منتدى الإعلام السوداني

اميمة سعيد

الجزيرة، 27 أغسطس 2025 ، (راديو البنات) مع دوي الرصاص وانطفاء شمعة الأمان، رحل السند وبقيت الأرامل يواجهن الحياة بقلوب مثقلة بالحزن واكتاف محمّلة بالمسؤولية.

في ولاية الجزيرة، كما في معظم انحاء السودان، أخذت الحرب من النساء ازواجهن وتركت لهن أعباء الحياة وحدهن، يقاومن يومياً من اجل تأمين لقمة العيش لأطفالهن وسط واقع يزداد قسوة.

إحدى الأرامل تقول بصوت متهدج : “بعد استشهاد زوجي شعرت أن الهواء اصبح ثقيلاً، وأن الشارع لا يسعني. لم يعد هناك من يساندني أو يمد لي يد العون. حتى علاج أطفالي صار حلماً بعيداً ” .

في بيوت الأرامل تختلط دموع الفقد مع استعدادات العيد. لا فرحة ولا زينة، فقط صمت ثقيل وذكريات موجعة.

الأطفال يراقبون اقرانهم وهم يشترون ملابس العيد، بينما هم يكتفون بملابس العام الماضي وامهاتهم يحاولن اخفاء الدموع بإبتسامة شاحبة.

إحدى الأرامل التي فقدت زوجها الشهيد تقول : ” كان هو كل حياتي، الأب والأخ والسند. برحيله شعرت ان الدنيا اغلقت أبوابها في وجهي. اليوم احاول ان اكون الأم والأب معاً واتحدى الجوع والفقر واليأس من اجل اطفالي. الحمد لله على كل حال.”

رغم المعاناة، تحاول بعض الأرامل خلق اجواء بسيطة للعيد، حتى لو كانت مجرد اعداد وجبة متواضعة او إشعال شمعة قرب صورة الشهيد. لكن الغياب يظل سيد الموقف والفراغ لا يملؤه شيء.

انها حكايات العيد في بيوت الأرامل، حيث تتحول ايام الفرح إلى لحظات استرجاع للذكريات، وحيث الأمل معلق على مبادرات الخير وأيادي الرحمة التي قد تمتد لتخفف عنهن ثقل الأيام.

ينشر منتدى الاعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء هذه المادة من إعداد (راديو البنات) ، لتسليط الضوء على معاناة الأرامل بعد أن فقدن أزواجهن بسبب الحرب، حيث يواجهن أعباء الحياة وحدهن وسط الحزن والفقر. في قصص تعكس مزيج الفقد واليأس مع محاولات متواضعة لإدخال أجواء العيد لأطفالهن، في ظل غياب السند وضيق الحال، مع التشبث بالأمل في مبادرات الخير لتخفيف المعاناة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.