
حل بس
بكري الجاك
كما جادلت من قبل كثيرا ان الحرب بمجرد ان تندلع تخلق شروط تطور ذاتي تتجاوز اهداف من أطلق رصاصتها الاولى و من يسعى لاستمرارها بل ان من بدأها قد لا يستطيع ايقافها.
اتفهم ان هنالك عدد كبير من داعمي الحرب الان يدفعهم الغضب و الرغبة فى الانتقام اكثر من تحقيق اهداف سياسية واضحة.
اتفهم ان العديد من الناس تم تضليلهم بواسطة الدعاية الحربية و بعضهم من ان اصبح يردد لبانات مكررة لا تقدم أي تصور سوي اقامة الحجة لاستمرار الحرب الي اجل غير مسمى ومن بين هذه اللبانات انه يجب “ان لا نساوي بين الجيش والدعم السريع” وللأمانة سمعت رفض المساواة بين داعمي الحرب فى المعسكرين، لدى داعمي الجيش يقولون ذلك لتأكيد ان بورتسودان لديها شرعية الدولة و الطرف الآخر متمرد والفكرة هي ان يتم اعادة تعريف الحرب بين سلطة شرعية وجهة متمردة وايضا لاقامة الحجة لان تستمر الحرب دون سقف زمني حتى وان مات الناس جميعا. بالنسبة للدعم السريع يرفضون المساواة مع الجيش بحجة ان الجيش هو جيش الحركة الاسلامية.
ما لا اتفهمه ان يرفض اي من ذوي الفطرة السليمة السلام عبر الحل السياسي المتفاوض عليه، ولا افهم اذا كان يمكن للتفاوض ان يحقق نفس الاهداف السياسية لماذا الاصرار على الحرب والموت والدمار؟
الصحيح ان يصطف الجميع، خصوصا الذين يحرصون على حياة الناس وحماية الدولة السودانية من التفكك لدعم مثل هذا الاتجاه وان نثمن اي جهد يقوم به اي حادب على حقن دماء السودانيين بالعمل للوصول الى سلام. بل الواضح ان من يرفضون الحل السلمي المتفاوض عليه هم المستفيدون من استمرار الحرب وهؤلاء ليس من الصعوبة تحديدهم بالاسم سواء كانت قوى سياسية توظف الحرب للثراء او للعودة الى السلطة عبر الحرب او كانت قوى اقليمية ترى ان لا تقف الحرب الا عبر تصوراتها لحماية مصالحها حتى ولو على حساب مصالح الشعب السوداني.
هذه دعوة لتوظيف اللغة للانتقال من دعم الحرب لدعم السلام ومن بل بس وجغم بس الى حل بس.
١٣ أغسطس ٢٠٢٥
المصدر: صحيفة التغيير