أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ691 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ163 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.
استشهد 76 مواطنًا منذ فجر يوم، الثلاثاء، بفعل الغارات الإسرائيلية المتواصلة التي طاولت مناطق عدة في قطاع غزة، بحسب ما أفادت مصادر طبية، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 75 شهيدا و370 إصابة من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.
ويعاني سكان القطاع من كارثة التجويع المتفاقمة، حيث أكدت الأمم المتحدة أنه بعد مرور خمسة أيام على إعلان المجاعة رسميا، لم يتحسن الوضع بل يزداد سوءا.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، عن وفاة 3 أشخاص بالغين خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة التجويع وسوء التغذية. وبذلك يرتفع إجمالي شهداء التجويع وسوء التغذية إلى 303 أشخاص، بينهم 117 طفلا، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية الحادة وغياب المواد الغذائية الأساسية والخدمات الطبية الضرورية في القطاع.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 62,819، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 158,629، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 75 شهيدا، و370 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 10,975 شهيدا، و46,588 مصابا.
وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 17 شهيدا، والإصابات 122، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,140، والإصابات إلى 15,737.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 3 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 303 حالات وفاة، من ضمنها 117 طفلا.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
أفادت مصادر طبية باستشهاد 70 مواطنا بنيران وغارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة، منذ فجر يوم الثلاثاء.
وذكرت المصادر أن 30 شهيدا ارتقوا في شمال القطاع، و20 شهيدا ارتقوا في وسط القطاع، و20 شهيدا ارتقوا جنوب القطاع.
واستشهد 5 مواطنين بينهم طفلة وأصيب آخرون بقصف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في شارع فهمي بيك بمدينة غزة.
واستشهد مواطن بقصف طائرات الاحتلال منزلا في محيط منطقة أبو اسكندر في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، كما استشهد مواطن بقصف الاحتلال منزلا في منطقة الزرقا بحي التفاح شمال شرق المدينة.
وفي وقت سابق، استشهد 7 مواطنين بقصف مدفعية الاحتلال منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة. كما استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين في حي الصبرة جنوب المدينة.
ووسط القطاع، استشهد مواطنان باستهداف من مسيرة تابعة للاحتلال، لخيمة تؤوي نازحين بمنطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات. كما استشهد مواطن وأصيب آخرون، فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض بينهم نساء وأطفال، جراء غارة شنتها طائرات الاحتلال على منزل لعائلة “أبو زبيدة” بمخيم البريج.
وفي مدينة دير البلح، استشهدت أم ورضيعتها بغارة للاحتلال على مستودع يؤوي نازحين في “شارع عكيلة”، كما استشهد مواطن باستهداف من مسيرات الاحتلال قرب “ملعب الدرة” شمال المدينة. فيما استشهد 7 مواطنين من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال قرب وادي غزة.
وجنوب القطاع، استشهد 6 مواطنين في مجزرة راح ضحيتها عائلة “كوارع” (والدان وأطفالهما الثلاثة) إثر قصف للاحتلال استهداف خيمة تؤوي نازحين مقابل ميناء القرارة شمال غرب خان يونس. كما استشهد 6 مواطنين من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال جنوب مدينة خان يونس.
وترتكب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و819 شهيدا، و158 ألفا و629 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 303 مواطنين، بينهم 117 طفلا حتى الثلاثاء.
الاتحاد الأوروبي: قتل إسرائيل صحفيين وعاملين بالمجال الصحي ومدنيين غير مقبول مطلقا
قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء، إن مقتل خمسة صحفيين وأربعة عاملين في المجال الصحي وعدد من المدنيين في غزة أمس جراء غارة إسرائيلية استهدفت مستشفى ناصر، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا، أمرٌ غير مقبول على الإطلاق.
وأضاف، في بيان، يجب حماية المدنيين والصحفيين بموجب القانون الدولي، وجدد دعوته إسرائيل لاحترام القانون الإنساني الدولي وضمان التحقيق في هذه الهجمات، وعلق الاتحاد الأوروبي على بيان إسرائيل بأنه سيتم إجراء تحقيق شامل، بالقول: لقد سقط عدد كبير جدا من القتلى في هذا الصراع.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن تضامنه مع عائلات الضحايا، ومع المجتمع الصحفي، ومع جميع المدنيين في غزة الذين ما زالوا يدفعون الثمن الباهظ.
أوتشا تحذر: المجاعة في غزة تتفاقم بوتيرة متسارعة
حذرت متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أولغا تشيريفكو، من أن المجاعة في قطاع غزة بدأت تتفاقم بوتيرة متسارعة جراء استمرار الحصار والتجويع الإسرائيلي.
جاء ذلك في تصريحات صحفية، يوم الثلاثاء، حول مستجدات الوضع الإنساني في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع من قبل إسرائيل.
وأشارت تشيريفكو إلى تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) التابع للأمم المتحدة، والذي أكد وجود مجاعة في محافظة غزة (شمال)، وتوقع امتدادها إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
وأضافت أن نتائج التقرير “لم تكن مفاجئة” بالنسبة لهم، موضحة: “هذا ما كنا نحذر منه منذ أشهر، وسنشهد سيناريو أسوأ إذا لم يتغير الوضع القائم”.
ولفتت إلى أن التقرير الأممي حذر من أنه في حال عدم التعامل مع الوضع الراهن بصورة شاملة وصحيحة، فإن المجاعة قد تمتد بسهولة إلى مناطق أخرى من القطاع.
وشددت المتحدثة الأممية على أن السبيل الوحيد لوقف المجاعة في غزة هو إدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى المدنيين، مطالبة بإزالة العوائق التي تحول دون وصول المساعدات، وتوفير ممر آمن ومنتظم لتوزيعها.
وأشارت إلى أن “وفيات كان من الممكن تفاديها قد وقعت بالفعل”، وأن “الوضع الحالي من صنع الإنسان بالكامل، وكان بالإمكان منعه لو جرى التدخل في الوقت المناسب، لكن لم تتخذ الخطوات الكافية”.
وتابعت محذرة من أن المجتمع الدولي والأطراف المعنية لم يدركوا بعد ما قد يحدث إذا لم يتم التحرك بشكل عاجل إزاء الوضع في غزة.
اليونيسيف: الهجمات المستمرة على غزة أصبحت جزءا مرعبا من الواقع اليومي للأطفال
أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” بأن “الهجمات المستمرة على قطاع غزة أصبحت جزءًا مرعبًا من الواقع اليومي للأطفال”، وذلك خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بحق الفلسطينيين منذ 23 شهرا.
وذكر المدير الإقليمي للمناصرة والإعلام في اليونيسف للشرق الأوسط وشمال أفريقيا عمار عمار، في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، أن القصف (الإسرائيلي) المستمر على غزة خلّف علاوة على القتل والإصابات، صدمات نفسية وعاطفية يصعب علاجها لدى نحو 1.1 مليون طفل، ما ألحق أضرارًا جسيمة بتطورهم النفسي.
وقال: “خلال هذه الفترة، انتشرت انتهاكات خطيرة على نطاق واسع، وأصبح حرمان الأطفال من المساعدات والجوع والنزوح القسري المستمر وتدمير المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والمنازل، حقيقة يومية يعيشها الأطفال”.
وتابع: “ما نشهده في غزة ليس مجرد حرب ضد الأطفال، بل تدمير الحياة نفسها”، موضحا أن أكثر من نصف مليون إنسان في غزّة وقعوا بين براثن التجويع، وإن الوفيات جراء ذلك كان بالإمكان تجنّبها.
وتطرق المسؤول في اليونيسف إلى انتشار صور أجساد أطفال هزيلة ورضّع يموتون بسبب التجويع الإسرائيلي الممنهج والمرض، مبينا أنه كان من الممكن الوقاية منهما، واستدرك بالتأكيد أنه لم يُتخذ أي إجراء حاسم على الإطلاق حيال ذلك.
وشدد على أن سوء التغذية بين الأطفال يتصاعد بمعدل كارثي، قائلًا: “في تموز/ يوليو وحده تم توثيق معاناة أكثر من 12 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، وقرابة طفل من بين كل أربعة يعاني من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يعتبر الشكل الأكثر فتكًا، ويخلف عواقب مدمرة على الأطفال على المديين القريب والبعيد”.
وذكر أن اليونيسيف تسعى لتسريع أنشطتها في المنطقة، ولكن إمدادات الغذاء والضروريات الأساسية والمساعدات الطبية تتقدم بصعوبة بسبب أمور تقنية والحصار الإسرائيلي على المنطقة.
مفاوضات وقف إطلاق النار
تلقت عائلات الأسرى الإسرائيليين رسالة جماعية جاء فيها أن وفدًا مصريًا بمستوى مهني منخفض وصل إلى إسرائيل، وأجرى محادثات مع مسؤولين في تل أبيب، مساء يوم الإثنين.
وفي أعقاب التقارير عن زيارة الوفد المصري، نقلت هيئة البث العام العبرية (“كان 11”)، يوم الثلاثاء، عن مسؤولين مطلعين على الملف أنه “لا توجد مفاوضات فعلية ولا أي تقدم في هذا الشأن”.
وبحسب المصادر، فإن ما يجري يقتصر على “محاولات تنسيق لبدء المحادثات بشأن إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء الحرب”.
قال المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، خلال جلسة حكومية برئاسة دونالد ترامب، إنه سمع في “ساحة الأسرى حديثًا متواصلاً” عن الرئيس الأميركي، مضيفًا: “ليت كانت لدي كاميرا لأريك ذلك”. وأكد أنه كان أول دبلوماسي أميركي يزور غزة ضمن مبادرة المساعدات الجديدة التي أطلقها ترامب.
وأشار ويتكوف إلى أنه يجري اتصالات مع أطراف مختلفة بشأن توسيع “اتفاقيات أبراهام”، مضيفًا أن “السلام عبر القوة يعمل حقًا”. وكشف أن هذا الأسبوع سيشهد لقاءات مع روسيا وأوكرانيا وإيران وإسرائيل وحركة حماس بهدف الدفع نحو حلول لثلاثة صراعات خلال العام الحالي، وختم بالقول إن “الرئيس ترامب مرشح جدير بجائزة نوبل”.