10:13 م


الجمعة 15 أغسطس 2025

كتب محمود الهواري:

تحول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا مساء اليوم الجمعة، هذا الأسبوع من التفاؤل بأن الزعيم الروسي “سيتوصل إلى اتفاق” إلى وصف الاجتماع بأنه مجرد لقاء تمهيدي.

وبينما قاوم مسؤولو البيت الأبيض وضع خطوط حمراء وتخفيف التوقعات بتحقيق اختراق في الاجتماع الأول، أوضح ترامب مرارا أن علامة نجاحه تكمن في عقد اجتماع ثانٍ.

ومن المتوقع أن يضم الاجتماع الثاني الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويأمل ترامب أن يسمح بالتوصل إلى سلام تفاوضي ربما يشمل تبادل الأراضي وضمانات أمنية لأوكرانيا.

وقال ترامب أمس الخميس: “الاجتماع الثاني سيكون مهما للغاية، لأنه سيكون اجتماعا يتوصلون فيه إلى اتفاق”، محذزا من أن أي شيء أقل من ذلك قد يؤدي إلى “عواقب وخيمة” على روسيا.

ورغم تصريحات ترامب، لا تزال روسيا وأوكرانيا بعيدتين عن أي اتفاق، فقد حول بوتين اقتصاد بلاده إلى حالة حرب، وصعد هجماته خلال الأشهر الماضية، مطالبا بتنازل أوكرانيا عن أراض واسعة، بما في ذلك أراض لم يستولِ عليها الجيش الروسي، وهو اقتراح رفضه زيلينسكي.

وأكد الرئيس الأوكراني أن مبادرات بوتين تجاه ترامب ليست جادة، وأن معلومات استخبارات بلاده تُظهر أن روسيا تخطط لاستمرار الحرب حتى العام المقبل.

وضغط زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون على ترامب لزيادة الضغط الاقتصادي على موسكو لفرض الدبلوماسية ووقف القتال.

من جهته، بدا ترامب أكثر انحيازا لأوروبا وأوكرانيا، معتمدا على قدرته على التأثير على كلا الزعيمين وعلى الواقع الجيوسياسي المعقد لإرادته.

وقال ترامب: “سنرى ما سيحدث وأعتقد أن الرئيس بوتين سيُحقق السلام وأعتقد أن الرئيس زيلينسكي سيُحقق السلام سنرى إن كان بإمكانهما التفاهم، وإن استطاعا، فسيكون ذلك رائعا”.

ويراقب الحلفاء الأوروبيون الوضع بقلق حتى بعد إحراز تقدم مع ترامب، مع التأكيد على أنهم والبيت الأبيض على وفاق.

وإذا استطاع بوتين إقناع ترامب بجديته بشأن السلام، قد يتزايد الضغط على زيلينسكي للانخراط في المفاوضات، رغم اعتقاده أن روسيا لا تزال مصممة على ضم المزيد من الأراضي.

وقالت أولغا توكاريوك، الخبيرة في الشؤون الأوكرانية بمركز تحليل السياسات الأوروبية بحسب ما نقلته صحيفة بوليتيكو الأمريكية: “بوتين سيحاول خلق انطباع بمشاركته في المفاوضات لتجنب فرض عقوبات ثانوية قد تضر بالاقتصاد الروسي، لكنني لا أرى أي مؤشرات على استعداد روسيا فعليا لإنهاء الحرب في أوكرانيا”.

وبعد المكالمة مع ترامب يوم الأربعاء، أعرب العديد من الزعماء الأوروبيين عن ثقتهم بأن الرئيس لن يسمح لبوتين بالإفلات من العقاب، وأنه يخطط للدفع نحو وقف إطلاق النار، وهي أولوية بالنسبة لأوكرانيا وحلفاء الناتو.

وأشارت مصادر أوروبية إلى تقديرهم لدور نائب الرئيس جيه دي فانس في تقديم تطمينات جديدة، بعد أن سبق وأن وبخ زيلينسكي في المكتب البيضاوي.

وأكد الزعماء الأوروبيون أن اجتماع الجمعة مع بوتين لن يتضمن أي تفاصيل حول معايير الاتفاق النهائي، بما في ذلك التنازلات الإقليمية، حيث لن يشارك الرئيس الأوكراني في القمة.

وقال ترامب يوم الخميس، إنه إذا رأى أن بوتين جاد بشأن السلام، يمكنه حث زيلينسكي على المشاركة في قمة ثانية في أنكوريج للتوصل إلى الاتفاق الفعلي.

وأضاف في حديثه لبرنامج بريان كيلميد الإذاعي: “لا أريد استخدام كلمة تقاسم، لكنها ليست مصطلحا سيئا، وسيكون هناك تنازلات فيما يتعلق بالحدود والأراضي، وما إلى ذلك”.

شاركها.