يسود جو من اليأس والإحباط في صفوف عائلات المغاربة العالقين في المخيمات السورية، في ظل غياب أي تقدم ملموس في ملف ترحيلهم، وتضارب الأنباء حول مصيرهم.
وكشف مصدر من داخل التنسيقية المغربية للعالقين في سوريا والعراق عن حالة من فقدان الثقة التام في الوعود المتكررة، وعن تزايد الغضب الذي قد يدفع بالأهالي إلى التصعيد.
وأكد المصدر عينه أن هناك أنباء عن توجه السلطات المغربية إلى ترحيل أول دفعة؛ لكن لا وجود لأي إجراءات ملموسة إلى حدود الساعة، قائلا: “لم نعد نثق في أي شيء، لقد فقدنا كل أمل”.
وأبرز مصدر هسبريس أن العائلات لا تزال تنتظر تدخلا حاسما من السلطات المغربية لإنهاء هذه المأساة الإنسانية، لافتا إلى أنه على الرغم من الحديث الذي يدور أحيانا عن قرب ترحيل “دفعة أولى” فإن غياب أي جدول زمني واضح جعل هذه الأقاويل فاقدة للمصداقية.
وأضاف المتحدث: “لن يصدق أحد أي خبر بعد الآن، إلا إذا رأينا عملية الترحيل بأعيننا وسمعنا بوصولهم إلى المغرب. لقد سئمنا من الوعود التي لا تتحقق، والتي تتكرر منذ سنوات دون نتيجة”.
وحسب المصدر ذاته، فإن ما زاد من عمق المأساة هو تداول أخبار مقلقة تفيد بوقوع وفيات في صفوف المغاربة داخل السجون التي تسيطر عليها القوات الكردية في سوريا؛ “وصلتنا معلومات عن أسماء مغاربة توفوا في تلك السجون. هذه الأنباء قصمت ظهور الأمهات، لقد وصلت الأمور إلى حد لا يطاق”.
هذه التطورات الخطيرة دفعت ببعض العائلات داخل التنسيقية إلى التفكير في خطوات تصعيدية. وكشف المصدر سالف الذكر: “الجميع غاضب، والكثيرون يطالبون بالنزول لإيصال صوتنا مباشرة إلى جلالة الملك”.
في ظل هذا الوضع، أكد المصدر أنه لا يوجد أي تواصل رسمي مع العالقين في المخيمات لإبلاغهم بأي مستجدات تخص ملفهم. وأضاف: “أتواصل معهم بشكل شخصي، ولم يخبرهم أحد بأي شيء. كل ما هناك هو صمت مطبق”.
وتزداد حسرة العائلات وهي ترى دولا أخرى تتحرك لإنقاذ مواطنيها. وفي هذا الصدد، لفت مصدر هسبريس إلى أن “هناك دولا، مثل تركيا، بدأت في ترحيل رعاياها، وطلبت منهم الاستعداد. أما نحن، فلا نزال ننتظر شيئا واضحا وملموسا؛ لكن لا شيء يلوح في الأفق”.
واختتم المصدر المنتمي إلى التنسيقية المغربية للعالقين في سوريا والعراق حديثه بالقول: “الخبر الوحيد الذي يتكرر هو خبر الوفيات؛ وهذا ما يدمرنا نفسيا. كنا نأمل أن يحدث شيء خلال هذا الشهر؛ لكننا لا نملك، الآن، إلا التوكل على الله وانتظار فرج قد يأتي أو لا يأتي”.
المصدر: هسبريس