أمد/ بيروت: قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم يوم الجمعة، إن الجماعة لن تسلم سلاحها مع استمرار هجمات واحتلال إسرائيل.
وأضاف في كلمة متلفزة، أن الحكومة اللبنانية “ستتحمل المسؤولية في حال انهيار الوضع الداخلي”.
وقال، إن “المقاومة حررت خيار لبنان السيادي والمستقل، ولا يمكن الحديث عن سيادة من دون وجود المقاومة”، مشيرا إلى أنها “شكلت قوة لبنان في مواجهة التحديات وأن إنجازاتها مشرفة”.
وتابع: “قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح المقاومة يجرد البلاد من السلاح الدفاعي أثناء العدوان ويسهل قتل المقاومة”.
ووجه نعيم قاسم الشكر لإيران “التي دعمتنا بالمال والسلاح، والإمكانات، والمواقف الإعلامية والسياسية”.
وقال، إن الدولة اللبنانية “وقعت اتفاق وقف العدوان في نوفمبر 2024، وهذا يعني أن الدولة ستتصدى لحماية أرضها ومواطنيها وتتكفل بطرد العدوان انسجاماً مع الاتفاق، ووظيفتها التي تبنت أن تأخذها على عاتقها، ومن جانبنا، سهلنا انتشار الجيش في جنوب لبنان، وبعد 8 أشهر لا زلنا مستهدفين”.
وفي تهديد للحكومة قال، لن يكون هناك حياة في لبنان إذا تصادمتم معنا بشأن تسليم السلاح، إما أن نعيش معا أو على الدنيا السلام وأنتم تتحملون المسؤولية.
وتساءل قاسم عن دور من لم يقاوموا قائلا: “أين أنتم من العدوان والاحتلال والسيادة؟ أما المقاومة فهي نور وضاء وشمس تسطع على الجميع”.
وأوضح أن الحكومة قبلت اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة ساعدتها على الالتزام ببنوده، وأنه بعد ثمانية أشهر من الصبر، تظل المقاومة وبيئتها مستهدفة، كونهم آمنوا بأن هذه المرحلة تتطلب الصبر.
وحذر قاسم من أن “قرار الحكومة بنزع سلاح المقاومة يجردها وشعبها ولبنان من السلاح الدفاعي أثناء العدوان، ويفتح الطريق لتسهيل قتل المقاومين وأهلهم وطردهم من أرضهم وبيوتهم، مؤكدًا أن الأولى بالحكومة أن تبسط سيطرتها وتخرج الإسرائيلي من لبنان”.
واتهم الحكومة بأنها تقوم بخدمة المشروع الإسرائيلي، متسائلا: “هل أنتم سعداء بإشادة نتنياهو بقراركم؟”، مؤكدا أن المقاومة طالبت مرارًا بوقف العدوان وإخراج إسرائيل من لبنان، وأنها قدمت كل التسهيلات أثناء مناقشة الاستراتيجية الدفاعية والأمن الوطني.
وأضاف أن القرار الحكومي يعد خيانة لأنه يسهل قتل شركاء الوطن بينما الحكومة تهدف لحماية حياتها على حساب حياة شركائهم، متسائلا: “هل يستقر الوطن إذا اعتدت فئة على فئة أخرى؟ وإذا شعرتم بالعجز، اتركوا العدو في مواجهتنا، وكما فشلت حروب إسرائيل المتكررة، ستفشل هذه المرة أيضا”.
وشدد على أن الحكومة واجبها بناء البلد وليس تسليمه للعدو الإسرائيلي والأمريكي، مؤكدا أن السيادة وحصرية السلاح لا تعني تجاهل وجود الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته.
وتابع قائلا إن “بعض الدول العربية تدعم إسرائيل في ضرب المقاومة والمقاومين، وأن القرار الحكومي ينتهك الميثاق الوطني ويدمر الأمن الوطني.
وحذر من الزج بالجيش في هذا المسار، مؤكداً أن سجل الجيش الوطني نظيف، وأن نزع الشرعية عن الحكومة بهذا القرار مخالف للطائف والبيان الوزاري، بينما المقاومة تأخذ شرعيتها من الدماء والتحرير.
ولفت قاسم إلى أن حزب الله وحركة أمل اتخذوا قرارًا بتأجيل النزول إلى الشارع لإتاحة المجال للنقاش والتعديلات، مؤكدا أن المقاومة لن تسلم سلاحها طالما العدوان مستمر والاحتلال قائم، وأنها مستعدة لخوض معركة كربلائية إذا لزم الأمر.
وحمل الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية عن أي فتنة أو انفجار داخلي أو خراب للبنان، وعن تخليها عن واجب الدفاع عن الأرض والمواطنين.
وأكد ضرورة أن يعيش اللبنانيون جميعًا معًا في بناء البلد بعزة ومساواة، محذرًا من أن “الخيار واضح: إما أن يبقى لبنان موحدًا ونعيش معًا، أو على الدنيا السلام، مع تحميل الحكومة المسؤولية كاملة”.
وجاءت كلمة قاسم بعد يوم من لقاء جمعه مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني يوم الخميس.