أمد/ يُحرك عقلك كل فكرة وعاطفة وفعل تقوم به، ومع ذلك، فإن العديد من العادات اليومية قد تُضعف صحته تدريجيًا، مثل قلة النوم الجيد والجلوس لفترات طويلة دون ممارسة أى نشاط وغيرها من العوامل، وقد تبدو هذه الخيارات غير ضارة لكنها تُضعف الذاكرة والتركيز والقدرة على حل المشكلات تدريجيًا، ومع مرور الوقت، قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الخرف ومرض ألزهايمر، ولكن يُمكن للتغييرات الصغيرة على عادات نمط الحياة أن تُحدث فرقًا كبيرًا لصحتك، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف إنديا”.
عادات شائعة تُلحق الضرر بالدماغ وتضعف الذاكرة
قلة النوم الجيد
وفقًا لدراسة نُشرت في المعاهد الهندية للصحة، يقوم الدماغ أثناء النوم العميق بوظائف حيوية، إذ يزيل سمومًا مثل بيتا أميلويد (بروتين مرتبط بمرض ألزهايمر)، ويدمج الذكريات قصيرة المدى في ذاكرة طويلة المدى، ويُعيق الحرمان المزمن من النوم هذه العملية، مما يؤدي إلى ضبابية في الدماغ، وبطء في ردود الفعل، وضعف في اتخاذ القرارات، وتقلبات مزاجية، لذلك فإن عدم الحصول على ليلة نوم كافية واحدة فقط قد يُضعف الانتباه والقدرة على التعلم بشكل ملحوظ، وينبغي أن يسعى البالغون إلى الحصول على 79 ساعات من النوم المتواصل كل ليلة.
الجلوس لفترات طويلة
وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Frontiers، عندما تجلس لساعات طويلة، يتباطأ تدفق الدم، مما يقلل من إمدادات الأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ، وتربط الدراسات الجلوس لفترات طويلة بتغيرات هيكلية في الدماغ، وخاصةً في الحُصين، وهو منطقة أساسية للتعلم والذاكرة، ويمكن لتغييرات بسيطة، كالوقوف أثناء الرد على المكالمات، أو المشي أثناء فترات الراحة، أن تُحسّن تدفق الدم والأداء الإدراكي بشكل ملحوظ.
تعدد المهام
في كثير من الأحيان يُجبر تعدد المهام عقلك على التنقل بين المهام بسرعة بدلًا من إنجازها في آنٍ واحد، وهذا التنقل المستمر يزيد من إرهاق العقل، ويُقلل من كفاءته، ويُضعف قدرته على تصفية المعلومات غير ذات الصلة، ومع مرور الوقت، يُمكن أن يُضعف ذلك من قدرة الانتباه والذاكرة العاملة، لذلك فإن إعطاء الأولوية لمهمة واحدة في كل مرة يُتيح تركيزًا أعمق واحتفاظًا أقوى بالمعلومات.
اتباع نظام غذائى سيئ
يستهلك دماغك حوالى 20% من طاقة جسمك، لذلك تلعب التغذية دورًا حاسمًا فى أدائه، ووفقًا لدراسة نُشرت فى المعاهد الهندية للصحة، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المصنعة والسكريات المكررة والدهون غير الصحية تُعزز الالتهاب والإجهاد التأكسدى، وهما عاملان يُسرّعان شيخوخة الدماغ، ويوفر النظام الغذائي الغني بالأطعمة الكاملة، وخاصة الأسماك الغنية بأوميجا 3، والخضراوات الورقية، والتوت، والمكسرات، والبذور، الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الدماغ وتُعزز التواصل بين الخلايا العصبية.
الإجهاد المزمن
وفقًا للبحث المنشور فى مجلة فرونتيرز، يُحفّز التوتر المُطوّل إطلاقًا مُستمرًا لهرمون الكورتيزول، وهو هرمون يُمكن أن يُقلّص، عند ارتفاع مستوياته، حجم الحُصين ويُضعف قدرة الدماغ على تكوين ذكريات جديدة، كما يُؤثر على أنماط النوم ويُضعف الجهاز المناعي، لذلك فإن استراتيجيات إدارة التوتر، مثل التنفس العميق، وتدوين اليوميات، واليوجا، أو ممارسة التمارين الرياضية المُنتظمة، لا تُهدئ الجهاز العصبي فحسب، بل تُحسن أيضًا القدرة على التكيف مع التعب الذهني.
العزلة الاجتماعية
يُحفز التفاعل الاجتماعى المُنتظم مناطق الدماغ المسئولة عن تنظيم المشاعر، واسترجاع الذكريات، وحل المشكلات، أما العزلة فتحرم الدماغ من هذا التحفيز، مما يزيد من خطر الاكتئاب والتدهور المعرفى، فحتى التفاعلات اليومية القصيرة كالدردشة مع جار أو الاتصال بصديق تُساعد في الحفاظ على المسارات العصبية ودعم الصحة النفسية.
الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة من خلال سماعات الرأس
التعرض المتكرر للموسيقى الصاخبة، وخاصةً عبر سماعات الرأس، قد يُسبب تلفًا دائمًا فى السمع نتيجةً لإتلاف الخلايا الشعرية الدقيقة فى الأذن الداخلية، ولا يقتصر فقدان السمع على الأذنين فحسب، بل يُجبر الدماغ على بذل جهد أكبر لتفسير الأصوات، مما يُقلل من الطاقة المُخصصة للذاكرة والانتباه والتفكير المنطقي، كما تربط الأبحاث المنشورة في المعاهد الهندية للصحة فقدان السمع غير المُعالج بارتفاع خطر الإصابة بالخرف، ولحماية سمعك ودماغك، اتبع قاعدة 60/60: والتي تعتمد على الاستماع بمستوى صوت لا يزيد عن 60% لمدة لا تزيد عن 60 دقيقة متواصلة.
إهمال التحفيز العقلي
يحتاج دماغك، مثل عضلاتك، إلى ممارسة تمارين منتظمة للحفاظ على نشاطه، وقد يؤدي نقص التحديات الذهنية إلى إضعاف المسارات العصبية، مما يقلل من سرعة حل المشكلات وسعة الذاكرة، حيث إن أنشطة مثل القراءة، ولعب الشطرنج، وحل الألغاز، وتعلم مهارة جديدة، أو حتى استكشاف هواية جديدة، تُجبر الدماغ على تكوين روابط جديدة وتعزز الاحتياطي المعرفي، وهو عامل وقائي ضد الخرف.
عدم شرب كمية كافية من الماء (قلة الترطيب)
بما أن الدماغ يتكون من حوالى ثلاثة أرباع الماء، فإن الجفاف البسيط قد يسبب الصداع والتعب وفقدان الذاكرة قصيرة المدى وضعف التركيز، ويُسبب الجفاف سماكة الدم، مما يُصعب وصول الأكسجين والمغذيات إلى خلايا الدماغ، لذلك فإن شرب الماء بانتظام طوال اليوم (ليس فقط عند الشعور بالعطش) ضروري للحفاظ على أعلى مستويات من الوظائف الإدراكية.
الإفراط في التعرض للشاشات قبل النوم
تُصدر الشاشات مثل الموبايل ضوءًا أزرق، مما يُثبط إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يُنبه الجسم للنوم، واستخدام الأجهزة قبل النوم مُباشرةً يُعطل دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية، مما يُقلل من جودة النوم العميق الذي يحتاجه الدماغ لتقوية الذاكرة وإصلاح الخلايا، ويُمكن لاستخدام الإضاءة الخافتة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة قبل النوم أن يُعيد أنماط النوم الصحية ويُحسن صفاء الذهن.