من بين 17 مليون طفل في سن الدراسة داخل السودان لم يعد سوى 3 ملايين إلى مقاعدهم الدراسية، بينما ظل 14 مليون خارج المدارس، بينهم 6 ملايين كانوا محرومين من التعليم قبل اندلاع الحرب، فيما لم يتمكن 8 ملايين طفل من العودة منذ تفجر الصراع. وفقاً لبيانات اليونسكو

كمبالا: التغيير

أعلنت منظمات دولية شريكة في قطاع التعليم، عن تدشين خطة التعليم الانتقالية 2025 2027 في السودان اليوم الخميس، خلال فعالية افتراضية عبر منصة زووم، مؤكدة أن تنفيذ الخطة يحتاج إلى 580 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، وسط تحذيرات من فقدان جيل كامل نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، والتي أدت إلى إغلاق نحو ثلثي المدارس وحرمان ملايين الأطفال من التعليم.

وبحسب بيانات اليونسكو، من بين 17 مليون طفل في سن الدراسة داخل السودان لم يعد سوى 3 ملايين إلى مقاعدهم الدراسية، بينما ظل 14 مليون خارج المدارس، بينهم 6 ملايين كانوا محرومين من التعليم قبل اندلاع الحرب، فيما لم يتمكن 8 ملايين طفل من العودة منذ تفجر الصراع. كما أظهرت الأرقام أن المدارس المفتوحة لا تتجاوز الثلث، وأن ملايين المعلمين ما زالوا بلا رواتب لأكثر من عامين.

التعليم منقذ للحياة

افتتحت المديرة العامة المساعدة للتعليم في اليونسكو، ستيفانيا جيانيني، الجلسة مؤكدة أن التعليم “منقذ للحياة” في أوقات الأزمات، حيث يحمي الأطفال من العنف ويوفر لهم الاستقرار. وشددت على أن الخطة الانتقالية تمثل المخطط الأساسي لإعادة بناء التعليم والمجتمع في السودان، مع إعطاء الأولوية للفتيات والنازحين والفئات الأكثر هشاشة، لافتة إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 272 مليون دولار تحتاج إلى سد عاجل من المانحين.

الخطة الانتقالية تمثل المخطط الأساسي لإعادة بناء التعليم والمجتمع في السودان، مع إعطاء الأولوية للفتيات والنازحين والفئات الأكثر هشاشة

المديرة العامة المساعدة للتعليم في اليونسكو

من جانبه أعرب مسئول مكتب التعليم بمكتب اليونسكو في الخرطوم، أيمن بدري، عن امتنانه لكل من ساهم في إعداد وتنفيذ خطة التعليم الانتقالية خلال العامين الماضيين، مؤكداً أن الخطة جاءت نتيجة جهود دؤوبة من الشركاء والمانحين ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والسلطات المحلية والمعلمين وأولياء الأمور.

وأكد المسئول بدري التزام المكتب بالعمل على تنفيذ الخطة وضمان استقرار الدعم اللازم، داعياً السودانيين داخل السودان وخارجه إلى مناصرة جهود التعليم والمساهمة في تعزيز استدامة البرامج، معتبراً ذلك أولوية أساسية لمستقبل وخاطر السودان.

إعادة بناء المجتمعات

قالت المديرة التنفيذية لمركز جنيف العالمي للتعليم في حالات الطوارئ، بيترا هوسر، إن الخطة لا تقتصر على إعادة فتح المدارس فحسب، بل تمثل خطوة في إعادة بناء المجتمعات وتعزيز التماسك الاجتماعي، مشيدة بدعم الشركاء الدوليين مثل الاتحاد الأوروبي، البنك الدولي، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، برنامج الغذاء العالمي، والشراكة العالمية من أجل التعليم.

وأكد المدير الإقليمي للشراكة العالمية من أجل التعليم، بيلاي أديس، أن المنظمة دعمت السودان منذ 2012، وأن الخطة الانتقالية تمثل إطارًا مشتركًا لتحديد الأولويات وتوجيه الجهود الإنسانية والتنموية تحت رؤية واحدة، بالتعاون مع منظمات محلية ودولية مثل اليونيسف وإنقاذ الطفولة والبنك الدولي والتحالف السوداني من أجل التعليم للجميع.

وفي رسالة مسجلة، قالت الرئيسة التنفيذية للشراكة العالمية من أجل التعليم، لورا فريجينتي، إن أكثر من نصف مدارس السودان مغلقة أو تحولت إلى ملاجئ، فيما يقف ملايين الأطفال محرومين من حق أساسي هو التعليم، مؤكدة أن الشراكة دعمت إعادة فتح المدارس منذ 2023 من خلال توفير مساحات تعلم آمنة، التعليم الإلكتروني، الكتب والألعاب، إضافة إلى المياه والصرف الصحي والدعم النفسي والاجتماعي للطلاب والمعلمين.

أكثر من نصف مدارس السودان مغلقة أو تحولت إلى ملاجئ، فيما يقف ملايين الأطفال محرومين من حق أساسي هو التعليم

الرئيسة التنفيذية للشراكة العالمية من أجل التعليم

أزمة المعلمين وخطر فقدان جيل

بالمقابل شدد منسق مجموعة التعليم العالمية المعين من قبل اليونيسف ومنظمة إنقاذ الطفولة، فريدريش أفالتر، على أن السودان يواجه خطر فقدان جيل كامل، مشيرًا إلى أن غياب الأطفال عن المدرسة لأكثر من عامين يقلل فرص عودتهم ويؤثر على نموهم الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي، مضيفًا أن آلاف المعلمين بلا رواتب وأن 14 ولاية تشهد توقفًا شبه كامل للمدفوعات، الأمر الذي جعل المعلمين أنفسهم بحاجة ماسة إلى الدعم والتعافي.

ثلاثة سيناريوهات وتكاليف مرتفعة

تمثل جسرا بين الاستجابة الإنسانية وتطوير القطاع التعليمي، مع تركيز على المساواة بين الجنسين والحماية ودمج الأطفال ذوي الإعاقة

وتقوم على ثلاثة سيناريوهات رئيسية. ففي السيناريو الأول الخاص بالاستقرار يتم إعادة فتح 80 في المئة من المدارس مع استهداف 10.5 مليون طفل وشاب، بينهم 7.5 مليون عبر التعليم الرسمي و3 ملايين عبر التعليم غير الرسمي.

أما السيناريو الثاني وهو سيناريو الوضع الراهن فيتضمن إعادة فتح 20 في المئة من المدارس مع استهداف 7.5 مليون طفل وشاب، بينهم 1.9 مليون عبر التعليم الرسمي و5.6 مليون عبر التعليم غير الرسمي، وتبلغ تكلفته الإجمالية 579 مليون دولار.

وفي السيناريو الثالث الذي يمثل التدهور يتم إعادة فتح 10 في المئة فقط من المدارس مع استهداف 7 ملايين طفل وشاب، بينهم مليون واحد عبر التعليم الرسمي و6 ملايين عبر التعليم غير الرسمي.

وتتضمن الخطة آلية للرصد والتقييم من خلال مراجعات نصف سنوية في أكتوبر وفبراير، إلى جانب استراتيجية للاتصال وبرامج للمناصرة وتعبئة الموارد، بالتنسيق مع خطط الاستجابة الإنسانية وخطة اللاجئين والبرامج الممولة من الشراكة العالمية للتعليم والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى برامج جديدة تمتد من 3 إلى 5 سنوات.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.