أمد/ تل أبيب: قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي يوم الخميس، إن بلاده تمارس ضغوطًا قوية على الدول الأوروبية لمنعها من الاعتراف بدولة فلسطين. مؤكدًا أن واشنطن لا تنوي المشاركة فيما وصفه بـ “اللعبة السخيفة” التي تؤدي فقط إلى تأخير إطلاق سراح الرهائن.
وأوضح السفير الأمريكي في لقاء مع الإذاعة العبرية الرسمية “كان”، أن مناقشات أوروبا حول اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية أوقفت المفاوضات مع حركة حماس، محذرًا من أن أي اعتراف أوروبي سيقابله إعلان إسرائيلي للسيادة على أجزاء من الضفة الغربية، وهو ما سيقوّض كل الاتفاقيات القائمة، ويعد انتهاكًا لاتفاقيات أوسلو بشأن الإجراءات الأحادية.
وأضاف، أن هذا التحرك الأوروبي قد يبدو مفيدًا للبعض، لكنه في الواقع يسبب ضررًا كبيرًا.
قرار صعب
وأردف السفير الأمريكي لدى إسرائيل، أن بلاده لا تملي على إسرائيل قراراتها بشأن الحرب في غزة أو المفاوضات مع حركة حماس، مشددًا على أن القرار يعود لتل أبيب وحدها.
وأوضح، أنه من غير الحكمة تقديم نصائح مباشرة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بشأن قراراته، مشيرًا إلى ضرورة التأكد أولًا من جدية حركة حماس في التوصل إلى اتفاق.
وأضاف أن التجربة السابقة أظهرت أن حركة حماس غالبًا ما تغير شروط أي اتفاق في اللحظة الأخيرة، معربًا عن أمله في ألا تتكرر هذه الحالة هذه المرة. وأكد أن الموقف الأمريكي واضح: “يجب إعادة جميع الرهائن، ولا يمكن السماح لحركة حماس بالبقاء في السلطة”.
وأضاف السفير أن الولايات المتحدة ليست في موقع يسمح لها بفرض قرارات على إسرائيل، مشيرًا إلى أن تل أبيب ستتخذ القرار الأنسب لمصلحتها والرهائن.
وأكد أن هذا القرار صعب للغاية، وسيجد مؤيدين ومعارضين على حد سواء، موضحًا أن المعاناة الحالية في غزة ليست بسبب إسرائيل، بل نتيجة تصرفات حركة حماس. وفق قوله.
وفيما يخص شروط أي اتفاق محتمل، أوضح هاكابي أنه ليس في موقع يمكّنه من تحديد التفاصيل بدقة، مشيرًا إلى أن المعلومات المتوفرة غير كاملة. وأكد أن موقف الولايات المتحدة يقوم على ضرورة اختفاء حركة حماس، مشبهًا الأمر بمغادرة النازيين لمراكز قوتهم بعد الحرب العالمية الثانية. وفق تعبيره.
وأضاف أن ما حدث في الـ7 من أكتوبر 2023 لا يمكن التسامح معه، ولا يمكن ترك حركة حماس كما هي ومنحها شعورًا بالنصر، بعد أن قتل مقاتلو الحركة 1200 شخص واختطفوا 250 آخرين.
لا إطار زمنياً لحرب غزة
وعند سؤاله عن موعد نهائي لإنهاء الحرب، قال هاكابي إنه ليس من المناسب تحديد جدول زمني. وأوضح أن السؤال الأهم هو تحديد الهدف، مؤكدًا أنه إذا كان الهدف هو منع تكرار أحداث الـ7 من أكتوبر 2023، فلا يمكن وضع إطار زمني محدد لذلك.
وعندما سئِل السفير الأمريكي لدى إسرائيل، عن الوضع الإنساني في غزة، أكد أنه على دراية بوجود أشخاص يتضورون جوعًا في القطاع، مشيرًا إلى أنه لم يسمع عن أي تقارير موثقة لمجاعة جماعية، لكنه متأكد من معاناة السكان.
وأوضح أن السبب الرئيسي لهذا الجوع هو سيطرة منظمة مسلحة، تقوم بأخذ الطعام وبيعه بدلًا من توزيعه على المحتاجين. كما انتقد هاكابي الأمم المتحدة، معتبرًا أن آليتها غير فعالة إلى درجة أن 92% من المساعدات تسرق قبل أن تصل إلى من يحتاجها فعليًّا.