أمد/ #الطموح:
الطموح هو الدافع الداخلي للارتقاء وتحقيق أهداف واضحة، مرتبط بالوعي الذاتي والالتزام بالقيم. الطموح المنضبط يولّد إنجازات مستدامة، ويوازن بين رغبة الفرد في التفوق واحترام حقوق الآخرين والحدود الاجتماعية.
مثال: موظف يسعى للارتقاء في مؤسسة عبر تحسين مهاراته وعلاقاته بزملائه، ويحترم سياسات المؤسسة والقوانين المهنية.
#من الطموح إلى الجموح المنفلت:
عندما يفتقر الطموح إلى الضبط الداخلي أو الدعم المجتمعي، قد يتحول إلى جموح منفلت على كافة المستويات:
*على مستوى الفرد: موظف جامح يسعى لتحقيق طموحه بلا ضبط، قد يستخدم المكائد والحيل لإظهار تفوقه، متجاهلًا أثر ذلك على زملائه.
*على مستوى المؤسسة: تصرفات الفرد الجامح قد تُلهم الآخرين أو تُجبرهم على تقليدها، ما يؤدي إلى بيئة عمل فوضوية وسامة.
*على مستوى الدولة والدولي: إذا وصل شخص جامح إلى قيادة دولة، تصبح القرارات المتسرعة وغير المنضبطة تهدد الملايين داخليًا، وتخلق سياسات فوضوية. تمتد التأثيرات دوليًا، فتظهر توترات، صراعات، كوارث وحروب تؤثر على استقرار المنطقة والعالم. غياب الرقابة والضوابط يجعل الأثر كارثيًا، ويزيد احتمالية تفاقم النزاعات والصراعات الدولية.
#التصويب والتحويل:
*الفرد: النصح والإرشاد، التوجيه الواعي، وتعزيز الثقة بالنفس والوعي الذاتي.
*المجتمع والمؤسسة: معاقبة الأفراد الأكثر جموحًا لردع الآخرين، التشديد على القوانين والحدود، والتوعية الجماعية.
*على مستوى الدولة والدولي: المؤسسات القوية، القوانين الرادعة، المساءلة المستمرة، الرقابة الدولية، العقوبات، والضغط الدبلوماسي، لضمان أن الطاقة الجامحة تتحول إلى طموح منضبط يخدم المجتمع والمنطقة بأسرها.
#الهدف:
الحفاظ على التوازن بين طاقة الطموح وبين حدود الضبط، لتحويل الجموح المنفلت إلى طموح منضبط ينتج إنجازًا حقيقيًا ومستدامًا، سواء على مستوى الفرد، المؤسسة، الدولة، أو المجتمع الدولي.
#خاتمة:
إن الجموح المنفلت ليس مجرد اندفاع، بل انعكاس للطموح بلا ضوابط أو وعي. وتحويل هذه الطاقة إلى طموح منضبط يحتاج إلى توازن دقيق بين النصح الفردي والإرشاد المؤسسي، وبين الضبط الاجتماعي والتوجيه الأخلاقي. حين نفهم هذا التوازن، نستطيع بناء مؤسسات قوية وأفراد واعين، ويصبح الطموح قوة بنّاءة بدل أن يكون جموحًا مؤذيًا. أما إذا وصل الجموح الجامح إلى قيادة الدولة بلا ضوابط، فإن الأثر يمتد ليشمل المجتمع كله والدول المجاورة، ويصبح التصويب والمساءلة—سواء داخليًا أو دوليًا—أمرًا حتميًا للحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدولي.
الجموح المنفلت، إن لم يُضبط، قد يحرق كل ما حوله قبل أن يحرق نفسه.