أمد/ بدأت الحكاية، القصة  “السالوفة”هذه المرة من حيفا، من عند الصديق حسن عبادي، المحامي الحيفاوي، والكاتب المُبدع، الغني عن التعريف، خاصة في مجال وشؤون المعتقلين الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وعنهم ولهم،،

أطلق انا عليه لقب “صديق الاسرى”، وهو صاحب مُبادرتي: “لكل اسير كتاب ومن كل اسير كناب”،

بعثتُ له على الواتس آب مقالا لي بعنوان: التنّين الصيني والدب الروسي يفترسان الحمار الامريكي”،

حسن الحسن، بظرافته وسرعة بديهته “وقفشاته” الطريفة اللطيفة، كتب لي تعليقا على المقال يقول: “فكّرت التين الصيني”،

اجبته:

“تقصد “التين الخرتماني عند صديقنا الكاتب والشاعر والناقد، المُبدع في ثلاثتهم، فراس حج محمد،

ومن هنا بدأت رحلة التجديف نحو التين الخرتماني، بعد ان كنا قد جدفّنا في هذا البحر، بحر التين الخرتماني قبل عدة سنوات،

على اثر ذلك،تحدثتُ بالهاتف مع فراس في احدى قرى محافظة نابلس، واخبرته عن ما جرى بيني وبين حسن عبادي، فلقط الرسالة والاشارة وقال لي:

“تفضل عندي يوم السبت فالتين الخرتماني في عز موسمه واستوائه وتورّده،،

نقطف التين الخرتماني صباحا،  ونحتفظ به حتى تجيء وتصل”، اهلا وسهلا،

يا إلهي مجرد مزحة بسيطة من حسن عبادي تتحول إلى حقيقة اكلة تين خرتماني من نوع رفيع ومذاق لذيذ،

وهذه هي المرة الثانية، لان المرة الاولى كانت قبل عدة سنوات، عندما رجعنا فراس وانا من نشاط ادبي في مركز يافا الثقافي في مخيم بلاطة، المجاور لمدينة نابلس، خاص باطلاق كتابيّ القصصيين “سلم لي على السفارة وسيدة من لاباز”،

في طريق العودة إلى رام الله، عرّجنا، بدعوة لطيفة كريمة من فراس إلى بيته الكائن في قريته، التي تتوسط المسافة بين رام الله ونابلس،

فاجأني يومها بسلّة من التين الخرتماني، ذاته، وهو افضل والذ انواع التين في فلسطين،

ومن هناك بدأت الحكاية الاولى، الحكاية البكر، حيث كتبت سردا عن التين الخرتماني،

الآن التين الخرتماني مجددا في بيت فراس العامر، لكن مُترافقا هذه المرة مع “الصوت الندي”،

والصوت الندي يا سادة يا كرام يا افاضل يا اجاويد، اصحاب الحظ السعيد والعمر المديد، ان شاء الله، هو عنوان الابداع الجديد، الكتاب الجديد، الذي صدر لفراس عن دار الرعاة في رام الله وجسور في عمان،

كتاب ابداعي ، يليق بابداعات فراس حج محمد، ذو نكهة جديدة فريدة عتيدة، موسيقية غنائية شاعرية،

كتب لي في اهدائه لي هذه الروعة الادبية الفنّية:

“إلى الصديق العزيز سعادة السفير د. منجد صالح مع كل الحب والاحترام،

توقيع، في 692025

صديقي فراس حج محمد ، بعكس صديقنا حسن عبادي يتمسك ويصر ان يناديني بلقب سعادة السفير،

أمّا حسن عبادي فيقول لي: “مرحبا منجد، ويضيف، احب ان اناديك بمنجد فقط،

وانا اقول له مداعبا: “استمر في هذا الشعور”، واضيف ان الشباب الصغار في قريتي عندما ازورها ينادونني بمنجد هكذا كما حسن عبادي، فهم ليسوا في وارد البحث عن الالقاب، والحقيقة ان سعادتي اكون سعيدا عندما يُنادونني هكذا: “مرحبا منجد”،

الصوت الندي لفراس حج محمد تحفة ادبية فنية انسانية جديدة،  جميلة المحتوى بديعة الانتاج والتأليف والاخراج والموسيقى التصويرية:

“مقامات كوكب الشرق ام كلثوم، واغانيها الخالدة”،

“سمعت صوتا هاتفا في السحر نادى من الغيب غُفاة البشر، …. فما اطال النوم عُمرا ولا قصّ في الاعمار طول السهر” (رباعيات الخيام)

“يافؤادي لا تسل اين الهوى كان صرحا من خيال فهوى، ÷الاطلال)،

“اغار من نسمة الجنوب على مُحيّاك يا حبيبي”، (الغيرة)،

“مقامات عصفورة الشرق وجارة القمر فيروز”،

“مقامات الوطن والثوار”،

إلى زينة:

من ابدع واروع الكلام والاحاسيس وفيض العواطف وسرمدية الحب والمحبة العائلية،

زينة حفيدة فراس الصغيرة وملهمته لاخراج كل هذا المخزون الابداعي الراقي،

يقول:

“حفيدتي الصغيرة زينة، التي شجعني ميلادها على ان اكتب هذا الكتاب، فبفرحتي فيها اخذت اغني لها الاغاني واجمع كل اغنية”،

آخر النهار، وقد بدأت الخيوط الداكنة تُرخي بسدولها على الافق، جلسنا في الهواء الطلق امام البيت، بجانب  دالية العنب،

المنظر ساحري بديع، من امام بيت فراس، الذي يغوص في بحر من اشجار الزيتون وشجر التيين الخرتماني،

امامنا في الافق القريب تتربع قرية قريوت المجاورة على قمة التلّة المقابلة ونور مصابيح الكهربائية  يتللألأ، قويا تارة وخفيضا تارات أخر،

الفضاء بدأ ينثر نسيمه العليل البارد نسبيا، مترافقا مع لسعات قطرات الندى،

نحتسي، فراس وانا،  قهوة مع السلامة، من بيته العامر،

ونُطيّر تحية كبيرة من نابلس إلى حيفا، إلى صديقنا حسن عبادي،

وقد وشوشنا النسمة التي حملت السلام  والتحية مشكورة، أن تقول لحسن:

” ان التين الخرتماني لذيذ ومتوفّر” ويستحق رحلة من حيفا إلى بيت فراس العامر”بالصوت الندي”.

شاركها.