال مصدر مطلع لرويترز، إن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حث قادة حركة حماس على “الاستجابة” لأحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن وذلك خلال محادثات في الدوحة يوم الاثنين.

وقال المصدر، إن رئيس الوزراء القطري حث حماس على الاستجابة لأحدث مقترح أمريكي، والذي نقل عبر وسطاء، والهادف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وكانت حماس أعلنت يوم الأحد، أنها تلقت بعض الأفكار من الجانب الأمريكي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وأنها تناقش مع الوسطاء سبل تطوير هذه الأفكار.

 

 

شاركها.