شهد إقليم أزيلال، صباح الاثنين، تنظيم مسيرة احتجاجية شارك فيها مواطنون من سكان دواوير تيسا أفود نبورك وإميتك وبويزغران التابعة لجماعة تامدة نومرصيد، في اتجاه مقر العمالة؛ للمطالبة بفك العزلة عن المنطقة، عبر تهيئة مسلك طرقي إلى جانب توفير النقل المدرسي لفائدة التلاميذ.
المسيرة، التي قطعتها الساكنة مشيا على الأقدام، جاءت لتجديد مطلب قديم يتمثل في إصلاح حوالي 9 كيلومترات من الطريق، التي ازدادت وضعيتها هشاشة عقب التساقطات الرعدية الأخيرة، حيث باتت تعرقل مرور سيارات الإسعاف ووسائل النقل العادية.
وقال أحد المحتجين، وهو ستيني من ساكنة دوار أفود نبورك، في تصريح لهسبريس، إن الأهالي يواجهون صعوبات كبيرة في الولوج إلى المرافق الحيوية، مضيفا أن “المرضى والنساء الحوامل يضطرون أحيانا إلى حملهم لمسافات طويلة حتى الوصول إلى الطريق الرئيسية”.
وتابع المتحدث أن “التلاميذ بدورهم يقطعون يوميا مسافات طويلة للوصول إلى المؤسسات التعليمية؛ ما يضاعف من الهدر المدرسي المبكر”، مشددا على أن توفير النقل المدرسي أضحى من أبرز المطالب المستعجلة للساكنة.
وفي السياق ذاته، قال عبد الكريم بلال، أحد أبناء المنطقة، إن وتيرة التنمية بالجماعة تسير ببطء، مؤكدا أن الساكنة تضع اليوم آمالها في تدخل السلطات الإقليمية بشكل مباشر من أجل إيجاد حلول عملية ومستعجلة لهذا الملف.
وأضاف بلال أن السكان يعيشون وضعا صعبا وصفه بـ”الضرر الحقيقي”، مبرزا أن الملف ظل مطروحا منذ سنوات دون تقدم ملموس، ومشددا على أن تراكم هذه الصعوبات كان وراء خروج الساكنة للاحتجاج وتجديد مطالبها.
وتابع المتحدث عينه قائلا: “نطالب أولا بفك العزلة عن الدواوير، وبعدها يمكن الحديث عن التنمية”، مشيرا إلى وجود مؤسسات متعددة يمكنها المساهمة في هذا الورش التنموي، ومؤكدا أن الاحتجاج الذي خاضه السكان تحكمه مطالب اجتماعية محضة.
كما عبّر عدد من المحتجين عن استغرابهم من استمرار هذا الملف دون حل منذ سبعينيات القرن الماضي، مؤكدين أن مطلبهم يظل إنسانيا وتنمويا بالدرجة الأولى، بعيدا عن أية حسابات سياسية أو اعتبارات ظرفية.
وشدد هؤلاء المواطنون القاطنون بدواوير تيسا أفود نبورك وإميتك وبويزغران على أن الاحتجاج ليس سوى وسيلة للتذكير بالمعاناة اليومية التي تواجهها الأسر في تنقلاتها وظروف عيشها، معتبرين أن فتح هذا المسلك الطرقي كفيل بتغيير واقع المنطقة.
ومع اقتراب المسيرة من مقر عمالة أزيلال، رفع المحتجون شعارات تطالب بفك العزلة عن الدواوير، مؤكدين تشبثهم بمطلب الطريق باعتباره أولوية ملحة لا تحتمل المزيد من التأجيل. وقد شكلت هذه الخطوة ذروة الاحتجاج، بعدما قطعت الساكنة مسافة طويلة سيرا على الأقدام للتعبير عن معاناتها.
في المقابل، عقدت السلطات الإقليمية لقاء مع ممثلي الساكنة، حيث أفادت معطيات توصلت بها هسبريس بأنه تقرر إيفاد لجنة تقنية إلى المنطقة لمعاينة الوضعية والشروع في تدخلات استعجالية عبر إرسال آليات لفتح المسالك بين الدواوير، في أفق إيجاد حلول مستدامة تنهي معاناة عمرها أزيد من نصف قرن.
كما جرى التأكيد، وفق المصدر ذاته، على أنه سيتم النظر في مدى إمكانية إنجاز الدراسة التقنية الخاصة بالطريق بتنسيق مع المصالح المعنية، على أن يتم البحث عن الدعم المالي اللازم مستقبلا لبناء المقطع الطرقي وتهيئة باقي المسالك المؤدية إلى الدواوير، بما يضمن رفع العزلة بشكل نهائي عن المنطقة وتحسين ظروف عيش ساكنتها.
المصدر: هسبريس