خالد الاعيسر

شاذلي الزين

يبدو أن القدر يحب أن يلعب الكوتشينة مع الشعب السوداني فكالعادة توزع الكراسي الوزارية كما يوزَّع الشاي في ميدان المولد في خيمة شيخ طريقة . آخر ورقة ولن تكون الأخيرة قلبت الطاولة كانت تعيين ( الخرخار) خالد الإعيسر وزيرًا للإعلام. نعم، خالد الذي عرفناه في قناة النيلن الرياضية حين استقال على الهواء بطريقة درامية ، لأنه لم يحتمل نقاشًا بسيطًا، وكأن الكرسي كان ملغّمًا من تحته.

خالد لمن لا يعرفه وكعادته لا يتحدث كوزير، بل كطالب سنة أولى في ركن نقاش بجامعة الخرطوم، يحمل المايكروفون وكأنه سلاح ، يلوّح بيديه، يرفع صوته بحماسة، ثم يطلق كلمات تسبق عقلَه بخطوتين. جُملته المفضلة: “يا جماعة المسألة واضحة”… لكنها عادةً تكون أوضح شيء بالنسبة له وحده.!

أما عن انفعاله، فحدِّث ولا حرج. هو وزير الإعلام الوحيد الذي يمكنه ان ينفعل على الميكروفون لأنه قصّر نصف ثانية عن صوته. وكما انه لا يعرف التوازن بين الموقف والكلمة، فتراه يبالغ في الحماسة وكأن المؤتمر الصحفي مباراة هلالمريخ، والجمهور ينتظر هدفًا لا خبرًا..وهو من نوعية الأشخاص الذي تغلب عليهم الحماسة وتتلاشى العقلانية لديهم خاصة في المواقف الصعبة.

والأجمل أن الرجل يتعامل مع الإعلام كما يتعامل زول عادي مع نشر بوست في “قروب واتساب”: لا تدقيق، لا دراسة، فقط “يا جماعة أنا شايف كده وخلاص”. تخيّل أن مثل هذا الأسلوب صار عنوانًا لوزارة يفترض أنها واجهة الدولة أمام الداخل والخارج!

في النهاية، يمكن أن نقول إن خالد الإعيسر جمع بين شخصية الطالب المندفع في ركن النقاش، والمذيع الأهوج المستقيل على الهواء، والوزير “. باختصار: هو حالة إعلامية فريدة… تصلح أكثر لمسلسل كوميدي من أن تصلح لإدارة وزارة الإعلام.

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.