02:15 م


الخميس 28 أغسطس 2025

وكالات

اكتشف الزوار منذ قرون أن البحر الميت يختلف عن أي مسطح مائي آخر في العالم، إذ يستحيل الغرق فيه مهما حاول السباح.

هذه الظاهرة الغريبة، التي تجمع بين العلم والطبيعة، جعلت منه واحدا من أبرز الوجهات السياحية والطبيعية على كوكب الأرض.

وبحسب دراسة علمية، فإن البحر الميت ليس بحرا بالمعنى الجغرافي، بل هو بحيرة مالحة للغاية تقع في أخفض نقطة على سطح الأرض، حيث ينخفض مستواها عن سطح البحر بأكثر من 430 مترًا.

وتصل ملوحتها إلى 34%، أي أكثر بنحو عشر مرات من ملوحة مياه المحيط، ما يجعل الحياة البحرية شبه معدومة فيه، باستثناء بعض الميكروبات والفطريات والطحالب القادرة على التأقلم مع هذه البيئة القاسية.

ويعود سر استحالة الغرق في البحر الميت إلى كثافة مياهه العالية إذ يحتوي كل لتر من مياهه على نحو 342 جراما من الملح، بكثافة تبلغ 1.24 كيلوجرام/لتر، مقارنة بكثافة جسم الإنسان البالغة 1.078 كيلوجرام/لتر، إذ يجعل هذا الفارق أي شخص يطفو تلقائيا على السطح، دون الحاجة إلى السباحة.

ولا يقتصر تميز البحر الميت على خاصية الطفو فقط، بل يُعرف أيضا بخصائصه العلاجية، إذ تحتوي مياهه وطينه على معادن مثل المغنيسيوم والصوديوم والبروميد، التي يُعتقد أنها تساعد في تخفيف الالتهابات وتحسين الدورة الدموية وعلاج أمراض جلدية ومفصلية.

كما أن المنطقة المحيطة بالبحر الميت تزخر بمواقع تاريخية ودينية بارزة مثل مدينة أريحا وكهوف قمران التي اكتُشفت فيها مخطوطات البحر الميت، فضلا عن قلعة “مسعدة” المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.

ويضاف إلى ذلك طبيعتها الجيولوجية النشطة التي تشهد زلازل وانهيارات أرضية متكررة، ما ساهم في تشكيل تكوينات صخرية وأعمدة ملحية نادرة.

شاركها.