أمد/ واشنطن: قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إنها “رأت دماراً هائلاً في غزة، والناس يحاولون الفرار مما هو آت”، داعية المجتمع الدولي إلى “ضرورة التدخل وإنقاذ أرواح الأبرياء في قطاع غزة، وتوسيع نطاق تقديم المساعدات، عبر طرق أكثر أماناً”.
وتابعت ماكين، في مقابلة مع شبكة CNN يوم الأحد: “الأمر لا يتعلق بالغذاء، بل بالمياه والدواء، كما يتعلق الأمر بالتدفق المستمر لكمية كافية من الأطعمة التي يحتاجها الأطفال، وخصوصاً الرضع”.
وجاءت زيارة ماكين إلى غزة بعد أيام من تأكيد لجنة خبراء مختصة في مقياس الجوع حول العالم، أن “المجاعة قائمة في مدينة غزة، وتؤثر على أكثر من 500 ألف شخص، ومن المرجح أن تنتشر بحلول نهاية سبتمبر الجاري، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لزيادة المساعدات الإنسانية”، وتعتبر هذه المجاعة الخامسة المؤكدة في هذا القرن.
وأشارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إلى أنها “زارت أيضاً عيادة صحية، وكان المشهد مدمراً للغاية، ولا يخدم الأسر التي تعاني من سوء التغذية”، مشددة على ضرورة التدخل السريع.
مساعدات إضافية
وكانت ماكين، ذكرت، الخميس الماضي، لوكالة “رويترز”، إن مساعدات غذائية إضافية تصل إلى غزة، لكنها لا تزال غير كافية بالمرة لمنع انتشار المجاعة”، مضيفة: “تدخل كميات إضافية من الغذاء.. نسير في الاتجاه الصحيح.. لكنها لا تكفي للقيام بما يتعين علينا فعله لضمان ألا يعاني السكان من سوء التغذية والتضور جوعاً”.
وذكرت أن “البرنامج قادر الآن على توصيل حوالي 100 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، لكن هذا العدد لا يزال أقل بكثير من 600 شاحنة، كانت تدخل إلى القطاع يومياً خلال وقف إطلاق النار”.
والتقت ماكين في رام الله، برئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، حيث أكدت على أن “الأولوية القصوى لبرنامج الأغذية العالمي، تتمثل في توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المبدئية للمدنيين الأكثر ضعفاً”، حسبما ذكر موقع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وذكر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي للجوع، في تقرير أصدره، الأسبوع الماضي، إن نحو 514 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع سكان القطاع، يواجهون حالياً ظروف المجاعة في مدينة غزة، والمناطق المحيطة بها.
وحثت حكومات أوروبية ومنظمات دولية إسرائيل، على السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعيش كارثة إنسانية وفق التقارير الأممية.
وكانت الأمم المتحدة قالت في أوائل أغسطس، إن “أكثر من ألف شخص لقوا حتفهم في أثناء محاولتهم تلقي المساعدات في غزة منذ بدء مؤسسة غزة الإنسانية العمل في مايو 2025، معظمهم قُتلوا برصاص القوات الإسرائيلية العاملة بالقرب من مواقع المؤسسة”.
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا “التجويع” والحصار الإسرائيلي، على القطاع إلى 339 فلسطينياً، بينهم 142 طفلاً، مشيرة إلى أن وفاة 7 أشخاص بسبب سوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية.
وتغلق القوات الإسرائيلية منذ 2 مارس الماضي، جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي “المجاعة” داخل غزة.