حولت أشغال بناء شطر جديد من مشروع سكني ضخم حياة سكان إقامة “كور دو في” Cœur De Vie بالمدينة الخضراء في بوسكورة، ضواحي الدار البيضاء، إلى جحيم، بعدما دخلت شركة للبناء، متعاقدة مع الشركة العقارية العامة CGI، في تحد مع اتحاد ملاك الإقامة المذكورة والسلطات المحلية، بشأن الاسترسال في الأشغال طيلة ساعات اليوم والعطل الأسبوعية والأعياد، في خرق لضوابط تشغيل الأوراش، وتعد على السكينة والسلم العامين.

وانتفض سكان متضررون ضد الضجيج المستمر في أوراش محاذية لمساكنهم، يستمر العمل فيها خلال ساعات النهار والليل، ما تسبب لبعضهم في اضطرابات صحية ونفسية، اضطرتهم للخضوع لعلاجات مستعجلة، خصوصا بعد تملص شركة البناء من وعودها الموثقة في محضر وقعه ممثلوها مع اتحاد ملاك الإقامة السكنية المشار إليها، تحت إشراف قائد ملحقة المدينة الخضراء، باحترام ساعات العمل داخل الأوراش ومراعاة راحة وسلامة السكان، إذ واصلت نشاطها بشكل مكثف، تحت ذريعة ارتباطها بالتزام زمني محدد مع الجهة صاحبة المشروع، لا يمكنها الإخلال به، ولو على حساب حسن الجوار.

وأفاد متضررون، في تصريحات منفصلة لهسبريس، بتحجج الممثل القانوني للشركة بانخراط أوراش مقاولته ضمن مشاريع البنية التحتية لاستقبال “مونديال 2030″، وبوجود فراغ تشريعي على مستوى شروط وكيفية تنظيم العمل في الأوراش، متجاهلا مقتضيات المادة 7 من القانون رقم 1103، المتعلق بحماية واستصلاح البيئة، التي تنص على أن “الإدارات المعنية تتخذ كل التدابير اللازمة من أجل حماية المستوطنات البشرية من الآثار السلبية الناجمة عن أي شكل من أشكال التلوث والإزعاج، من نفايات صلبة ومقذوفات سائلة أو غازية، وكذا كل أشكال الضجيج والاهتزازات التي لا تتوافق مع مقاييس ومعايير جودة البيئة”.

واعتبر سكان مجاورون للأوراش الجارية بدون توقف، وفق مقاطع فيديو توصلت بها ، إقحام ورش سكني ضمن مشاريع البنية التحتية لـ”مونديل 2030″ محاولة لترهيب الساكنة والسلطات المحلية، التي لم تحرك ساكنا تجاه تملص شركة البناء من التزامتها ضمن محضر موقع عليه تحت إشراف قائدة ملحقة إدارية، منبهين إلى تجاهل الشركة توجيها صادرا عن عامل إقليم النواصر أيضا بضبط ساعات العمل داخل الأوراش، والحفاظ على السكينة والهدوء في المجال السكني المحاذي لها.

من جهته أكد المسؤول القانوني لشركة البناء، في تصريح لهسبريس، أن الحديث عن إقحام المشروع السكني ضمن البنيات التحتية لـ”مونديال 2030″ حرف عن سياقه، ذلك أن الشركة العامة العقارية ملتزمة ببناء جميع الأوعية العقارية المرخصة في ملكيتها بالمدينة الخضراء في بوسكورة بحلول 2030، وفق أهداف إستراتيجية حددتها سلفا، موضحا أن شركته تنتظر قرار السلطات الولائية والإقليمية بشأن تحديد ساعات العمل داخل الأوراش، الذي ستترتب عليه تغييرات هيكلية في تعاقدها مع الشركة صاحبة المشروع، خصوصا ما يتعلق بآجال تسليم المباني، وكذا التزاماتها كمنعش عقاري مع زبائنها بخصوص تسليم الشقق السكنية.

وتابع المسؤول ذاته بأن “شركة البناء تواجه إكراهات تشغيلية مهمة، بسبب ارتباطها بعقود محددة الأجل من أجل التسليم، ومنعها من العمل خلال أيام العطل والأعياد من شأنه الإخلال بالتزاماتها، وزعزعة استقرار العمالة، التي تستخلص أجورا يومية وأسبوعية، إذ لن تتمكن الشركة من المحافظة على العمال بمنحهم أجورا عن ثلاثة أيام أو أربعة في الأسبوع فقط، إذ سيفضلون الانتقال للعمل في أوراش مجاورة، تعمل طيلة أيام الأسبوع دون توقف”.

ووجه سكان إقامة “كور دو في” شكايات مباشرة إلى والي جهة الدار البيضاءسطات وعامل إقليم النواصر ورئيس جماعة بوسكورة، إضافة إلى قائد قيادة المدينة الخضراء ورئيس قسم التعمير بالعمالة، احتجاجا على استمرار الإزعاج الناتج عن أشغال البناء.

ورغم الاجتماعات السابقة والمجهودات المبذولة من طرف السلطات المحلية، وآخرها الاجتماع المنعقد بتاريخ 22 يوليوز الماضي، تحت إشراف ممثل السلطة المحلية، والذي انتهى إلى التزام الشركات باحترام القوانين وأوقات الأشغال ومبادئ حسن الجوار، استمر الوضع في التدهور، إذ أظهرت شركة البناء “تعنتا” واضحا في الالتزام بما تم الاتفاق عليه، حسب تصريحات متضررين.

"ضجيج أوراش" يقلق سكانا ببوسكورة .

المصدر: هسبريس

شاركها.