أعلنت القوات المشتركة، التي تضم فصائل مسلحة وقّعت على اتفاق جوبا للسلام، رفضها لقرار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي يهدف إلى إخضاع جميع القوات المساندة للجيش لسلطته المباشرة، وذلك بحسب قانون القوات المسلحة لسنة 2007 وتعديلاته.
الخرطوم _ التغيير
و يأتي هذا الرفض في ظل توتر متصاعد بين قيادة الجيش وبعض الحركات المسلحة التي تحارب إلى جانبه ضد قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب في أبريل 2023.
و أكد القيادي في حركة العدل والمساواة، إدريس لقمة عبر صفحته على فيسبوك، أن القوات المشتركة لن تلتزم بقرار البرهان الأخير. وأوضح أن علاقتهم بالجيش السوداني مبنية على بروتوكول الترتيبات الأمنية في اتفاق جوبا للسلام الموقع عام 2020، والذي يعتبرونه المرجع الوحيد لتنظيم العلاقة بين الطرفين.
وشدد على أن أي عملية دمج أو تسريح يجب أن تتم وفقاً للآليات المتفق عليها في الاتفاق، وليس بقرار أحادي من قائد الجيش.
القوات المستهدفة بالقرار
وأشار لقمة إلى أن قرار البرهان يستهدف بشكل أساسي تشكيلات عسكرية أخرى ظهرت بعد اندلاع الحرب، مثل قوات درع السودان، وفيلق البراء بن مالك، والمقاومة الشعبية. ونوه إلى أن هذه المجموعات، التي لا تندرج ضمن اتفاق جوبا، تعمل كقوة شعبية مساندة للجيش.
و يعكس هذا التباين في المواقف تعقيد المشهد العسكري في السودان، حيث تتداخل مصالح الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقيات دولية مع مساعي القيادة العسكرية لتوحيد القيادة وفرض الانضباط.
وكان الجيش السوداني قد أصدر بياناً الأحد الماضي، أعلن فيه قرار البرهان بوضع جميع القوات المساندة تحت أحكام قانون الجيش، ليشمل تنظيم هياكلها وتدريبها ومهامها. وعلى الرغم من أن القرار لم يحدد أسماء هذه التشكيلات، إلا أن الحرب الجارية شهدت مشاركة واسعة من حركات مسلحة موقعة على اتفاق السلام، بالإضافة إلى مجموعات غير رسمية، تعمل جميعها تحت اسم “القوات المشتركة”.
تجدر الإشارة إلى أن النزاع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 أسفر عن خسائر بشرية كبيرة. وتفيد تقديرات الأمم المتحدة والجهات المحلية بسقوط أكثر من 20 ألف ضحية، ونزوح ولجوء حوالي 15 مليون شخص. فيما تشير دراسة لجامعات أمريكية إلى أن عدد الضحايا قد يقترب من 130 ألفاً، مما يبرز الكارثة الإنسانية الكبيرة في البلاد.
المصدر: صحيفة التغيير