أمد/ يثير التحرك العسكري المخطط تساؤلات حول ما إذا كان جزءًا من مناورة تهدف إلى دفع حركة حماس إلى الزاوية. بالنسبة لعائلات المختطفين، فإن معنى التطورات واضح: يجب مواصلة النضال وزيادة الضغط.

تظاهر مواطنون مؤيدون للمختطفين في القدس قبل يومين. بعد أن تحوّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من دعم صفقة جزئية إلى صفقة شاملة، قد يضطر إلى إعادة النظر في موقفه مرة أخرى.

أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في دوره كـ”معلق” على الشؤون العالمية، بتصريحات جديدة حول الوضع في قطاع غزة. أعلن ترامب أن “سنعيد باقي المختطفين فقط إذا دُمرت حماس بالكامل!!! وكلما حدث ذلك أسرع، تحسنت فرص النجاح”. وأشاد بعد ذلك بما وصفه بنجاحه في تحرير “مئات” المختطفين من قبضة حماس (في الواقع تم تحرير 31 مختطفًا حتى الآن) و”محو” المواقع النووية الإيرانية. وأضاف ترامب: “العب لتفوز، أو لا تلعب على الإطلاق”، وختم كالعادة بعبارة “شكرًا لانتباهكم”.

لكن بعد دقائق من تغريداته، بدأت تتوافد تقارير عن استجابة حماس الإيجابية لآخر اقتراحات الوسطاء: مصر وقطر. بموجب الاقتراح، ستفرج حماس عن عشرة مختطفين أحياء وعدد غير محدد من القتلى، ضمن صفقة جزئية، مقابل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، على أن تُناقش الصفقة الشاملة لاحقًا.

رد حماس كان حقيقيًا، بينما تغريدات ترامب والتهديد العسكري الإسرائيلي مرتبطان إلى حد كبير. ويستمر ترامب في تقديم دعم كامل لنتنياهو، لكن يبقى السؤال: هل دعم العملية العسكرية المخطط لها جزء من مناورة لدفع حماس إلى الزاوية والسماح بتحقيق تقدم في الصفقة؟ من الصعب استبعاد احتمال التنسيق الأمريكي مع الوسطاء، خاصة بعد لقاءات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف معهم في الأسابيع الأخيرة.

بالنسبة لعائلات المختطفين، الدرس واضح: يجب مواصلة الزخم الذي خلقته الاحتجاجات الضخمة قبل يومين من خلال أيام نضال إضافية. فقد حدث موقف مشابه في أغسطس العام الماضي بعد قتل حماس لستة مختطفين في رفح، حيث أدى الضغط الشعبي إلى تحريك مسار الصفقة. لا ينبغي للمرء الانشغال بمحاولات التلاعب الإعلامي التي تهدف لإلقاء اللوم على حماس فقط، أو الادعاء بأن الاحتجاجات فشلت. بدون ضغط مستمر، لا توجد فرصة للصفقة.

الردود الغاضبة من جناح الحكومة اليميني الديني، ومن وزراء مثل إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تعكس خوفهم من إحراز تقدم هذه المرة، ويهددون بحل الحكومة إذا تم قبول الصفقة الجزئية. بينما يغير نتنياهو موقفه بسهولة، فهو قد يشجع سرًا المعارضة الداخلية طالما يمكنه تجنب الالتزام الرسمي. ومع ذلك، إذا كانت الظروف صعبة للغاية، بسبب ضغط ترامب أو استمرار الاحتجاجات، فقد يتم توقيع الصفقة رغم المخاطر بالنسبة له.

هناك تطوران آخران مهمان: الأول يتعلق بمحاولات ترامب المكثفة للفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام، مع بقاء أقل من شهرين على إعلان الفائز في 10 أكتوبر. الثاني يتعلق بالتحضيرات الإسرائيلية لاحتلال غزة، حيث يكثر نتنياهو ووزير الدفاع والجيش من نشر تصريحات حول تقدم الخطة، ما يثير الشكوك حول ما إذا كانت القرار النهائي قد اتُخذ، خاصة مع تراجع ارتياح رئيس الأركان أيال زامير.

بدلاً من لجنة تحقيق

أعلن مراقب  الدولة متنياهو أنغلمن أنه تواصل مؤخرًا مع نتنياهو وكبار ضباط الجيش وشاباك الحاليين والسابقين لتحديد مواعيد ضمن إطار الرقابة التي يجريها على إخفاقات الحرب. وبهذا، ومع رفض نتنياهو تعيين لجنة تحقيق رسمية، يعمل أنغلمن كبديل لها ويتناول القضايا الجوهرية للتحقيق. هذا الوضع مفيد لنتنياهو، الذي يخشى لجنة مستقلة أكثر من شخص عينه بنفسه، ويسعى لإكمال تقارير المكتب قبل الانتخابات القادمة في يونيو.

ما تعلمناه من احتجاجات اليومين الماضيين هو أن كل الأمور مرتبطة ببعضها: العائلات المتضررة من أحداث 7 أكتوبر شاركت جنبًا إلى جنب مع عائلات المختطفين. إلى جانب إعادة المختطفين وإنهاء الحرب، تحتاج المجتمع الإسرائيلي إلى تحقيق دقيق لمعرفة أسباب الكارثة. الجهة الوحيدة القادرة على ضمان ذلك هي لجنة تحقيق رسمية برئاسة قاضٍ من المحكمة العليا.

عن هآرتس

*ترجمة مصطفى إبراهيم

شاركها.