في مدينة نيوم السعودية، حيث تتعانق ناطحات السحاب مع زرقة البحر الأحمر، التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قمة قالت البيانات الرسمية إنها “لبحث تطورات القضية الفلسطينية”.
ورغم أن جدول الأعمال حمل عنوان “غزة”، فإن المدينة المحاصرة ظلت حاضرة في الكلمات أكثر من الأفعال، في وقت لا تزال فيه الأنقاض شاهدة على حرب لم تهدأ، وحصار لم يُكسر.
اللقاء الذي وُصف بأنه “استراتيجي”، دار في أروقة مكيّفة بعيدة عن حرارة الميدان، فيما تساءل مراقبون إن كانت القمة بروتوكولية بحتة، أم محاولة لإعادة رسم الأدوار الإقليمية بين عمان والرياض، بينما تبقى غزة ورقةً مؤقتة تُرفع عند الافتتاح وتُطوى مع فنجان القهوة الأخير.
البيان الختامي حمل عبارات مألوفة عن “التأكيد على دعم القضية الفلسطينية ورفض الانتهاكات”، لكنه جاء كالعادة منزوعة الحدة، لا يلامس حجم المأساة على الأرض.
وبينما تبحث الأردن عن دعم اقتصادي وسياسي، وتحرص السعودية على ترسيخ دورها القيادي، تظل غزة تنزف بصمت… بعيدًا عن طاولات المفاوضات المطلية بالذهب.