01:29 م


الأربعاء 27 أغسطس 2025

وكالات

أظهرت دراسة حديثة أن البشر كانوا يهاجرون إلى إنجلترا في أوائل العصور الوسطى من مناطق أبعد بكثير مما كان يعتقد سابقا، بعدما كشفت تحليلات جينية عن وجود أصول غرب أفريقية لدى بعض السكان الذين عاشوا هناك في القرن السابع الميلادي.

وبحسب ما نشرته مجلة Antiquity، فقد عثر الباحثون على هياكل عظمية في مقبرة بدورست وأخرى في كينت تعود لامرأة شابة ورجل من تلك الحقبة، أظهرت تحاليل الحمض النووي الخاصة بهما ارتباطا وثيقا بجماعات بشرية من غرب أفريقيا.

وتشير النتائج إلى أن أقاربهما ربما هاجروا إلى جنوب بريطانيا بين منتصف القرن السادس وأوائل القرن السابع، في فترة أعقبت إعادة بسط الإمبراطورية البيزنطية سيطرتها على شمال أفريقيا.

الفتاة المدفونة في كينت، والتي توفيت في مقتبل المراهقة، وُضعت في قبرها على الطريقة المعتادة آنذاك، وإلى جوارها مقتنيات شخصية مثل سكين ومشط وإناء مزخرف يُرجح أنه كان يحمل دلالات طقسية، ما يعكس مكانتها المرموقة في المجتمع.

وأظهرت التحاليل أن والدتها أوروبية، لكن جزءا كبيرا من حمضها النووي يشبه مجموعات غرب أفريقيا الحالية.

أما الرجل المدفون في دورست، فقد تبين أن أمه أوروبية كذلك، في حين حملت أصوله من جهة الأب سمات واضحة تعود إلى غرب أفريقيا.

ويرجح الباحثون أن يكون هو والفتاة في كينت قد اشتركا في جد واحد من أصول أفريقية، وأن أحفاد المهاجرين آنذاك اندمجوا بشكل كامل في مجتمعات إنجلترا المبكرة.

ويرى علماء الآثار أن النتائج تُبرز مدى عالمية إنجلترا في العصور الوسطى، وأن النفوذ البيزنطي في شمال أفريقيا ربما ساعد على تعزيز هذا التواصل البعيد المدى، سواء عبر التجارة بالذهب والمجوهرات والأزياء، أو من خلال حركة المهاجرين.

وتقول عالمة الآثار ليليان لادل إن “التحليل الجيني ألقى ضوءا جديدا على الروابط الممتدة بين مجتمعات متباعدة، وأعاد رسم صورة أدق للتنوع البشري في تلك الفترة”.

شاركها.