يواجه السودان أزمة صحية متفاقمة مع تزايد معدلات الإصابة بالكوليرا، إلى جانب انتشار أمراض أخرى مرتبطة بموسم الخريف، في ظل أوضاع إنسانية وصحية معقدة تزيد من هشاشة المجتمع.
الخرطوم: التغيير
كشف تقرير الترصد والمعلومات الصادر عن وزارة الصحة السودانية اليوم الثلاثاء، عن تسجيل 1210 إصابات جديدة بالكوليرا خلال أسبوع واحد، بينها 36 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي منذ يوليو 2024 إلى 102,831 إصابة و2561 وفاة.
كما سجلت الوزارة خلال الفترة ذاتها 723 إصابة بحمى الضنك بينها حالتا وفاة، ليصل العدد التراكمي منذ بداية العام إلى 6180 إصابة و9 وفيات. أما الحصبة فقد شهدت 22 إصابة جديدة دون وفيات، ليبلغ التراكمي 2835 إصابة بينها 8 وفيات.
1210 إصابات جديدة بالكوليرا خلال أسبوع واحد، بينها 36 حالة وفاة
وزارة الصحة السودانية
وأشار التقرير كذلك إلى تسجيل 66 إصابة بضربات الشمس تراكمياً بلغت 287 إصابة و7 وفيات، إضافة إلى 79 إصابة بالتهاب الكبد (A وE) دون وفيات، ليصبح العدد التراكمي 1959 إصابة بينها 7 وفيات. وأكدت وزارة الصحة أن معدلات الإصابة بالكوليرا تتباين بين الولايات، حيث انخفضت في بعضها وارتفعت في أخرى.
وفي السياق ذاته، كشف تقرير الخريف عن تأثر 3 ولايات و6 محليات و8 مناطق بالفيضانات، ما أدى إلى تضرر 812 أسرة و4081 فرداً منذ 30 يونيو وحتى 25 أغسطس 2025، فيما ارتفع العدد التراكمي للولايات المتأثرة إلى 7.
دارفور واستمرار تفشي الكوليرا
أما في دارفور، فقد أصدرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين تقريراً اليوم الثلاثاء، أوضحت فيه أن الإقليم يشهد تفشياً واسعاً للكوليرا، حيث سجلت خلال يوم واحد 199 حالة جديدة و5 وفيات، ليرتفع العدد الكلي منذ بدء التفشي إلى 8372 إصابة و351 وفاة.
وتُعد مناطق طويلة وجبل مرة وزالنجي ونيالا وخزان جديد بمحلية شعيرية، إضافة إلى مخيمات النازحين، من أكثر البؤر تضرراً. فقد سجلت طويلة وحدها 4799 إصابة و77 وفاة، بينما سجلت قولو بجبل مرة 1279 إصابة و52 وفاة، ومخيم كلمة 435 إصابة و64 وفاة، ومخيم عطاش 212 إصابة و53 وفاة.
الإقليم يشهد تفشياً واسعاً للكوليرا، حيث سجلت خلال يوم واحد 199 حالة جديدة و5 وفيات
منسقية النازحين واللاجئين في دارفور
ورغم الجهود المبذولة من المنظمات الإنسانية والمتطوعين المحليين وغرف الطوارئ، إلا أن نقص المستلزمات الطبية ومحدودية مراكز العزل يجعل مواجهة الوباء أكثر صعوبة.
وحذرت المنسقية من أن استمرار انتشار المرض بمعدلاته الحالية يمثل كارثة إنسانية صامتة في بلد أنهكته الحرب والمجاعة والمرض، داعية منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية إلى تدخل عاجل وفعال.
الخرطوم تبدأ الرش الضبابي
وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن بدء الحملة الكبرى للرش الضبابي لمكافحة نواقل الأمراض، والتي انطلقت بمحلية الخرطوم على أن تغطي تدريجياً جميع المحليات حتى نوفمبر 2025.
بدء حملة كبرى للرش الضبابي لمكافحة نواقل الأمراض
وزارة الصحة بولاية الخرطوم
وأوضح مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة، محمد التجاني، أن الحملة تستهدف الحد من انتشار البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، فيما دعا مدير الإدارة العامة للملاريا، بشير آدم، للتعاون مع الفرق الميدانية واتباع الإرشادات الصحية لضمان نجاح الحملة.
المصدر: صحيفة التغيير