أعلن القائم بأعمال المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، الدكتور فيصل الحميدان، عن تدشين منظومة «إيكاروس» كأول منصة وطنية متكاملة من نوعها في الكويت للحوسبة عالية الأداء (HPC) والذكاء الاصطناعي، لتكون ركيزة أساسية تدعم المجتمعين العلمي والبحثي، وتعزز مكانة الكويت على الخريطة العالمية للتقنيات المتقدمة.
وأوضح الحميدان أن «منظومة الكويت المتكاملة للأبحاث الحاسوبية المتقدمة عالية الأداء» (إيكاروس) تمثل قفزة نوعية في البنية التحتية البحثية، إذ تجمع بين قدرات حوسبة فائقة القدرة وأجهزة تخزين ضخمة تعمل بتناغم لمعالجة البيانات وتنفيذ العمليات المعقدة بسرعات تفوق بمئات المرات الحواسيب التقليدية. مشيرًا إلى أن المنظومة قادرة على تنفيذ 244 تيرا فلوب (244 تريليون عملية حسابية في الثانية)، مع سعات تخزينية تصل إلى 500 تيرابايت للتخزين المؤقت، و5 بيتابايت للتخزين الدائم، مما يتيح التعامل مع تحديات بحثية كبرى في مجالات البيئة، والطاقة، والمياه، والبترول، والهندسة الطبية الحيوية، والتغير المناخي.
وأشار الحميدان إلى أن المنصة توفر أداة استراتيجية للباحثين والمهندسين للتعامل مع المشكلات الكبيرة والمعقدة ومساعدتهم في التوصل إلى حلول مبتكرة بكفاءة أعلى وتكلفة أقل ووقت أقصر مقارنة بأساليب الحوسبة التقليدية، الأمر الذي يسهم في دعم التنمية المستدامة ورؤية الكويت 2035.
وحول دلالة الاسم المختار للمنصة (إيكاروس)، أوضح القائم بأعمال المدير العام الدكتور فيصل الحميدان أن التسمية تتكوَّن من الحروف الأولى لاسم المنظومة باللغة الإنجليزية، كما أنها تعكس بُعدًا تاريخيًا، إذ يُعد «إيكاروس» الاسم القديم لجزيرة فيلكا، وقد أطلقه عليها الإسكندر الأكبر خلال وجوده في المنطقة في القرن الرابع قبل الميلاد، لتشابهها بحسب بعض المؤرخين مع جزيرة «إيجة» التي كانت تحمل الاسم ذاته.
من جانبها، أوضحت المهندسة تهاني حسين، المسؤول التقني للمنظومة، أن «إيكاروس» صُمّمت بأسلوب يوازن بين قوة السوبر كمبيوتر وكفاءة استهلاك الطاقة، مع إدارة دقيقة للأحمال الحاسوبية، بشكل متوازٍ ومتتالٍ. وأضافت أن المنصة تمثل نقطة التقاء بين تقنيات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، إذ تتيح استخدام البنية التحتية ذاتها لتحليل البيانات، وتشغيل عمليات المحاكاة، ومعالجة مختلف أحمال العمل البحثية، مما يعزز من قدرات الابتكار العلمي والتقني.
أبرز فوائد «إيكاروس»
وذكر التصريح الصادر عن معهد الكويت للأبحاث العلمية أن من أبرز فوائد «إيكاروس»:
• تسريع الأبحاث العلمية والاكتشافات في مجالات الطاقة والبيئة والمياه والتقنيات الطبية.
• دعم اتخاذ القرار عبر المحاكاة المتقدمة وتحليل البيانات الضخمة.
• تعزيز الأمن الوطني وإدارة المخاطر.
• تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في مجالات الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي.
• الإسهام في وضع الكويت ضمن مصاف الدول المالكة للتقنيات الحاسوبية المتقدمة.
واختتم الدكتور فيصل الحميدان بالتأكيد على أن «إيكاروس» ليست مجرد منصة تقنية، بل استثمار استراتيجي في مستقبل الكويت العلمي والتكنولوجي، يفتح آفاقًا أوسع للشراكات المحلية والدولية، ويعزز دور الكويت كمركز إقليمي للابتكار والبحث العلمي، بما ينسجم مع توجيهات القيادة السياسية نحو تبني المشروعات الحضارية والتحول إلى اقتصاد المعرفة، وصناعة مستقبل يقوده العلم وتدعمه قوة الحوسبة والبيانات.
المصدر: جريدة الجريدة