موسى بشرى محمود
تعتبر المبادرات الإنسانية التي يطلقها النشطاء في السوشيال ميديا أحد أهم الوسائل المستخدمة لتوفير الدعم والغوث الإنساني العاجل للمحتاجين من ضحايا الكوارث البشرية التي تحدث بفعل صنع البشر«Manmade disastr» كالحروب،الجوع، الفقر،الإفقار المتعمد،المجاعة والأمراض.
تتميز الكوارث البشرية من صنع الطبيعة بأنها تحدث خارج إرادة البشر«beyond the control».
لاحظنا في الفترة السابقة إنطلاق العديد من المبادرات التي تحمل بعضها في طياتها طابعا” إنسانيا” خالصا” بينما البعض الآخر تبطن نوايا خبيثة للفساد بغرض التكسب غير المشروع وراء أموال التبرعات التي تصلهم من قبل الأفراد المتبرعين والشخصيات الإعتبارية «كالجمعيات الخيرية،الروابط الأسرية،التكافلية،المنظمات الطوعية والشركات….الخ».
ضجت الأسافير وإمتلأت قروبات الواتساب،صفحات الفيسبوك والتكتوك لا سيما صفحات الناشطين من اللايفاتية بمبادرات كثيرة لجمع التبرعات المادية والعينية لضحايا حرب أبريل2023 منذ إندلاع الحرب بعد خروج الطلقة الأولى.
أبلى بعضهم بلاءا” حسنا” وقاموا بواجباتهم الإنسانية كاملة وفق رضا المحتاجين والمتبرعين بكل جد وتفاني وإعمال ضمير مما كان له الآثر الفعال في تحريك الضمير الإنساني لمضاعفة الجهود المبذولة لإغاثة الملهوفين بجميع مناطق السودان المنكوبة بفعل الحرب والولايات الآمنه بإعتبارها المجتمع المضيف ولابد لنا أن نبعث لرسل الإنسانية«المتبرعين» و«المكلفين بمهام الاستلام والتوزيع» رسالة شكر خاص بشيك على بياض لجهودهم الإنسانية الجبارة.
هناك مجموعة أخرى من المشاهير الفاعلين والناشطين في مجال المبادرات الإنسانية ولكنهم يعملون عكس عقارب الساعة حيث يقومون بإستغلال منصاتهم الإعلامية ذات الأعداد الكبيرة من المتابعين لإستدرار عاطفة المتابعين بإظهار تضامنهم اللا محدود مع المنكويين بنار الحرب في التكايا للحصول على دعم مالي ضخم من ثم يلوذون بالفرار!
تستحضرني هنا حادثة لمجموعة من اللايفاتية السودانيين المشهورين الذين قاموا برصد مبالغ لتبرعات هائلة على مستوى العالم بالإضافة إلى مواد عينية باسم دعم «تكايا الفاشر» ولكن للأسف ذهبت تلك الأموال أدراج الرياح ولم يصل منها ولا فلس للمحتاجين مما جعل الجميع في حيرة من أمرهم!
بحسابات المنطق الأموال المرصودة التي لم تصل أصحابها المعنيين/المستفيدين يعني صراحة أن الفساد وجد طريقه للعيش في المياه الآسنه ليفسح المجال للفاسدين بالحصول على لقمة سائغة وهذا ما يؤسف له حقا”!
🔹هل يجب أن يتوقف مشروع دعم التكايا؟
بما أن الأوضاع الإنسانية في عموم السودان وخاصة الفاشر خرجت عن السيطرة تماما” ووصل الأمر أن يأكل إنسان الفاشر الأمباز «مخلفات الفول السوداني بعد إستخراج الزيت منه وهو طعام يقدم للحيوانات» وبعضهم لايجد حتى الأمباز لسد حاجته من الجوع فإن الإيمان بالمباديء الإنسانية تدعو لمواصلة مد يد العون وإغاثة الضحايا ما إستطاعت الإنسانية سبيلا ولكن يجب أن لا تستغل المساعدة لتمرير أجندة فساد،سياسية أو أي أجندة أخرى من المثبطين وأصحاب المآرب الأخرى!
🔹ما الحل؟
▪️المسؤولية تقتضي توخي الحذر والتأكد من الجهات التي ترعى تلك المبادرات قبل التبرع.
▪️يجب عمل إبراء ذمة لأي مثقال ذرة من تبرع مالي أو عيني وصل للجان المبادرة المعنية.
▪️متابعة ورصد الأموال التي تصل للمبادرة والتأكد من إستلامها.
▪️عمل تقرير شامل موثق بالصور والفيديوهات عن بنود صرف المال المرصود.
▪️عدم السماح بإستغلال تكايا الفاشر لأي غرض آخر غير إنساني.
▪️المبادرات المخصصة للفاشر يجب أن تكون تحت إشراف لجان مشهود لها بالنزاهة والصدق والأمانة.
▪️التبليغ الفوري لأي شبهة مالية لحالات الفساد وعمل محاسبة فورية للفاسدين.
«لنا عودة»
المصدر: صحيفة الراكوبة