اليونيسيف حذّرت هذا الشهر من أن أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة في شمال دارفور مهددون بالجوع والعنف والمرض، مؤكدة أن استمرار النزوح والقتال يعرقل السيطرة على الوباء.

بورتسودان: التغيير

أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن السودان سجّل نحو 100 ألف حالة اشتباه بالكوليرا وأكثر من 2400 وفاة منذ إعلان وزارة الصحة تفشي الوباء قبل عام، محذّرة من تفاقم الأزمة في ظل الحرب الدائرة والنزوح الجماعي.

وقالت المنظمة في بيان، إنها وثّقت وحدها 40 حالة وفاة خلال أسبوع واحد في إقليم دارفور، الذي يشهد تدهوراً حاداً في الأوضاع الصحية والمعيشية.

وأشارت إلى أن بلدة طويلة، الواقعة على بعد نحو 70 كيلومتراً من مدينة الفاشر المحاصَرة، أصبحت بؤرة للوباء بعد تضخم عدد سكانها بمئات الآلاف من النازحين الفارين من العنف.

ويعيش هؤلاء في مخيمات مكتظة تفتقر للبنية التحتية والمياه النظيفة، مما يضطرهم لاستهلاك مياه ملوثة، وهو ما يفاقم انتشار المرض. وقال منسق مشروع المنظمة في طويلة سيلفان بينيكود: “في بعض المخيمات لا تجد الأسر سوى مياه الآبار الملوثة، حتى بعد العثور على جثث بداخلها”.

الكوليرا، التي تنتقل عبر تناول ماء أو طعام ملوث، تزداد فتكاً في البيئات الفقيرة ذات المرافق الصحية المتدهورة، خاصة إذا ترافق انتشارها مع سوء التغذية. ورغم إمكانية علاجها بتكلفة زهيدة، إلا أن انعدام الأدوية في مناطق النزاع يجعلها قاتلة.

إقليم دارفور، الخاضع في معظمه لسيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023، يعاني من حصار وعنف واسع النطاق، ما أدى إلى نزوح جماعي وتفاقم الأزمات الصحية.

اليونيسيف حذّرت هذا الشهر من أن أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة في شمال دارفور مهددون بالجوع والعنف والمرض، مؤكدة أن استمرار النزوح والقتال يعرقل السيطرة على الوباء.

وقال ممثلها في السودان، السيد يت: “عندما يتحرك السكان، يتحرك المرض أيضاً، وكلما سيطرنا عليه في مكان، ظهر في آخر”.

ووفق بيانات الأمم المتحدة، قدّمت الولايات المتحدة في عام 2024 نحو 830 مليون دولار كمساعدات طارئة للسودان، إلا أن خفض بعض برامج المساعدات الإنسانية أدى إلى تفاقم الأزمة، حيث تراجعت قدرة المجتمعات الفقيرة على الحصول على الغذاء والمياه النظيفة.

كما انتشر الوباء إلى مستوطنات اللاجئين في تشاد التي تستضيف نازحين من دارفور، وسط مخاوف من تحوله إلى أزمة إقليمية إذا استمرت الحرب وانهيار الخدمات الصحية.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.