أمد/ في مثل هذا اليوم من كل عام تأتي علينا الذكري الأليمة لإحراق المسجد الأقصى المبارك، ولا تزال الحرائق الصهيونية الوحشية الإجرامية متواصلة تَجلت في أبشع صورها للعالم، وذلك بعد يوم السابع من أكتوبر من عام 2023م، من خلال قيام العدو الصهيوني بشن حرب إبادة وحشية على الشعب الفلسطيني في غزة، ولا تزال الإبادة مُستمرة، في ظل عجز عربي، وإسلامي، وعالمي عن وقف المحرقة، والإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة المكلومة. وحاليًا يسابق العدو الصهيوني النازي الزمن، ويعمل على قدمٍ، وساق، سعيًا لتهجير ، وترحيل الشعب بغزة، وكذلك تتواصل الجرائم الصهيونية في المسجد الأقصى المبارك، عبر الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك ومحاولات تهويده، والتضييق على المقدسيين وخنقهم، والسيطرة بالقوة على منازلهم، وإبعادهم عن المدينة المقدسة. وكل تلك الممارسات الفاشية الصهيونية لن تجلب أمنًا، ولا سلامًا لعصابة الاحتلال الذي تغول وتوحش في جرائمه. يصادف اليوم الخميس الموافق 21 من شهر أب أغُسطس ذكري مريرة، وأليمة على قلوبنا؛ حيثُ وفي مثل هذا اليوم حصلت جريمة صهيونية بشعة تقشعر لها الأبدان، لن، ولم ننساها، رغم مضي أكثر من نصف قرن!؛ لأنها كانت وستبقي ذكري أليمة سوداء ألقت بظلامها، وظلالها السوداء على كل الأمة العربية، والإسلامية؛ وذلك حينما تعرض المسجد الأقصى المبارك لجريمة إحراقه حينما اقتحم المستوطن الصهيوني المجرم المتطرف المدعو: (دينيس مايكل روهان) المسجد الأقصى المبارك من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي للمسجِدْ الأقصى؛؛ كان هذا العمل الإجرامي الرهيب ضمن سلسلة من الإجراءات الإرهابية التي قامت بها عصابة الاحتلال الإسرائيلي المجرم منذ عام النكبة 1948م، سعياً منهُم لطمس الهوية التاريخية، والإسلامية لمدينة القدس، وتهويد وهدم المسجد الأقصى المبارك!؛ حيثُ لا تزال تلك الذكري الأليمة ماثلة في الذاكرة والوجدان، تّعتصر لِلوُعتها قلوبنا ألمًا علي ما جري، ولازال يجري لمدينة القدس المحتلة؛ وإن ما يجري اليوم من صمت عربي، وتطبيع، هو انبطاح أمام الأعداء، وخاصة بعد إعلان الاحتلال ضم القدس، واستعار نار الحملات المسعورة والتي تستهدف تهويد وهدم وتدمير المسجد الأقصى المبارك مسري، ومعراج النبي صل الله عليه وسلم!؛ وجريمة إحراق المسجد متواصلة منذ ذلك الوقت وحتى الآن ولكن بأشكال متنوعة، وبطرائق متعددة، ومختلفة!؛؛ وتزداد، وتستّعِر، وتشتعل الحملة الصهيونية البشعة علي مدينة غزة، والضفة، ومدينة القدس، والمسجد الأقصى المبارك، وسكان المدينة من المقدسيين، والذين يتعرضون لشتي صنوف التنكيل، والتعذيب والإرهاب، وهدم بيوتهم، ويتعرض المسجد كذلك للتقسيم المكاني، والزماني ولمحاولة هدمه!؛ وتتواصل يوماً بعد يوم، وتتسع عمليات التهويد، والتهجير لسكان القدس، واقتحامات المستوطنين اليهود المتطرفين يومياً للمسجد الأقصى المبارك تحت رعاية، وحماية عصابة جيش المحتلين، وبزعامة الإرهابي وزير العصابة الصهيوني المتطرف:” ايتمار بن غفير “، كما تتواصل الحفريات الصهيونية أسفل أساسات أعمدة المسجد الأقصى المبارك سعيًا منهم لهدمه!؛ضمن مخُطط تهويدي يسير بشكل متدرج، ومتدحرج، وبوثيرة متسرعة مستمرة، ومتواصلة من الجرائم الصهيونية البشعة، ومحاولتهم احتلال مدينة غزة بشكل كامل، من خلال تواصل القصف والتجويع وعملية إبادة الشعب، وصولاً لتهجير من بقى من سكانها!؛ تجرى كل تلك الجرائم في وضح النهار، وتوجت في إدانة محكمة الجنايات الدولية لعصابة قادة العدو الصهيوني المجرمين، وسُطرت في سجلٍ كبير حافلٍ بالجرائم السوداء لعصابة الاحتلال المتوحش؛ والذي يرتكبها ليلاً، ونهاراً وجهاراً عبر إرهاب دولة منظم من قبل عصابة حكومة الكافر الفاجر السفاح القاتل نتنياهو، ومن يقف خلفه، ومعهُ من عصابة الحكومة الصهيونية اليمينية الإرهابية المتطرفة. لذلك فإن تلك الجرائم المُّستعرة المتصاعدة وجرب الإبادة دمرت حياة كل الشعب الفلسطيني عموماً والمقدسين خاصة؛ وإن ما يحدث الآن من حرب إبادة للشعب الأعزل في غزة؛ ويتزامن ذلك مع ما يجرى في مدن الضفة الغربية المحلة، وفي مدينة القدس المحتلة عموماً، وفي المسجد المبارك خصوصاً من جرائم صهيونية إرهابية متواصلة.. وكل ما يدور يعتبر وصمة عار في وجه الاحتلال البغيض؛ ولن تتوقف تلك الجرائم الوحشية الصهيونية طالما لا يوجد موقف عربي إسلامي حازم، وجازم ضد جرائم الكيان الصهيوني، ومن خلال تعزيز صمود أهل غزة، وتعزيز صمود المقدسيين الأبطال، ومن خلال وحدتنا الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وإنهاء الانقسام الأسود؛ وبوقف كل أنواع التطبيع العربي مع كيان الاحتلال، ومن خلال الدعم العربي، والإسلامي بكافة السبل لدعم صمود أهل فلسطين من الغزيين، والمقدسيين، والضفة، والتوجه لكل المؤسسات الدولية لفضح جرائم المحتلين، وعبر الاتفاق على ألية موحدة يتفق عليها الجميع لمقاومة الاحتلال؛ لأن الهجمة الصهيونية الإرهابية وحرب الإبادة المستمرة على غزة، وكذلك تهويد الضفة، والمسجد الأقصى المبارك تجاوزت جرائمهم كل الخطوط الحمراء، وتسكب الزيت على النار لإشعال حرب دينية شعواء في المنطقة العربية والإسلامية برمتها!؛ وإن كل ما سبق يتطلب من الأمة العربية والإسلامية أن تتوحد، وتفيق من نومها العميق، وعلي جامعة الدول العربية، ومنظمة العالم الإسلامي، وكل المنظمات الدولية، وأحرار العالم التحرك، والوقوف وقفة جادة لوقف حرب الإبادة على غزة، ووقف التهويد في الضفة، ووقف العدوان على المسجد الأقصى المبارك، والذي يعُد أقدس بقاع في الأرض بعد مكة المكرمة، والمدينة المنورة؛ والمسجد الأقصى المبارك البركة فيه ثلاثية الأبعاد فهي شملت المكان، واشتملت أيضا الزرع، والضرع، والثمار، و بركة المؤمنين (والمؤمنات) الموحدين المرابطين فيها إلى أن يشاء الله، ومن عظمة هذا المسجد ما جاء في الحديث الشريف عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: “قلت يا رسول الله أي مسجد بنى في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون عاماً”؛؛ فلم تكن القدس قبل الإسلام ولا في أي تاريخ مضي حاضرة إلا في أوهام كّتبِةْ التوراة وخرافات وأكاذيب مفسريها الذين يسوقون الأكاذيب، والتي تساوقت معها إدارة ترمب المتصهينة مدُعين زوراً وبهتانًا أن الأقصى هو “جبل الهيكل”!!؛ والذي لم يُستدل عليه بأي دليل، ولا بحبة رمل واحدة تدل على وجود لهم، لا تاريخيًا، ولا علمياً في القدس أو غيرها من فلسطين؛!.
إن قطعان المستوطنين المحتلين لا يزالون يعيثون فسادًا في كل فلسطين المحتلة بزعامة المجرم السفاح النازي نتنياهو والذي يحمل فكر العنصرية والتطرف، والإرهاب، والإجرام!؛ فهل تستيقظ الأمة لإنقاذ ما تبقى من شعب غزة قبل تهجير من بقى منهم، وكذلك الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك قبل فوات الأوان، وإن قصروا فإن لغزة وللضفة و للأقصى ربٌ يحَمِيه، وإن توحش عصابة الاحتلال الصهيوني المجرم، وقتلهِ النساء والأطفال، وتدمير المساجد وإحراقها إفسادهم في الأرض المقدسة المباركة لهو خير مؤشر ونذير شؤم، ودليل على قرب زوال هذا الكيان الغاصب.