أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ687 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ159 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.
ورفضت وزارة الصحة في غزة، في بيان، أوامر الاحتلال بنقل موارد القطاع الصحي إلى جنوب القطاع، مؤكدة أن ذلك سيقوّض ما تبقى من النظام الصحي الذي دُمّر بشكل واسع خلال الحرب. وشددت الوزارة على أن حرمان أكثر من مليون إنسان من الرعاية الطبية يرقى إلى جريمة إنسانية، داعية الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إلى التدخل لحماية ما تبقى من المرافق الصحية وضمان استمرار الخدمات كحق أساسي لكل المواطنين.
وتوعد وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الجمعة، بتدمير مدينة غزة إذا لم توافق حركة حماس على التخلي عن سلاحها وإطلاق سراح جميع الرهائن، قائلاً عبر منصة “إكس” إن “أبواب الجحيم ستفتح قريبًا على رؤوس مقاتلي حماس حتى يقبلوا بشروط إسرائيل”، ملوحًا بأن مصير غزة سيكون شبيهًا برفح وبيت حانون اللتين دُمرتا بشكل واسع. وجاءت تصريحاته بعد إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بدء مفاوضات فورية بشأن الرهائن بالتوازي مع خطط الجيش للسيطرة على مدينة غزة.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 62,263 شهيدا، و157,365 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، يوم الجمعة، بأن من بين الحصيلة 10,717 شهيدا، و45,324 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 71 شهيدا، و251 مصابا، نتيجة المجازر والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة، وتجد طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى الضحايا حيث ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات.
وقالت إن عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات بلغ 24 شهيدًا و133 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,060 شهيدا، وأكثر من 15,197 إصابة.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، حالتي وفاة جديدتين، نتيجة التجويع وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 273 حالة وفاة، من ضمنهم 112 طفلا.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
أفادت مصادر محلية في قطاع غزة باستشهاد ثلاثة أشخاص وسقوط عدد من الجرحى، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في حي التفاح، شمال شرقي مدينة غزة.
أفادت مصادر صحفية في قطاع غزة بوقوع إصابات جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في منطقة الزرقا بحي التفاح، شرقي مدينة غزة.
أفادت مصادر صحفية في قطاع غزة بسقوط شهيد وعدد من الجرحى، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً يعود لعائلة شاهين في منطقة الشمعة، شرقي مدينة غزة.
أعلنت دائرة الإسعاف والطوارئ في مستشفى حمد أن المستشفى استقبل يوم الجمعة شهيداً و49 مصاباً، جميعهم أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية شمالي قطاع غزة.
استشهد 8 مواطنين، وجرح آخرون، بينهم أطفال، ومن منتظري المساعدات، إثر قصف واستهداف من جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت خيمة تؤوي نازحين قرب الكلية الجامعية غرب مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد سيدة و4 أطفال وهم: مريم محمود كلاب، وزينة حاتم القدرة، وليان حاتم القدرة، وأحمد حاتم القدرة، وملك محسن القدرة.
كما استشهد ثلاثة مواطنين من منتظري المساعدات، إثر إطلاق جيش الاحتلال نيران أسلحته تجاههم جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن الشهداء هم: علاء توفيق إبراهيم أبو موسى، وإبراهيم مرزوق إبراهيم شعبان، ومعتز أحمد عليان أبو حطب.
استشهد 48 مواطنا وأصيب آخرون، بنيران وغارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة، منذ فجر يوم الجمعة، بحسب مصادر طبية.
واستهدف جيش الاحتلال بنيرانه عددا من منتظري المساعدات شمال القطاع، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.
واستشهد 12 مواطنا، بينهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون بعضهم بحالة خطيرة، في مجزرة ارتكبها الاحتلال بقصفه مدرسة عمرو بن العاص التي تؤوي مئات النازحين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
وفي الحي نفسه، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة بقصفه خيمة تؤوي نازحين من عائلة “شاهين” في شارع الجلاء، ما أسفر عن استشهاد 5 مواطنين بينهم 3 أطفال.
وغرب المدينة، استشهد 4 مواطنين من عائلة “الأسود” (زوجان وابنتاهما) بقصف من طائرات الاحتلال استهدف شقة سكنية خلف مدرسة أبو عاصي في مخيم الشاطئ.
وفي حي الصبرة جنوب شرق غزة، استشهدت أم وابنها جراء استهداف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال تجمعا للمواطنين، فيما أسفر قصف منزل مأهول لعائلة “العمارين” عن سقوط شهداء وجرحى، في حين دمر منزل آخر لعائلة “الجعل” مؤلف من 4 طوابق.
كما استهدفت مدفعية الاحتلال بشكل عنيف حي الصبرة جنوب شرق مدينة غزة.
وذكر شهود عيان، أن جيش الاحتلال ينسف بروبوتات مفخخة مبان سكنية، تزامناً مع قصف مدفعي ومن الطيران الحربي في عدة مناطق ببلدة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
ووسط القطاع، استشهدت مواطنتان وأصيب 5 آخرون إثر استهداف طائرات الاحتلال المسيّرة شقة سكنية في “برج الاتحاد” بمخيم النصيرات.
وجنوب قطاع غزة، أصيب عدد من المواطنين بقصف من مسيرة تابعة للاحتلال على محطة تحلية مياه غرب مدينة خان يونس، أثناء تجمع نازحين لتعبئة المياه. فيما طال قصف مدفعي مكثف “مدينة حمد” السكنية شمال غرب خان يونس.
كما أصيب عدد من المواطنين بقصف من طائرات الاحتلال استهدف منزلاً لعائلة “بدير” في مخيم خان يونس.
ومنذ 11 آب/ أغسطس الجاري، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما واسعا على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، ضمن خطة إسرائيلية لإعادة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.
وفي 8 آب/ أغسطس، أقرت حكومة الاحتلال خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
استشهد 13 مواطنا على الأقل وأصيب آخرون، يوم الجمعة، في قصف وغارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين جراء غارة للاحتلال على خيمة تؤوي نازحين في شارع الجلاء بمدينة غزة، جرى نقلهم إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.
وذكرت مصادر محلية أن الشهداء الخمسة هم أب وأم وأطفالهما الثلاثة.
كما استشهد 3 مواطنين بينهم طفلة، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الأسود في الشاطئ الشمالي غرب مدينة غزة.
واستشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال مدرسة عمرو بن العاص التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
وقصفت مدفعية الاحتلال حي أبو إسكندر شمال مدينة غزة، وحيي الزيتون والصبرة جنوب المدينة، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.
توفيت الرضيعة غدير بريكة، اوم الجمعة، في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة، متأثرة بسوء تغذية ناجم عن التجويع الإسرائيلي الممنهج وغياب العلاج والحصار المرافق للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال منذ 22 شهرا.
وأفاد مصدر طبي بأن غدير (5 أشهر) فارقت الحياة نتيجة إصابتها بمضاعفات التجويع، وسط عجز المستشفيات عن تقديم الرعاية اللازمة بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء.
وأوضح المصدر أن الطفلة كانت تعاني منذ ولادتها من ضمور واعتلال في الدماغ وشلل دماغي، لكن سوء التغذية وفقدان العلاجات الأساسية فاقما حالتها حتى تدهورت بشكل حاد.
وأشار إلى أن والدة غدير بدورها تعاني من سوء تغذية، ما زاد من صعوبة العناية بالرضيعة تحت الظروف المأساوية التي تعيشها العائلات بقطاع غزة المحاصر.
وقال والد الطفلة، أشرف بريكة، إن ابنته “توفيت نتيجة نقص الحليب”، موضحا أنه بحث عن حليب الأطفال لكنه لم يجده.
وأردف موضحا أنه حتى في حال عثوره على حليب فإن “الأسعار باهظة ولا قدرة لي على شرائها”، وأضاف بأسى: “لا يوجد معابر، والحمد لله على كل حال”.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للطفلة غدير، وقد بدت عليها بوضوح علامات الهزال الشديد وبروز العظام جراء نقص الغذاء والعلاج. تلك الصورة جسّدت مأساة الطفلة غدير بريكة، وآلاف الأطفال بغزة الذين لم تتحمل أجسادهم النحيلة تبعات الحصار والتجويع.
وتفاقم التجويع في غزة وارتفعت حصيلة وفيات سوء التغذية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 272 بينهم 113 طفلا بوفاة غدير.
وتحذّر منظمات أممية من أن استمرار الحصار ومنع المساعدات ينذران بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار المنظومة الطبية بالكامل.
ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، منع دخولها أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة وبكميات شحيحة جدا “لا تعد نقطة في محيط” وفق تقارير أممية ودولية.
ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي، شدد الاحتلال الإسرائيلي حصاره المفروض على قطاع غزة، وأغلق المعابر أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
الأمم المتحدة تؤكد حدوث المجاعة في محافظة غزة
أكد تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، تشارك فيه الأمم المتحدة، حدوث المجاعة في محافظة غزة وتوقع انتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية أيلول/ سبتمبر.
التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي قال إن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفا كارثية أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد.
وذكر التصنيف أن 1.07 مليون شخص آخر (54% من السكان) يواجهون المرحلة الرابعة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد “الطارئ”. ويواجه 396 ألفا (20% من السكان) المرحلة الثالثة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد “الأزمة”.
التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تضم وكالات من الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة. ويُصنف انعدام الأمن الغذائي في خمس مراحل، أشدها المجاعة التي تأتي في المرتبة الخامسة.
ويتوقع التصنيف تدهور الأوضاع في غزة في الفترة بين منتصف آب/أغسطس حتى نهاية أيلول/سبتمبر 2025 لتمتد المجاعة إلى دير البلح وخان يونس.
وخلال هذه الفترة يُتوقع أن يواجه نحو ثلث السكان (641 ألف شخص) ظروفا كارثية وهي المرحلة الخامسة للتصنيف. كما يُتوقع أن يستمر تفاقم سوء التغذية الحاد بشكل سريع.
وقالت وكالات الأمم المتحدة إن “التطورات الأخيرة، بما فيها تصاعد القتال وتكرار النزوح وتشديد الحظر على الوصول الإنساني، فاقمت الوضع الإنساني”.
وذكرت أن الأثر التراكمي لتلك العوامل دفع غزة إلى كارثة غير مسبوقة حيث يُقيد بشدة وصول غالبية السكان إلى الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الأساسية.
ويُعد ذلك أسوأ تدهور للوضع منذ أن بدأ التصنيف تحليل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في غزة، والمرة الأولى التي يتم فيها تأكيد حدوث مجاعة بشكل رسمي في منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت الأمم المتحدة ضرورة وقف المجاعة بكل السبل، وشددت على أهمية وقف إطلاق النار للسماح بالوصول الإنساني واسع النطاق وبدون عوائق لإنقاذ الأرواح.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إن حدوث المجاعة في غزة ليس لغزا، وإنها كارثة من صنع البشر وفشل للبشرية.
وأضاف في بيان صحفي أن المجاعة لا تتعلق فقط بالغذاء ولكنها انهيار متعمد للأنظمة الضرورية للبقاء على قيد الحياة.
وقال: “الناس يتضورون جوعا، الأطفال يموتون. ومن يتحملون واجب العمل، يفشلون. باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، على إسرائيل التزامات لا لبس فيها بموجب القانون الدولي بما في ذلك واجب ضمان وصول الإمدادات الغذائية والطبية للسكان. لا يمكن أن نسمح باستمرار هذا الوضع بإفلات من العقاب”.
وأكد غوتيريش في بيانه عدم السماح بمزيد من الأعذار وأن الوقت للعمل هو الآن وليس الغد. وقال: “نحتاج إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، الإفراج فورا عن جميع الرهائن والوصول الإنساني الكامل بدون عوائق”.
وتفاقم التجويع في غزة وارتفعت حصيلة وفيات سوء التغذية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 272 بينهم 113 طفلا.
ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، منع دخولها أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة وبكميات شحيحة جدا “لا تعد نقطة في محيط” وفق تقارير أممية ودولية.
ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي، شدد الاحتلال الإسرائيلي حصاره المفروض على قطاع غزة، وأغلق المعابر أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
وترتكب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و192 شهيدا، و157 ألفا و114 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين.
غوتيريش: المجاعة في غزة كارثة وفشلٌ للإنسانية
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه “في الوقت الذي يبدو فيه أن الكلمات قد استنفدت لوصف الجحيم القائم في قطاع غزة، تضاف كلمة جديدة: المجاعة”.
وأشار غوتيريش وفي بيان نشر على منصة (إكس)، يوم الجمعة، إلى أن “الأمر ليس سرا، إنها كارثة من صنع الإنسان وفشل للإنسانية”.
وكتب معلقا على تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للمجاعة في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها لأول مرة، أن “المجاعة لا تقتصر على الغذاء؛ إنها انهيار متعمد للأنظمة الضرورية لبقاء الإنسان. الناس يتضورون جوعا. الأطفال يموتون. ومن يقع على عاتقهم واجب التصرف يفشلون”.
وذكر السكرتير الأممي، أن “إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، عليها التزامات لا لبس فيها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك واجب ضمان إمدادات الغذاء والدواء للسكان”. موضحا أنه “لا يمكننا أن نسمح باستمرار هذا الوضع دون عقاب”.
وخلص غوتيريش إلى القول: “كفى أعذارا”، مشيرا الى أن “وقت التحرك ليس غدا، بل الآن”، لذا “نحتاج إلى وقف إطلاق النار حالا، الإفراج عن جميع الرهائن فورا ووصول إنساني كامل وغير مقيد”.
منظمات أممية: وقف إطلاق النار ضرورة ملحة وأخلاقية
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن وقف إطلاق النار بقطاع غزة بات “ضرورة ملحة وأخلاقية”.
جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته منظمات أممية وهي: الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الجمعة، عقب تأكيد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) وجود مجاعة في مدينة غزة.
وأكد غيبريسوس أن سوء التغذية المنتشر يتسبب في تفشي الأمراض التي تصبح قاتلة للأطفال خاصةً، وأن النظام الصحي الذي يديره عاملون في مجال الرعاية الصحية يعانون من الجوع والإرهاق، غير قادر على التعامل مع هذا الوضع، لافتا إلى أن غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والدواء لإنقاذ الأرواح وبدء عملية عكس مسار سوء التغذية.
ودعا البيان المشترك للمنظمات إلى “وقف فوري لإطلاق النار وإتاحة وصول إنساني دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن التجويع وسوء التغذية”.
وشدد على “الحاجة الملحة لاستجابة إنسانية شاملة، نظرا لتزايد عدد الوفيات بسبب الجوع والتدهور السريع في مستويات سوء التغذية الحاد، واستمرار معاناة مئات الآلاف من الأشخاص من انعدام الطعام لأيام”.
وذكر البيان الذي تناول أيضا المخاطر التي يشكلها الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة، أن “هذا سيسفر عن عواقب وخيمة أشد وطأة على المدنيين في المناطق التي تعاني أصلا من المجاعة”.
مسؤولة أوروبية: المجاعة في غزة حقيقية ويجب على إسرائيل السماح بوصول المساعدات
قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات حاجة لحبيب، إن المجاعة في قطاع غزة حقيقية وواقع قائم، وهو ما أكده تقرير تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، الذي تشارك فيه الأمم المتحدة.
وأضافت لحبيب في منشور لها على منصة “إكس”، يوم الجمعة، أن “الناس يموتون من الجوع، وبحلول نهاية سبتمبر، قد يواجه ما يقارب شخص من كل ثلاثة أشخاص في غزة المجاعة. وهذا سباق مع الزمن”.
وحثت لحبيب إسرائيل، للسماح بوصول مستمر المساعدات الإنسانية دون عوائق، وبشكل مستدام إلى جميع المحتاجين.
منظمة دولية: المجاعة وسوء التغذية الحاد في غزة وصل حده الأقصى
يتوقع أن تعلن منظمة “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”(IPC) التي تعمل من قبل الأمم المتحدة من أجل تعزيز تحليل الأمن الغذائي والتغذية لاتخاذ قرارات مستنيرة، اليوم الجمعة، عن “أسوأ سيناريو محتمل للمجاعة في قطاع غزة”.
وأفادت المنظمة في بيان، بأن “قطاع غزة يشهد حاليا أسوأ سيناريو للمجاعة. فقد اشتد الصراع والنزوح، وانخفضت إمكانية الحصول على الغذاء وغيره من السلع والخدمات الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة”.
وأضافت: “تشير الأدلة المتزايدة إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يُسهم في ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع. وتشير أحدث البيانات إلى أن استهلاك الغذاء في معظم أنحاء قطاع غزة قد بلغ حد المجاعة، بينما وصل سوء التغذية الحاد في مدينة غزة إلى حده الأقصى”.
وشددت المنظمة على أنه “ارتفع معدل سوء التغذية بشكل سريع في النصف الأول من تموز/يوليو. وقد أُدخل أكثر من 20 ألف طفل إلى المستشفيات لتلقي العلاج بسبب سوء التغذية الحاد، بين نيسان/أبريل ومنتصف تموز/يوليو، بينهم أكثر من 3000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد. وأفادت المستشفيات بزيادة سريعة في وفيات الأطفال دون سن الخامسة المرتبطة بالجوع، حيث سُجِّلت 16 حالة وفاة على الأقل منذ 17 تموز/يوليو”.
وقالت المنظمة، إنه “يجب اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الأعمال العدائية، وإتاحة استجابة إنسانية شاملة ودون عوائق، لإنقاذ الأرواح. هذا هو السبيل الوحيد لوقف المزيد من الوفيات والمعاناة الإنسانية الكارثية”.
الأمم المتحدة: عدد النازحين في غزة منذ آذار بلغ أكثر من 796 ألف شخص
أعلنت الأمم المتحدة، بلوغ عدد الفلسطينيين النازحين في غزة جراء الهجمات الإسرائيلية أكثر من 796 ألف شخص منذ منتصف آذار/ مارس الماضي.
وأشارت إلى أن ما يقرب من 17 ألف حالة نزوح سجلت الأسبوع الماضي.
وأوضحت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة دانييلا غروس، في تصريح صحفي، أن النزوح القسري زاد بسبب الهجمات الإسرائيلية، وأن ما يقرب من 17 ألف حالة نزوح جديدة في أنحاء غزة سجلت ما بين 12 و20 آب/ أغسطس الجاري.
وأضافت أنه بهذا الرقم يرتفع إجمالي عدد النازحين المسجلين منذ انتهاء وقف إطلاق النار في منتصف آذار/ مارس الماضي إلى أكثر من 796 ألف شخص.
وذكرت أن 95% من النزوح القسري يحدث في مدينة غزة، وأن الناس يفرون من شرق المدينة إلى جنوبها وغربها هربا من الهجمات الإسرائيلية.
ومنذ 11 آب/ أغسطس الجاري، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما واسعا على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، ضمن خطة إسرائيلية لإعادة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.
وفي 8 آب/ أغسطس، أقرت حكومة الاحتلال خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
وفي 20 تموز/ يوليو الماضي، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”، إن 88% من مساحة قطاع غزة البالغة حوالي 360 كيلومترا مربعا ويسكنها قرابة 2.3 مليون فلسطيني تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية تنطوي على تهجير قسري للفلسطينيين.
وترتكب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و192 شهيدا، و157 ألفا و114 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.
مفاوضات وقف إطلاق النار
بدأت المحادثات لتنسيق موعد وموقع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، فيما تستعد إسرائيل لإرسال فريقها المفاوض في الأيام القليلة المقبلة؛ بحسب ما أفادت القناة 12 العبرية مساء الجمعة.
وبحسب ما أوردت القناة 12، فإنه من المرجح أن تنعقد المفاوضات في موقع جديد؛ خلافا لجولات المفاوضات والمحادثات السابقة التي كانت تستضيفها الدوحة والقاهرة.
فيما أشارت إلى أن الفريق المفاوض الذي أدار المفاوضات في العاصمة القطرية، هو نفسه الذي سيجري محادثات حول صفقة شاملة مع الوسطاء.
ويعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تغيير اسم عملية احتلال مدينة غزة إلى “القبضة الحديدية”، فيما من المزمع أن يتم الشروع في إخلاء مدينة غزة يوم الأحد المقبل تمهيدا لبدء عمليات الجيش لاحتلالها.
ويستعد الجيش الإسرائيلي على الصعيدين العسكري والإنساني لتوسيع عملياته البرية في قطاع غزة واحتلال مدينة غزة. وتدرس إسرائيل إمكانية إقامة ممر وصول مباشر من منطقة المواصي إلى مستشفى ميداني في رفح أقامته الإمارات؛ بحسب القناة 12.
وقال نتنياهو مساء الخميس، إنه أوعز ببدء مفاوضات فورية لإبرام صفقة تبادل أسرى شاملة وإنهاء الحرب على غزة؛ وفق ما قال إنه “بشروط مقبولة على إسرائيل”.
وكانت حركة حماس قد أعلنت يوم الإثنين الماضي عن موافقتها على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل.
كما أعلنت قطر في وقت سابق أن رد حماس “إيجابي ويكاد يتطابق مع ما كانت قد وافقت عليه إسرائيل سابقا”، فيما أعلنت مصر عن تحقيق تقدم مهم، مشيرة إلى أن “الكرة أصبحت في ملعب إسرائيل”.