أمد/ كتب حسن عصفور/ خلال أقل من أسبوع زمني، تحركت “البشرية السياسية” بشكل مثيرا جدا، تحت هلع كبير مما سيكون، فيما لو ذهب رئيس حكومة الفاشية اليهودية نتنياهو “نتلر الجديد” نحو تنفيذ خطته باحتلال غزة، هلع طابعه إنساني، وجوهره سياسي، مرتبط بالتغييرات الإقليمية الدولية.
التحرك البشري السياسي، خطفت قيادته أوروبا بـ “ذكاء” ممن قاده قبلا، خاصة تحالف جنوب أفريقيا في المحكمة الجنائية والعدل الدولية، وبدأ يتسارع نحو ضم أطراف متعددة من أوروبا وغيرها، كان المتغير الأهم بها موقف ألمانيا، بعدما كسرت محظورا بنقد دولة الكيان، الأمر الذي ساهم في تعزيز الرفض لسياسة نتنياهو حكومة وشخصا.
تحرك “البشرية السياسية”، لم يعد مقتصرا على لغة إدانية استنكارية لجرائم حرب لم يعد مرتكبيها يأبهون كثيرا لكل بيانات العبارات النارية، دون توافقها مع إجراء عملي واحد، وإن يكن “بارد جدا”، ولذا جاءت دعوات أوروبية إلى تشكيل فرق حماية خاصة للمساعدات “الإنسانية”، بعدما تأكدت أنها لن تصل لمستحقيها، ولن تؤدي غرضها بالطريقة السائدة، بعضها باتت مصائد موت، وبعضها يذهب لتقاسم “تحالف اللصوص” بقيادة مجموعات حماس المسلحة، ولذا بدأ التفكير بطريقة مختلفة.
جاء تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون حول تشكيل قوات حماية دولة لقطاع غزة، للانتقال من الفكرة العامة كمبدأ، إلى أهمية بحث آليات الفكرة ذاتها، وتلك تمثل انطلاقة سياسية هامة، بل يمكن اعتبارها “تغييرا جذريا” في مسار المواجهة الدولية للحرب الفاشية الإبادية، وكان الدعم المصري لها دفعة مضافة، ما يؤكد ضرورة أن تصبح جزء من جدول النقاش العربي الرسمي، والكف عن البيانات “الإنشائية” التي صدرت مؤخرا.
مقترح ماكرون حول تشكيل قوة حماية دولية لقطاع غزة، هي الفكرة العملية الأهم، طوال ألـ 22 شهرا من حرب الإبادة، ولذا لا يجب أن تمر مرورا خبريا، رغم أن أوروبا يبدو أنها أكثر جدية، وللمرة الأولى منذ 7 أكتوبر 2023، تحت ضغط التطورات الدولية، والذهاب نحو خلق عالم قطبي جديد، يدفعها إلى الوراء خلف “الثلاثي الجديد”، ولذا بروزها المفاجئ ليس مرتبطا بـ “الإنساني” فقط الذي كان، لكنه موقف تغييري جوهري.
اقتراح الرئيس ماكرون حول قوة حماية دولة لقطاع غزة، يتطلب مسارعة الرسمية الفلسطينية بتشكيل “خلية عمل خاصة” تبدأ بوضع مفهومها، للتشاور مع الأشقاء وخاصة مصر، السعودية، الأردن والجامعة العربية، ومن تراه هي عاملا مفيدا، لبناء “تصور موحد” يناقش مع دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين لبلورة “رؤية شاملة مشتركة”، ويمكن طلب عقد مؤتمر خاص لذلك، أو يقدم خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة كأحد بنود جدول أعمالها.
وبالمقابل كان ملفتا، تزامن مقترح ماكرون حول الحماية الدولية في قطاع غزة، مع تسارع إعلان دول أوروبية وأستراليا ونيوزيلندا بأنها ستعلن اعترافها بدولة فلسطين في سبتمبر القادم في الأمم المتحدة، خلال مؤتمر “حل الدولتين”، وعودة حرارة التواصل الدولي مع الرئيس محمود عباس، تأكيدا لتمثيليته ورفضا صريحا لمخطط دولة الكيان الاستبدالي، ولوجود حركة حماس.
مقترح ماكرون حول تشكيل قوة حماية دولية، مسألة تستوجب التحرك الفوري وفتح قنوات التواصل، كي لا تبقى في ردهات الارتعاش من الموقف الأمريكي.
ملاحظة: المغنية العالمية مادونا أطلقت صرختها الخاصة من أجل أطفال غزة..ما حكت للرؤسا ولا لدول لأنه شكلها زهقت منهم..راحت تناشد بابا الفاتيكان العمل لإنقاذهم..صفعة من نوع خاص على وجه نتلر المعاصر وفريقه الفاشي..صعب يطلع يتهما بأنها معادية للسامية..شكرا مادونا..فلسطين ما بتنسى الناس اللي ما نسوا ناسها..
تنويه خاص: شعبنا محظوظ مع مسمى “ألبانيزي”..الجدعة الطليانية فرنشيسكا ألبانيزي اللي عامله صداع نن ستوب لفريق الفاشيين..وأجا كملها الجدع الأسترالي أنتوني ألبانيزي..مش بس بدوا يعترف بدولة فلسطين لكنه نازل ضرب على راس نتلر..شكلها “الألبانيزيه” حتصير “حركة التمرد الجديدة”..ألبانيزيتهم مش ألبزة بعضكم يا..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص