09:48 م


الثلاثاء 19 أغسطس 2025

كتب محمود الشوربجي:

شهدت منطقة الطوابق بالجيزة، جريمة قتل مأساوية حينما أقبلت سيدة على قتل زوجها، ومحاولة إخفاء معالم الجريمة بإشعال النيران بمحتويات الشقة وطمس آثار الجريمة.

في حلقة جديدة من “دماء في عش الزوجية” التي يتناولها “مصراوي” من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة، نروي تفاصيل مقتل موظف على يد زوجته في عام 2020.

تفاصيل الواقعة بدأت حينما اشتم الأهالي رائحة الدخان التي تسود الأجواء، فألسنة النيران تلتهم شقة بإحدى العقارات لتنتهي الأحداث المتتالية باكتشاف جريمة قتل ضحيتها رجل خمسيني.

نحو 3 سيارات إطفاء توقفت أمام العقار محل الواقعة، لتنفيذ عملية الإخماد، كسر رجال الإطفاء باب الشقة بالطابق الثاني، ليباشروا مهمتهم، لكن المفاجأة كانت داخل غرفة النوم بالعثور على جثة. بعدها تم استدعاء رجال المباحث لوجود شبهة جنائية في الوفاة لاسيما آثار “ريم” من فم الضحية ما يرجح إصابته بحالة تسمم.

وكشفت المعاينة عن شبه تفحم جثة المتوفى الذي يبلغ من العمر 55 سنة، بعد أن التهمت النار محتويات الشقة حديثة التشطيب إلا أن ثمة شيء كان محل دهشة “زوجة الراجل ده فين؟”.

تم جمع التحريات حول علاقة الزوجين وسماع أقوال الجيران وحارس العقار الذين تجمعوا لحظة نقل رجال الإسعاف الجثة لإيداعها المشرحة تحت تصرف الطب الشرعي.

تبين من المعلومات أن الخمسيني تزوج من فتاة تدعى “فاطمة” تبلغ من العمر 22 سنة، وهي الزوجة الرابعة له، واستأجر لها تلك الشقة منذ نحو عام بعيدا عن مسقط رأسه بمحافظة سوهاج.

الأمور لم تسير كما خططت الزوجة، إذ رصدت كاميرا مراقبة لقطة للزوجة أثناء مغادرتها العقار في توقيت متزامن لنشوب الحريق لتتجه أصابع الاتهام إليها، الأمر نفسه أكده حارس العقار “كانت معاها شنطة هدوم”.

واستهدف ضباط مباحث الهرم الزوجة في الأماكن التي تترد عليها تنسيقا مع مديرية أمن الفيوم “محل إقامتها” حتى أمكن ضبطها واقتيادها إلى ديوان القسم المتاخم للأهرامات.

وأمام مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بدت بنت الـ22 ربيعا متماسكة محاولة مراوغة رجال التحقيق لإبعاد الشبهة عنها “كنت عند قرايبي.. معرفش إزاي ده حصل”، لكن بعد مواجهة الزوجة بـ (تفريغ الكاميرات أقوال الحارس التحريات) انهارت حينها وأدلت باعترافات تفصيلية لما اقترفته يداها.

خلافات متكررة بين الزوجين آخرها رفضه منحها الفرصة لزيارة بلدته والاستقرار فيها دفعت “فاطمة” للتفكير في التخلص من “بعلها”، فدست العشرينية السم للزوج في الطعام، وجمعت متعلقاتها في حقيبة سفر ثم قطعت خرطوم أسطوانة البوتاجاز بالمطبخ، وأشعلت النار في “كنبة” بالصالة، وغادرت بعدها الشقة ليبدو الحادث قضاء وقدر.

بعدها اصطحبت قوة أمنية المتهمة إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينة التمثيلية، بعدما أمرت النيابة العامة بحبسها لما نسب إليها من اتهامات بالقتل العمد.

ولاحقًا جرى إحالة المتهمة إلى محكمة الجنايات لمحاكمتها فيما نُسب إليها من اتهامات تتعلق بالقتل العمد.

شاركها.