قال بنديكت أوراما رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسم بنك) إن القارة الإفريقية حققت خلال السنوات الأخيرة تقدماً اقتصادياً ملحوظاً، إذ ارتفع متوسط دخل الفرد من 1,900 دولار سنويا عام 2016 إلى 2,500 دولار في 2024، غير أن تقارير دولية أظهرت أن ثمار هذا النمو لم تُوزَّع بعد بالعدالة المطلوبة.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد بافتتاح الدورة الخامسة لبرنامج شبكة الإدارات المحلية الإفريقية (AfSNET) اليوم السبت في الجزائر العاصمة، بحضور كبار المسؤولين وقادة الحكومات المحلية من إفريقيا ومنطقة الكاريبي.
وأكد أوراما أن المشاركة الواسعة بالدورة “ترسل رسالة قوية مفادها أن القيادة المحلية ركيزة أساسية لتحول إفريقيا”، وأبرز أن الجزائر تمثل نموذجاً ملهماً في هذا المجال، حيث انتقلت منذ ثمانينيات القرن الماضي من مركزية التخطيط إلى تعزيز التنمية المحلية، وهو ما انعكس في تسجيلها أدنى مستويات الفوارق الاجتماعية في إفريقيا.
وشدّد على أن البنية التحتية المتطورة، وقطاع الطاقة المتجددة، والموقع الاستراتيجي للجزائر يجعلها مؤهلة للعب دور محوري كمحور تجاري في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA). وعرض أوراما أبرز إنجازات شبكة AfSNET منذ إطلاقها عام 2021.
وأوضح أن الجزائر تحولت إلى منصة ديناميكية لتعزيز الشراكات بين المحليات وتسهيل الوصول إلى التمويل والمعرفة وفرص الاستثمار. وكشف عن أن البنك التزم بتوفير ملياري دولار لدعم مشاريع المحليات، مذكراً بنماذج ناجحة مثل تطوير مناطق صناعية وموانئ في نيجيريا، ومصنع أدوية متطور في كينيا يعتمد على تقنيات مبتكرة في التصنيع الدوائي. كما أشار إلى مبادرات التدريب وبناء القدرات التي أطلقها البنك بالشراكة مع وكالات ترويج الاستثمار، بما في ذلك تنظيم ورش عمل متخصصة في نيجيريا وكينيا، بهدف رفع جاهزية المشاريع الاستثمارية وتحسين جاذبية الأقاليم الأفريقية للاستثمار الدولي.
وختم أوراما كلمته بتأكيد أن “تحول إفريقيا سينطلق بقدر كبير من المستوى المحلي، متى ما توفرت له الموارد والأسواق والأدوات اللازمة للتنافس”. ودعا إلى استثمار اللحظة التاريخية التي تجمع القادة في الجزائر لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً للقارة، قبل أن يعلن أن النسخة السادسة من مؤتمر AfSNET ستحتضنها ولاية كروس ريفر في نيجيريا عام 2026”.