أمد/ أيُّها المَجدُ…
اِنحنِ…
مِن بَينِ الرُّكامِ يَنهَضُ صَدى الحَياة،
ومِن تَحتِ الرَّمادِ يَتَفَتَّحُ غُصنُ الزَّيتون…
دُموعُ الأُمَّهاتِ شَلالاتُ وَجَعٍ،
لكنَّها أيضًا أنهارُ أملٍ …
تَسقي تُرابَ فِلسطينَ باليَقين….
***
أيُّها المَجدُ…
صَفِّقْ،
لِلأَطفالِ الَّذينَ يَكتُبونَ أَسماءَهُم…
على جُدرانِ اللَّيلِ بِحُروفِ النُّور،
لِلشُّيوخِ الَّذينَ يَشُدُّونَ أَزرَ الأَرضِ …
كَيلا تَنحَني لِلعاصِفَة،
لِلنِّساءِ الَّلواتي يُخبِّئنَ الفَجرَ …
في صُدورِهِنَّ،
لِلرِّجالِ القابِضينَ …
على جَمرِ الثَّورَة،
كَأَنَّهُمُ المآذِنُ …
تَشقُّ غُبارَ السَّماء…
***
أيُّها النَّصرُ…
تَقَدَّمْ،
وازرَع خُطاكَ في الأَزِقَّةِ …
والبيوتِ المُهدَّمَة،
واكتُب على جُدرانِ القُدسِ:
هُنا يُولَدُ فَجرٌ جَديد،
هُنا لا يَنكسِرُ الحُلمُ …
وَلَو سالَ نَهرُ الدَّم…
***
في غَزَّةَ،
في نَابُلسَ والخَليل،
في حَيفا وعَكَّا والجَليل،
في بَيتِ لَحمٍ وأَريحا ورَفَح،
في طولكرمَ ودَيرِ البَلَحِ والنَّقَب…
هُنا تُزرَعُ القَصيدَةُ دَمًا ووُرودًا،
وهُنا يَرتَفِعُ عَلَمٌ واحِدٌ …
لا يَعرِفُ الانكسار…
***
أيُّها النَّصرُ…
أَعلِن بَيانَك:
شَعبُ فِلسطينَ ..
لا يَرفَعُ إلّا رَاياتِ الوَحدَة،
رَاياتِ الثَّورَةِ …
حتّى آخِرِ حَجَر،
حتى نهاية القلب…
يَخْفِقُ في المَنفى،
حتّى يَنكسِرَ القَيدُ …
وتُفتَحَ أَبوابُ الفَجرِ …
على مِصاريعِها….
***
سَنَصبِرُ…
وَإِن طالَ اللَّيل،
وَنَثبُتُ…
كَالجُذورِ في صَخرِ الجِبال…
لَن تَذْهَبَ التَّضحِياتُ هَباء،
المؤنث دماء الشهداء..
يَنهَضُ الوَطَن،
ومِن جِراحِهِ..
تُزهِرُ الحُرِّيَّة…
سَتَتَحَقَّقُ الأَمانِي…
ومَهْما طالَ السَّفَر،
سيَعودُ الحُلمُ…
وَيُزهِرُ الفَجْر من جَديدْ …!