كثيراً ما بحث الإنسان عن طوق نجاة يقيه شيئاً من وعثاء تقدمه بالعمر، وهو تحد ظل ملازماً لكثير من الباحثين وأرباب المختبرات الطبية والدراسات، في سبيل اكتشاف وصفة سحرية تبطئ من الاكتواء من عالم الشيخوخة.

وبذلك ظلت الدراسات تواصل سعيها إلى اكتشاف كثير من المكملات الغذائية التي تعمل على إبطاء أعراض ما بعد الكهولة، ويظل السؤال الأكثر شيوعاً هل يمكننا ذلك؟ هل يمكننا العيش في سن الـ60 بحيوية وعنفوان الـ20؟

تقول دراسة جديدة، نشرتها صحيفة “الديلي ميل” في مايو (أيار) الماضي، هي الأولى من نوعها، أن مكملاً غذائياً مهماً لصحة الإنسان قد يبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية، عبر حماية الحمض النووي من التلف المرتبط بالتقدم في السن.

وشارك في الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين من جامعة هارفارد واستمرت أربع سنوات، 1031 شخصاً تناول نصفهم 2000 وحدة دولية من فيتامين D3 يومياً، بينما تناول النصف الآخر دواء وهمياً.

واكتشف الباحثون بعد انتهاء الدراسة، أن التيلوميرات، وهي نهايات الحمض النووي التي تعد مؤشراً بيولوجياً على العمر، تآكلت بوتيرة أبطأ بكثير لدى من تناولوا مكملات فيتامين D.

ووفقا لنتائج الدراسة، فإن من تناولوا المكمل احتفظوا بطول التيلوميرات لسنوات أطول، إذ انخفضت بنسبة خمسة في المئة فقط خلال أول عامين، مقارنة بانخفاض بلغ 12 في المئة في المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي.

وبعد أربع سنوات، بلغ الانخفاض في مجموعة فيتامين D نحو سبعة في المئة فقط، بينما وصل في المجموعة الأخرى إلى 28 في المئة.

ويقدر أن هذا الفارق يعادل نحو ثلاث سنوات من الشيخوخة البيولوجية تم “منعها” فعلياً، وهذه نتائج مطمئنة لكثير من البشر، جاءت بها الدراسة التي نشرت في المجلة الأميركية للتغذية السريرية.

 هذه أبرز الفيتامينات التي تبطئ من أعراض الشيخوخة

وثمة مكملات تضاف إلى ما جاءت به هارفارد وكبار باحثيها، إذ يؤكد لـ”اندبندنت عربية” الدكتور صالح بن سيف الهنائي أنها “يمكن أن تلعب دوراً مهماً في إبطاء بعض مظاهر الشيخوخة وتعزيز طول العمر الصحي، لكنها لا توقف التقدم الطبيعي في العمر”.

وتتحقق الفائدة الكبرى عند استخدامها، وفقاً للهنائي، من أجل “تعويض نقص العناصر الغذائية أو ضمن أسلوب حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم والنوم الكافي”.

يقول الهنائي، وهو طبيب استشاري أول في طب الأسرة، أن “من أبرز هذه المكملات الفيتامينات (A، وC، وD، وE، ومجموعة B) وهي التي تعمل كمضادات أكسدة قوية، وتدعم جهاز المناعة، وتحافظ على صحة الخلايا وإصلاحها”.

ويشير إلى أن فيتامين D يسهم في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي، ويحافظ على قوة العضلات والمناعة، بينما فيتامين K يحمي العظام والشرايين من التكلس ويقلل خطر هشاشة العظام.

أما بالنسبة إلى فيتامين E، فهو يحارب الجذور الحرة ويدعم صحة الأمعاء، في حين تعمل فيتامينات B على تحسين إنتاج الطاقة، ودعم وظائف الدماغ، إضافة إلى إصلاح الـDNA، وخفض مستويات الهوموسيستين المرتبطة بأمراض القلب والمخ”، وفق الطبيب العماني.

ويعد فيتامين A من بين الفتيامينات أو المكملات التي من شأنها الإبطاء من مظاهر الشيخوخة، إذ يسهم في دعم صحة الميتوكوندريا، ويحافظ على خلايا العضلات، ويعزز المناعة.

ويلعب الحديد دوراً في دعم إنتاج الطاقة وصحة الميتوكوندريا، بينما يسهم البروتين مع الأحماض الأمينية وفيتامين D في الحفاظ على الكتلة العضلية، خصوصاً مع ممارسة التمارين.

ووفقاً للاستشاري الهنائي فإن “الاستجابة لهذه المكملات تختلف من شخص لآخر تبعاً للجينات والحالة الصحية والنظام الغذائي، مما يجعل التقييم الشخصي مهماً”.

وبصورة عامة، فإن التعويض المدروس لنقص العناصر الأساسية خصوصاً D وK وE وB وA يعد خطوة فعالة لإبطاء الشيخوخة، والحفاظ على القوة الجسدية والذهنية مع التقدم في العمر.

أيمن الغبيوي  اندبندنت عربية

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.