الخميس 28 غشت 2025 02:22
صدم علماء آثار مغاربة جراء “هدم معلمة تاريخية” بفاس الجديد تعود إل الفترة الاستعمارية، وكانت جزءا من “المشهد العمراني الفاسي الذي طالما أثثته برونقها وأناقتها”.
وقالت جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وفق ما توصلت به هسبريس، إن خبر الهدم “صادم”؛ لأن هذه البناية التاريخية شيّدت منذ قرن، بين سنتي 1925 و1926، وكانت شاهدة على “قرن من التحولات الاجتماعية والسياسية التي عاشتها مدينة فاس، ولم يكن المهندس المعماري الذي كان وراء ميلاد هذه التحفة الاستثنائية إلا مارسيل جودان، أحد رجالات مصلحة الفنون الجميلة في تلك الأيام، أيام كان فيها الفن جميلا وله مكانته وقيمته وسلطته على النفوس، والمشتغل في مصلحة الفنون الجميلة هو من يقرر بشكل أو بآخر الوجه الذي ستكون عليه المدينة، لا سيما أن الأمر (…) يتعلق (…) بمدينة فاس، بكل ما تشكله في الوعي الجمعي المغربي من حمولة ثقافية ورمزية”.
وأورد علماء الآثار أن البناية التي هدمت كانت “شاهدة على مزاوجة العصرنة بأساليب التجديد في العمارة المغربية (الأرت ديكو والأرت نوفو)، وكذلك بتميزها بطراز معماري يعتمد على رشاقة الأعمدة وهيمنة الأشجار، وروح الحديقة على المنظر المعماري، والتناسب الأفقي والعمودي في تشكيل الفضاء المعماري”.
وقدّر خريجو المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أن هذه الخطوة “انتهاك للقيمة التاريخية والأثرية لهذه المعلمة ذات الطراز المعماري المتفرد”، ووصفوها بـ”السابقة الخطيرة، المتمثلة في التضحية بمعلمة تاريخية قل نظيرها، لا لشيء إلا لإشباع نهم المضاربات العقارية وضرب الذاكرة في مقتل”.
ودعا علماء الآثار والمتخصصون في التراث الذين تضمهم الجمعية إلى “فتح تحقيق موضوعي وشفاف لمعرفة السبب وراء هدم معلمة تاريخية، ووقف النزيف الذي يتهدد البنايات والمعالم الأخرى”، و”متابعة الخروقات التي تطال المعالم العمرانية دون إيلاء أية أهمية لقيمتها الأثرية والمعمارية والفنية”.
كما نادى المختصون في التراث الثقافي إلى “تصنيف المعالم التاريخية الكولونيالية بمدينة فاس تراثا وطنيا، حتى تتمكن مختلف المصالح المسؤولة من صونها ورد الاعتبار إليها”.
المصدر: هسبريس