أمد/ واشنطن: يرأس الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الأربعاء، “اجتماعا واسعا” لمناقشة الوضع في غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب المتواصلة في القطاع منذ حوالي عامين، بحسب ما أعلن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، الثلاثاء.

وقال ويتكوف لشبكة “فوكس نيوز” Fox News التلفزيونية، “لدينا اجتماع هام في البيت الأبيض (الأربعاء)، برئاسة الرئيس، ونعمل على وضع خطة شاملة للغاية لليوم التالي لانتهاء” الحرب في القطاع الفلسطيني المدمّر من جراء الحرب المتواصلة منذ ما يقرب من عامين.

وعند سؤاله إن كانت لدى الولايات المتحدة خطة لمرحلة “اليوم التالي” في القطاع، أجاب ويتكوف: “هناك خطة شاملة نعمل عليها”. وأضاف أن الإدارة الأميركية تؤمن بقدرتها على إنهاء الحرب بحلول نهاية هذا العام.

ويتكوف أشار في المقابلة إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت طرح صفقة كان من المفترض أن يُطلق بموجبها عشرة أسرى إسرائيليين أحياء، غير أن حركة حماس هي من عطّل الاتصالات. وبحسبه، الحركة باتت الآن أكثر استعدادًا للصفقة، “وأعتقد أن أحد الأسباب هو الضغط الكثيف الذي مارسته إسرائيل”، على حد قوله. وأضاف أن ترامب يشارك الموقف الرسمي لإسرائيل بأنه “لا مكان لصفقة جزئية”.

وأوضح ويتكوف أنه متفائل، من بين أسباب أخرى، لأن “إسرائيل حين أعلنت عن العملية العسكرية، أعلنت أيضًا أنها ستُموّل مساعدات إنسانية لغزة بقيمة 600 مليون دولار، وأعلنت استعدادها لمواصلة النقاش مع حماس”. وأضاف: “هم يرسلون إشارات بأنهم مستعدون لتقديم تعديلات إذا كانت حماس مستعدة بدورها. بالنسبة لهم، يمكن لحماس أن تبدأ على الأقل بتوفير الطعام للأسرى، تقديم العلاج الطبي لهم، السماح للصليب الأحمر بالدخول، والقيام بالشيء الإنساني”.

وعن مسألة القضاء على حماس، قال ويتكوف: “هذه ليست مهمتي. يجب أن تكون هناك صفقة. يجب أن يعود الأسرى إلى بيوتهم، وفي المقابل يعود الأسرى الفلسطينيون إلى بيوتهم”. ولفت إلى أن حماس تدرك أنها لا تستطيع أن تكون طرفًا في إدارة غزة، مشددًا على أن “هذه شروط إسرائيل وشروط الرئيس ترامب أيضًا”.

وردًّا على استهداف مستشفى ناصر في خان يونس يوم الاثنين، حيث قُتل صحافيون وعناصر إنقاذ، قال ويتكوف: “كل مرة يُقتل فيها مدنيون فهي مأساة، والرئيس يتأثر بذلك”. وأضاف: “هذه حرب، ونحن نحاول إنهاءها. أعتقد أن حماس احتجزت غزة كرهينة لفترة طويلة جدًا، وأعتقد أن حكومات عربية كثيرة ترى الأمر كذلك أيضًا”. وأكد أن ترامب “من أكثر الأشخاص إنسانية”، وأنه التقى “معظم عائلات الأسرى”. أما عن منع إسرائيل للصحافيين من الدخول إلى القطاع، فقال ويتكوف: “هذا مكان في غاية الخطورة، هناك أكثر من 30 ألف عبوة لم تنفجر في أنحاء القطاع. إنه منطقة دمار، أسوأ مما يتخيله معظم الناس”.

يوم الاثنين الماضي قال ترامب إنه يتوقع حسم الحرب في غزة خلال أسبوعين أو ثلاثة. وفي مؤتمر صحافي في البيت الأبيض إلى جانب رئيس كوريا الجنوبية، لي جاي ميونغ، صرّح: “يصعب معرفة متى ستنتهي، لأنهم يقاتلون منذ آلاف السنين”. وأضاف: “الحرب يجب أن تنتهي، لكن لا يجب أن ننسى السابع من أكتوبر”. وعند سؤاله عن القصف الذي وقع في اليوم نفسه على مستشفى في خان يونس، أجاب: “لم أكن أعلم بذلك. لست راضيًا عن الأمر ولا أريد أن أراه يتكرر. يجب إنهاء هذا الكابوس”.

كما كرر ترامب مزاعمه أن أقل من 20 أسيرًا ما زالوا على قيد الحياة. وقال: “يبدو أن واحدًا أو اثنين توفوا”. لكن إسرائيل نفت ذلك وأكدت أن “20 من الأسرى ما زالوا أحياء، وهناك قلق شديد على حياة اثنين آخرين، بينما 28 أُعلن أنهم قضوا في الأسر وصُنّفوا كأسرى شهداء”.

وشدد ترامب على أنه هو المسؤول عن تحرير الأسرى قائلاً: “ستيف ويتكوف كان رائعًا، لكن كل ذلك تم بواسطتي وبواسطة رجالي”. وأضاف: “قلت منذ وقت طويل: أنا سأحررهم. لأننا عندما نصل إلى العشرين أو العشرة الأخيرين، هؤلاء الناس لن يطلقوا سراحهم، لأنهم إذا فعلوا سيكون ذلك نهايتهم. إنها وضعية دنيئة وبشعة”.

شاركها.