أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ686 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ158 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل حالتي وفاة جديدتين خلال الساعات الـ24 الماضية جراء المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي ضحايا المجاعة إلى 271 شهيدًا، بينهم 112 طفلًا.

ولليوم الـ11 على التوالي، تتعرض أحياء الزيتون والصبرة في مدينة غزة لغارات جوية وقصف مدفعي متواصل، فيما شهدت جباليا شمالي القطاع تصعيدًا عسكريًا واسعًا، مع توغل قوات الاحتلال في الأحياء وفرض سيطرتها بالنار، ترافقه غارات استهدفت شارع البنا في النزلة ومحيط الشارع الثالث في الشيخ رضوان، إضافة إلى عيادة الصبرة جنوب المدينة، وتدمير عدد من منازل المواطنين شمالًا.

بالتوازي، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بدء “المراحل الأولى من الهجوم على مدينة غزة”، مؤكدًا السيطرة شبه الكاملة على القطاع.

وقال إن العملية انتقلت إلى المرحلة الثانية تحت اسم “عربات جدعون 2″، بعد مصادقة المستوى السياسي، مع استدعاء 60 ألف جندي احتياط، دون تحديد موعد التنفيذ.

ويأتي هذا التصعيد بينما تنتظر الأطراف الوسيطة رد إسرائيل على مقترح تهدئة قبلته حركة حماس منذ الإثنين الماضي. غير أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تجاهل المقترح وأعلن المضي في احتلال المدينة بزعم القضاء على معاقل الحركة، في حين اعتبرت حماس استمرار الحرب “جريمة حرب مكتملة الأركان”، مؤكدة أن نتنياهو يشكل العقبة أمام أي اتفاق ولا يهتم بمصير الأسرى.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 أعلنت مصادر طبية، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 62,192، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 157,114، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 70 شهيدا، و356 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 10,646 شهيدا، و45,073 مصابا.

وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 18 شهيدا، والإصابات 117، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,036، والإصابات إلى 15,046.

وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، حالتي وفاة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 271 من ضمنهم 112 طفلًا.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 استشهد 8 مواطنين، بينهم أربعة أطفال، مساء يوم الخميس، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مجموعة مواطنين بمدينة غزة.

وقالت مصادر محليةإن طيران الاحتلال الإسرائيلي جدد غاراته على حي الصبرة في مدينة غزة، وقصف مجموعة من المواطنين، ما أدى لاستشهاد 8 مواطنين، بينهم 4 أطفال، وإصابة 14 آخرين.

وكان طيران الاحتلال استهدف في وقت سابق مجموعة مواطنين في الحي ذاته، ما أدى لاستشهاد 3 مواطنين.

وكانت مدفعية الاحتلال استهدفت في وقت سابق، المنطقة الشرقية من حي الشيخ رضوان، ما أدى لاستشهاد طفلة وإصابة آخرين بجروح بينهم أطفال.

استشهد، مساء يوم الخميس، 3 مواطنين في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مجموعة مواطنين في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

وقالت مصادر محلية إن طيران الاحتلال قصف مجموعة مواطنين في حي الصبرة، ما أدى لاستشهاد 3 مواطنين.

 استُشهدت طفلة وأصيب آخرون بينهم أطفال، يوم الخميس، في قصف الاحتلال الإسرائيلي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن مدفعية الاحتلال استهدفت المنطقة الشرقية من حي الشيخ رضوان، ما أدى إلى استشهاد طفلة وإصابة آخرين بجروح بينهم أطفال.

استشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون بجروح بينهم خمسة من منتظري المساعدات، يوم الخميس، في قصف ونيران الاحتلال الإسرائيلي في حي التفاح شمال شرق غزة وشارع صلاح الدين وسط القطاع، ومدينة خان يونس جنوبا، وشمال رفح.

وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 5 مواطنين من عائلة الأسطل في قصف مسيرة للاحتلال منطقة شمال غرب مدينة خان يونس.

وأضافت، أن ثلاثة مواطنين استشهدوا وأصيب آخر بجروح، جراء استهداف الاحتلال تجمعات المواطنين قرب مركز مساعدات على شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، فيما استشهد شقيقان برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات شمال رفح.

كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون بجروح حرجة جراء قصف مسيرة للاحتلال تجمعا للمواطنين في منطقة الزرقا بحي التفاح شمال شرق مدينة غزة.

وواصل الاحتلال عمليات النسف في حيي الزيتون شرق مدينة غزة، والصبرة وسط وجنوب المدينة، وجباليا شمال القطاع.

 أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، يوم الخميس، وفاة مواطنين، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، سجّلتها مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأفادت المصادر الطبية، بأن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 271 شهيدا، من بينهم 112 طفلا.

يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.

“أوتشا”: تفاقم المجاعة وسوء التغذية وأزمة المأوى في قطاع غزة

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تزداد سوءًا، حيث “يُقتل ويصاب الفلسطينيون يوميًا، كما يستمر تفاقم المجاعة وسوء التغذية”.

وحذر مكتب الأمم المتحدة في بيان له، من هناك أزمة كبيرة في أماكن الإيواء، حيث إن تلبية احتياجات المأوى الحالية لنحو 1,4 مليون شخص تتطلب 3500 شاحنة محملة بالخيام والأغطية البلاستيكية والمستلزمات المنزلية الأساسية، وذلك دون حساب أي نزوح مستقبلي يزيد الاحتياجات، فيما لا يزال إيصال هذه الإمدادات يشكل تحديًا بسبب القيود المستمرة المفروضة.

ودعا إلى تسهيل العمل الإغاثي والإنساني، مشددًا على ضرورة إبقاء المعبر المؤدي إلى الشمال وإلى مدينة غزة لوصول مواد الإيواء.

مفاوضات وقف إطلاق النار

قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في كلمة مصورة مساء يوم الخميس، إنه أوعز ببدء مفاوضات فورية لإبرام صفقة تبادل أسرى شاملة وإنهاء الحرب على غزة، وفق ما قال إنه “بشروط مقبولة على إسرائيل”.

تأتي أقوال نتنياهو لدى وصوله إلى مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، من أجل المصادقة على خطط احتلال مدينة غزة، في جلسة مع وزير الأمن، يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش إيال زامير.

وذكر “نحن في مرحلة الحسم. جئت اليوم إلى فرقة غزة من أجل المصادقة على الخطط التي عرضها علي الجيش ووزير الأمن للسيطرة على مدينة غزة وهزيمة حماس”.

وعبر نتنياهو عن “تقديره” لالتحاق جنود الاحتياط للخدمة العسكرية، والقوات النظامية من أجل “هذه المهمة الحيوية”.

وتابع “في المقابل أوعزت ببدء مفاوضات بشكل فوري للإفراج عن جميع المختطفين وإنهاء الحرب بشروط مقبولة على إسرائيل. هذان الأمران (هزيمة حمس والإفراج عن مختطفينا) يسيران جنبا إلى جنب”.

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي عادة ما يعمم تصريحات على وسائل الإعلام حول المفاوضات، إن “رئيس الحكومة سيأمر مع تحديد موقع إجراء المفاوضات، بإرسال فريق لإجراء مفاوضات على كل المختطفين الأحياء وجثث القتلى على حد سواء، وعلى إنهاء الحرب وفق شروط إسرائيل”.

وفي السياق، أوردت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول رفيع، قوله إن “إسرائيل لن ترسل الفريق المفاوض في هذه المرحلة إلى القاهرة أو الدوحة.”

ويأتي ذلك كأول رد إسرائيلي رسمي بعد أن أعلنت حركة حماس يوم الإثنين الماضي موافقتها على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع تل أبيب.

وأعلنت قطر في وقت سابق أن رد حماس “إيجابي ويكاد يتطابق مع كانت قد وافقت عليه إسرائيل سابقا”، فيما أعلنت مصر عن تحقيق تقدم مهم، مشيرة إلى أن “الكرة أصبحت في ملعب إسرائيل”.

 

شاركها.