أيها الأصدقاء في الفكر، في الفلسفة، في الأدب والأنثروبولوجيا، في المسرح، في السينما، في الشعر، في كل ضروب المعرفة، نكتب إليكم اليوم لا لنروي حكايةً محليةً ولا لنثير سجالًا عابرًا، بل لنضع بين أيديكم سؤالًا كونيًا يتجاوز الحدود والأشخاص: *كيف يُصبح العار مؤسسةً، وتغدو الطاعة لذّةً، والدولة قناعًا يشرعن الخضوع ويبرّئ الجريمة؟*

لقد تجلّى هذا السؤال في صورةٍ مأساوية تمثّلها شخصية بعينها قرناص: عار الدولة ولذّة الطاعة. غير أن المسألة ليست في الفرد، بل في *البنية العميقة التي تُحوّل الطاعة من انصياعٍ مُكره إلى متعةٍ داخلية*، ومن فعلٍ سياسي إلى إدمانٍ نفسيّاجتماعي.

ندعوكم إلى أن تكتبوا، أن تُفكّروا، أن تُضيئوا جوانب هذا السؤال بما أوتيتم من *عدسةٍ معرفية*:
• بالفلسفة: عن الحرية والسلطة.
• بالسوسيولوجيا: عن البُنى التي تُطبع الطاعة في النسيج الاجتماعي.
• بالأنثروبولوجيا: عن الطقوس التي تجعل الخضوع جماعيًا لا فرديًا.
• باللسانيات: عن اللغة التي تُزيّن العار وتُشرعن الخنوع.
• بالتربية: عن المدرسة التي تُعلّم الانقياد بدل النقد.
• وبالأدب: عن المأساة الإنسانية التي تكسوها الحكاية.

إن المادة الأساسية التي تُثير هذا النداء ستكون مرفقة مع الخطاب لمن يُبدي أو تُبدي الرغبة في المشاركة، وستُجمع مساهماتكم في *كتاب واحد يهدف إلى التعريف بما يُفصل في قضايا المرأة وحقوقها*، وإبراز أهمية إنصافها اقتصاديًا وقانونيًا واجتماعيًا. فهذا العمل الفكري المشترك ليس غايةً في ذاته، بل خطوة تأسيسية تبدأ بالكلمة، بالكشف، وبالمساءلة الأدبية والفكرية، من أجل بناء مجتمعٍ حرّ، عادل، ومعافى.

ونود أن نؤكد أن لكل كاتبٍ أو كاتبة الحرية الكاملة في اختيار اللغة التي يكتب بها، وستتولى اللجنة إعداد الترجمة إلى العربية، بحيث تُتاح النصوص بلغتها الأصلية وباللغة العربية معًا. وسيكون لكم لاحقًا كامل الحق في نشر هذه المقالات في الصحف أو المجلات أو المنابر التي تختارونها، لتصل أصواتكم إلى أوسع مدى، ويغدو الكتاب منطلقًا لحوارٍ عالميٍّ متعدد الوجوه.

إننا نسعى لاستنطاق خمسين قلمًا عالميًا من مختلف المدارس الفكرية والثقافية، ليكتبوا في الصحافة، في المجلات، في المنابر العامة، *واختيار افضل مقالات تتجاوز الخصوصي إلى الكوني*، وتُحيل هذا الحدث إلى تجربة إنسانية مشتركة.

فلنجعل من هذه القضية منبرًا لتجديد السؤال عن الدولة والإنسان، عن العار والطاعة، عن الحرية والمعنى.

*فالكلمة هي البداية، والحرية هي الغاية.*

وشكرًا،

دكتور الوليد آدم مادبو

خبير الحِكمانية ومستشار التنمية الدولية

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.