شارك المصور الصحفي، إبراهيم باسط نقد الله صورة مؤثرة لجثة مجهولة في السودان، مؤكدًا أن الحرب أجبرته على توثيق الحقيقة كما هي، دون تجميل أو تبرير، في واحدة من أصعب اللحظات خلال مسيرته المهنية.
وتظهر الصورة التي التقطها جثة متحللة، وتظهر فيها ملامحها غير محددة، في مشهد صامت يعكس حجم المعاناة الإنسانية والدمار الذي تسببت به الحرب على المدنيين.
في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف المصور إبراهيم باسط اللحظة التي التقط فيها الصورة قائلاً: “الصورة دي صورتها في السودان… جثة متحللة، مجهولة الاسم والملامح، لكن أكيد ما مجهولة عند أهله وكل الناس البتعرفو… لمن صورت الصورة دي كنت بسأل نفسي: دا منو؟ أهلو وين؟ يا ترى عارفين إنو مات؟ ظروفو شنو؟”
وصادف يوم أمس الموافق 19 أغسطس اليوم الدولي للتصوير، الذي يُحتفل به عالميًا لتسليط الضوء على قوة الصورة في توثيق الأحداث ونقل الحقائق.
في ظل النزاع السوداني المستمر منذ أبريل 2023، أصبح عمل المصورين الصحفيين مخاطرة يومية، إذ يحاولون توثيق المعاناة الإنسانية ومأسات المدنيين وسط بيئة خطرة، لتصل أصواتهم إلى العالم وتؤكد على ضرورة إنهاء الصراع وحماية المدنيين.
توثيق الحقيقة
وأضاف باسط أن هذه اللحظة كانت الأصعب في مسيرته، حيث اضطر إلى “إيقاف مشاعره ومحاولة توثيق الحقيقة كما هي… بدون تجميل… بدون تبرير”، رغم مرور سنوات من العمل الصحفي ومواجهة مشاهد صادمة لا تُنسى.
وأكد باسط أن الحرب المستمرة في السودان تستدعي التوقف العاجل للقتال، مشددًا على ضرورة بناء السودان على أسس تحترم الإنسان، “ما تحولو لصورة جثة مجهولة في أرض مهجورة”.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، تحولت المدن والقرى إلى ساحات نزاع، وعانى المدنيون من فقدان واسع للأمان والحياة اليومية، بما في ذلك انقطاع الغذاء والمياه والكهرباء وتعطل المستشفيات والمدارس.
وفي هذا السياق الخطير، يضطر المصورون الصحفيون للعمل وسط مخاطر يومية لتوثيق معاناة المدنيين، مستخدمين الكاميرا كأداة لنقل الحقائق والضغط على المجتمع الدولي، وتوثيق الواقع الإنساني القاسي الذي يعيشه المدنيون يوميًا.
التغيير
المصدر: صحيفة الراكوبة