صورة: موقع وزارة الخارجية اليابانية

هسبريس من الرباطالثلاثاء 26 غشت 2025 12:20

سعت جبهة البوليساريو الانفصالية إلى استغلال مشاركتها الاستعراضية في قمة المؤتمر الدولي لطوكيو حول التنمية في إفريقيا (تيكاد 9)، التي احتضنتها مدينة يوكوهاما في اليابان، لرسم صورة انتصار دبلوماسي مزيف وإيهام نفسها ومعها الرأي العام داخل المخيمات بأنها أصبحت فاعلاً لا يُمكن تجاهله على الساحة الإفريقية. لكن ما جرى خلف كواليس هذه القمة اليابانية الإفريقية، وما تكتب عنه أقلام قيادة الرابوني وقصر المرادية، كشف حقيقة أن هذا الكيان الوهمي أصبح عبئاً ثقيلاً على الاتحاد الإفريقي وعلى شراكاته الدولية.

في هذا الصدد كشف مصدر مطلع حضر القمة، لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “السلطات اليابانية قامت بطرد ممثلي جبهة البوليساريو الذين حضروا هذا الحدث قبل موعد مغادرتهم المقرر سلفاً لأراضي اليابان، كما تم منعهم من ممارسة أي نشاط سياسي خارج إطار مؤتمر تيكاد”، وهو القرار الذي يعكس موقف طوكيو الحازم في الحفاظ على أهداف القمة في تعزيز الشراكات والتعاون الاقتصادي، بعيداً عن أي محاولات لاستغلال هذه المنصة لتحقيق مكاسب سياسية ظرفية أو تمرير خطابات انفصالية.

وأكد المصدر المسؤول ذاته أن “السلطات اليابانية لم توجه أصلاً أي دعوات رسمية لممثلي الكيان الوهمي لحضور هذه القمة، بل حضروا ضمن وفد الاتحاد الإفريقي ووفق شروط صارمة، ولم يتم منحهم شارات الدخول إلى القاعات التي تحتضن أشغالها، كما تم منعهم من إلقاء أي كلمة، إلى جانب فرض رقابة أمنية مشددة عليهم من قبل السلطات الأمنية”، وهو ما وثقته صور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه الصور حاولت الآلة الإعلامية للبوليساريو والجزائر استغلالها بطريقة عكسية، إذ ادعت أن الوفد الانفصالي حضر تحت حماية الشرطة اليابانية خوفاً على سلامة أفراده وتقديراً لـ”مكانتهم” السياسية والدولية، في حين أن الحقيقة تعكس إجراءً احترازياً اتخذته السلطات في طوكيو لضبط الأنشطة السياسية للوفود الحاضرة داخل القمة، وتأكيداً يابانياً ضمنياً على أن البوليساريو لم تعد أكثر من عبء ثقيل على هذه المنصة تجب مراقبة تصرفاته كالطفل الصغير حتى لا يرتكب حماقة ما.

في سياق ذي صلة عاد المصدر المطلع الذي تحدث لهسبريس في هذا الشأن ليؤكد أن “وفد البوليساريو خرق التوجيهات اليابانية بعدم تنظيم أي نشاط سياسي خارج إطار القمة، إذ عقد لقاءات مع بعض البرلمانيين ووسائل الإعلام ومنظمات غير حكومية، بتنسيق وإيعاز من الوفد الجزائري المشارك، وهو ما أثار استياء الجانب الياباني الذي عبر عن رفضه هذا السلوك، وطالب ممثلي البوليساريو بمغادرة البلاد قبل ثلاثة أيام من الموعد المقرر لسفرهم”.

وأبرز المصدر ذاته أنه “كان من المقرر عقد مؤتمر صحفي أُعلن عنه عبر الموقع الإلكتروني لنادي الصحافة، لكن السلطات اليابانية ألغته لأسباب تتعلق بحضور أعضاء البوليساريو بحسب الإعلان الرسمي؛ غير أن الحقيقة وفقاً للجهات المنظمة لهذا المؤتمر الصحفي أن السلطات اليابانية هي التي قامت بإلغائه وطلبت من وفد البوليساريو مغادرة أراضيها”.

وخلال افتتاح هذه القمة الأربعاء الماضي أكد وزير الشؤون الخارجية الياباني، تاكيشي إيوايا، في تصريح رسمي باسم حكومة بلاده، أن “وجود كيان لا تعترف به اليابان كدولة لا يمكن أن يؤثر على موقفها بشأن وضعه”، في إشارة قوية إلى موقف طوكيو الثابت تجاه هذا الكيان الوهمي الذي لم يتعدّ أن يتمتع بأي شرعية حتى داخل مخيمات تندوف، وصار كالضائع الذي يحاول لفت الأنظار بأي ثمن، ولو بابتسامة في وجه هذا الرئيس أو صورة بالقرب منه للتغطية على إخفاقاتها المتكررة.

البوليساريو الصحراء المغربية طوكيو قمة تيكاد

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة البريدية للتوصل بآخر أخبار السياسة

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.

المصدر: هسبريس

شاركها.